خلاف على ماذا؟

نشر في 08-06-2017
آخر تحديث 08-06-2017 | 00:13
إن زيارة الرئيس ترامب قد تأتي بكوارث أكبر إذا لم نستيقظ جميعنا على جانبي الخليج، وأعيد وأكرر الطلب بأن اجلسوا معاً وأوقفوا هذا الجنون، وحولوا أموالكم إلى شعوبكم للبناء والتعمير والتطوير والتنمية، فالشعوب قلقة وأنتم تتطلعون إلى بطولات كاذبة ليس وراءها إلا الدمار.
 علي البداح دول الخليج، على جانبيه العربي والفارسي، كلها ضالعة في أعمال الإرهاب التي تعم الوطن العربي وبعض دول العالم، لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي، كلهم في الجرم إخوة، وكلهم للأسف يقولون شيئا ويقومون بشيء آخر، كما أن الكل ينفذ أجندة غريبة ومريبة سواء أدرك أو لم يدرك، وأصبحنا ألعوبةً لمن يريد إضعاف هذه المنطقة وتفتيتها، ونحن نظن أننا الماسكون بخيوط اللعبة.

جانبنا الفارسي فيه من يثير الجانب العربي، يستفزه ويحثه على شراء السلاح ويتحداه للمبارزة، وجانبنا العربي لا يرى إلا التمدد الشيعي، فيسعى إلى تقوية المد السلفي، وهي لعبة وضعها عتاة الصهيونية لتمزيق الشرق الأوسط عربه وعجمه. نحن ننساق وكأننا منومون إلى ما يريدونه لنا، ونحن ننشد أناشيد الوطنية وندق طبول الحرب. وقطر ليست غريبة عن مجموعتها أو عن خطة التقسيم، وربما قامت بأدوار أكبر من حجمها؛ مستندة إلى قواعد أميركية وتطبيع مستعجل ظنت أنه يعطيها قبولا أكبر لأصحاب القواعد، وينمي عندها عضلات تتحدى بها الغير، لكنها لا تختلف عن أخواتها دول مجلس التعاون، ولا تختلف عن جيرانها عبر الخليج، فالكل فقد اتزانه وتاه في لجة المؤامرة حتى ظن كل طرف أنه القائد للمسيرة وأنه أفضل من غيره.

كلنا نرعى الإرهاب ويا للأسف، نحن لم نعده ونجهزه في حالته الراهنة، ولكننا كنا من أعد "القاعدة" لحرب أفغانستان بطلب وتشجيع من أعمامنا الأميركيين، وقد خرج أعداء الأمة في تنظيم "القاعدة" بعد تغيير شكله وادعاء أنه انتهى، بما يسمى "النصرة" ثم "داعش" ثم عشرات التنظيمات الأصغر لتمارس أعمال التخريب والإرهاب على مستوى الوطن العربي.

كنا ساكتين في البداية، بل غضضنا الطرف عن مجاميع المتطوعين من المشحونين والمرضى النفسيين والمهمشين الذين انضموا إلى "الجهاد"، وجاءت الدواعش الأخرى من بر فارس بعد أن أصبح طريق العراق ممهداً، واخترقت الحدود إلى سورية لتزيد من التهاب المنطقة وارتفاع صيحة الطائفية.

الكل شارك حتى هذه اللحظة في هذا الجنون وليست قطر فقط، وقد يكون البعض يريد أن يتوقف ويريد استعادة القيادة لوقف هذا النزيف، ولكن بالتأكيد لم تكن قطر وحدها.

إن زيارة الرئيس ترامب قد تأتي بكوارث أكبر إذا لم نستيقظ جميعنا على جانبي الخليج، وأعيد وأكرر الطلب بأن اجلسوا معاً وأوقفوا هذا الجنون، وحولوا أموالكم إلى شعوبكم للبناء والتعمير والتطوير والتنمية، فالشعوب قلقة وأنتم تتطلعون إلى بطولات كاذبة ليس وراءها إلا الدمار.

في النهاية يا سادة إن دولا تتقسم، وعين الأعداء ليست على دمائنا بل على النفط والغاز في كل من العراق وسورية، والأميركيون والروس سيتقاسمون المنطقة، ويأخذون كل خيراتها إذا لم نصبح يداً واحدة وقلباً واحداً لحفظها.

back to top