كعب بن مالك... المجاهد بالسيف والقلم

نشر في 10-06-2017
آخر تحديث 10-06-2017 | 00:00
No Image Caption
هو كعب بن مالك بن عمرو بن القين بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي الأنصاري الخزرجي السلمي، وأمه: ليلى بنت زيد بن ثعلبة، من بني سلمة أيضاً‏، كانت كنيته قبل الإسلام أبا بشير، فكناه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا عبدالله.

كان شاعراً معروفاً في الجاهلية، حتى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) عرفه بصفته هذه حين التقاه قبل بيعة العقبة، وقد دخل كعب والبراء بن معرور على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مجلسه في الكعبة، ولم يكونا قد عرفا النبي ولا رأياه من قبل، وقيل لهما إنه الجالس مع عمه العباس في المسجد، يقول كعب: وقد كنا نعرف العباس، كان لايزال يقدم علينا تاجراً، فدخلنا فسلمنا ثم جلسنا إليه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للعباس: هل تعرف هذين الرجلين يا أبا فضل؟، قال نعم: هذا البراء بن معرور سيد قومه، وهذا كعب بن مالك، يقول كعب: فوالله ما أنسى قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الشاعر؟، قال العباس: نعم.

وفي الإسلام أصبح أحد الشعراء الثلاثة الكبار الذين جاهدوا في سبيل الدعوة الإسلامية وناصروا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودافعوا عنه في مواجهة الهجمات الشرسة التي قادها ضده شعراء الوثنية والشرك في مكة، فكان حسان بن ثابت يهجوهم بالأنساب، وكان عبدالله بن رواحة يعيرهم بالكفر، فكان كعب بن مالك رضي الله عنه، يهجو مشركي قريش، ويخوفهم الحرب، ويبرز بطولات المسلمين.

وعندما نزلت آية: "وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ" (الشعراء: 224)، قال كعب للنبي: قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل، فقال له (صلى الله عليه وسلم): (إن المجاهد مجاهدٌ بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده، لكأنما ترمونهم به نضح النبل)، وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تستحسن شعر كعبٍ وترويه.

وكما نافح عن رسول الله وعن الإسلام بالكلمة فقد دافع عنهما بالسلاح، مرة واحدة تخلف فيها كعب بن مالك بغير عذر، وكان ذلك في آخر غزوات رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فكان أحد الثلاثة الذين خلفوا في تبوك، وتاب الله عليهم ونزل فيهم قرآن.

حدث كعب بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وله رواية عن أسيد بن حضير رضي الله عنه، وروى له البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وفي كتابه: (أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من العدد) وضعه ابن حزم الأندلسي رقم 42 ممن رووا عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعدَّه من أصحاب العشرات، وذكر أن له ثمانين حديثاً، وذكر صاحب كتاب سير أعلام النبلاء أن لكعب بن مالك عدة أحاديث تبلغ الثلاثين، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة منها، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين. وحدث عنه جابر بن عبدالله، وعبدالله بن عباس، وأبوأمامة الباهلي، وأولاده: عبدالله بن كعب بن مالك (البخاري ومسلم وأبوداود والنسائي وابن ماجة)، وعبدالرحمن بن كعب بن مالك (البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة،)، وعبيد الله بن كعب بن مالك (البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي)، ومحمد بن كعب بن مالك، ومعبد بن كعب بن مالك، وحفيده عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك (البخاري ومسلم والنسائي)، وعمر بن الحكم بن ثوبان، وعمر بن الحكم بن رافع، وعمر بن كثير بن أفلح.

back to top