محمد جابر لـ الجريدة•: أعدت تقديم شخصية «العيدروسي» في مسلسلي «سيل وهيل» و«فات الفوت» (5-5)

أنتظر إجازة «الركادة زينة» الذي سيجمع العمالقة عبدالحسين والفرج وسعاد وحياة

نشر في 05-06-2017
آخر تحديث 05-06-2017 | 00:05


ارتبط اسم الفنان القدير محمد جابر، بزمن الفن الجميل، والعصر الذهبي للحركتين الفنية والمسرحية في الكويت، واشتهر في أوج نجوميته بلقب شخصية "العيدروسي"، التي أبدع فيها وتميز بها، فتركت علامة بارزة في مسيرته الفنية، سواء عبر الدراما الإذاعية أو التلفزيونية أو المسرحية، وهي لاتزال عالقة بذاكرة الأجيال المتعاقبة منذ ستينيات القرن الماضي إلى اليوم.

تفجرت موهبته منذ نعومة أظفاره من خلال المسرح المدرسي ضمن نشاط مدرسة المثنى الابتدائية، مع الرائدين المسرحيين المربي الفاضل عقاب الخطيب (ناظر المدرسة) ومحمد النشمي (وكيل المدرسة)، كما تتلمذ على يد الرائد المسرحي المصري زكي طليمات أثناء تأسيس فرقة المسرح العربي في الكويت عام 1961.

وفي الحلقة الخامسة والأخيرة يروي لنا "أبو خالد" عن تأسيسه لمسرح خاص اسمه "المسرح الحر" مع مجموعة من النجوم بينهم عبدالعزيز النمش وعبدالله خريبط وعائشة إبراهيم، ثم انسحابه منه ليؤسس «الزرزور» التي أنتج منها خلالها تسع مسرحيات للطفل مع الفنان عبدالرحمن العقل.

وأشار إلى مشاركته بعروض مسرحية مع المسرح الحر في أيام الترويح السياحي، عندما كان الراحل صالح شهاب، يدعم هذه العروض بمنحها 300 دينار للعرض الواحد، وكانت تقدم على خشبة مسرح المعاهد الخاصة في حولي.

وكشف النقاب عن نص سيجمع عمالقة الفن عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وسعاد عبدالله وحياة الفهد، عنوانه "الركادة زينة"، لكنه ينتظر إجازته من المصنفات الفنية.

وعلى صعيد الدراما الرمضانية، يشارك هذا العام في مسلسلين تراثيين كوميديين هما "سيل وهيل"، و"فات الفوت"، ويقدم من خلالها شخصيته الشهيرة "العيدروسي"... وكان لنا معه هذا الحوار:

● لماذا أعدت تقديم "العيدروسي" في رمضان الحالي؟

- هذه الشخصية لا تزال تنبض بالحياة، وأقدمها في عملين مختلفين، في مسلسل تراثي كوميدي إماراتي، بعنوان "فات الفوت"، من تأليف خميس إسماعيل المطروشي وإخراج بطال سليمان، تدور أحداثه بين عائلة "بوهلال" وعائلة "عتيج"، في فترة منتصف الستينيات بإحدى الفرجان القديمة، فيها لمسة من الحنين إلى قيم الطيبة والبساطة التي تكرسها العلاقات الإنسانية، ويهتم العمل بقضية تاريخية مهمة عرفت باسم تايتانيك الخليج، التي يتم التطرق فيها إلى حادثة غرق مركب "دارة"، الذي توفي على متنه نحو 600 شخص، فيما نجا نحو 200 آخرين، وذلك من خلال شخصية المهندس عبود، الذي درس الهندسة في الهند وقرر العودة إلى الإمارات، فكان أحد الناجين من هذه الحادثة الأليمة.

● من معك في التمثيل؟

- من الإمارات إسماعيل أمين، وإبراهيم سالم، وجمال السيمطي، وملاك الخالدي، ومن البحرين سلوى بخيت ونورة البلوشي، ومن قطر سعيد المناعي.

«سيل وهيل»

● وماذا عن المسلسل الآخر؟

- مسلسل كوميدي تراثي فنتازي، بعنوان "سيل وهيل"، من إخراج خالد الفضلي، ومن تمثيل حسن البلام، وفهد البناي، وانتصار الشراح، وغدير السبتي، ومحمد الرمضان، وعبدالعزيز النصار، وزيد السويداء، وطارق الحربي، أجسد فيه "العيدروسي" الشرير "ما تطب على خشمه ذبانة"، يريد أن يتعارك، تدور أحداثها بين فريجين الشمالي والجنوبي، أنا من الفريج الجنوبي وحسن البلام وجماعته من الشمالي.

● اذكر لنا أحد المواقف الكوميدية في العمل؟

- في أحد مشاهد المسلسل أركب الدراجة النارية ومعي سيفي، وأقود مجموعتي في غزو الفريج الآخر، هيا اغزوهم، استولوا على حلالهم، وقوموا بأسر رجالهم، واتركوا حريمهم لا نريدهم.

● لماذا اتجهت إلى إنشاء مسرح خاص؟

- لقد بدأت المسارح الخاصة مع عبد الأمير التركي من خلال المسرح الكوميدي وعبدالحسين وسعد في المسرح الوطني، فقمت بتأسيس "المسرح الحر"، ثم جاءت مجموعة من الفنانين ترغب في الانضمام وهي عبدالعزيز النمش و"امبيريج" وعائشة ابراهيم وعبدالله خريبط وأحمد الراشد "بندر" وعبدالعزيز الفهد وعبدالله المسلم، فتم تحويلها إلى شركة تضامنية عرفت باسم فرقة المسرح الحر، وقدمنا من خلالها مسرحيات ناجحة هي "يلعب على الحبلين" و"العانس" و"ريّال نساي"، وكانت عروضنا على خشبة مسرح المعاهد الخاصة، حاولت أن أغير من أسلوب الإخراج والكتابة فرفض اقتراحي خريبط فانسحبت من الفرقة.

* ما حكاية العرض المغري؟

- ثمة عرض من قبل صاحب المحل أسفل المكتب في شارع سالم المبارك بمنطقة السالمية، إذ قدّم 60 ألف دينار، مقابل ترك المكتب، لكن المرحوم عبدالعزيز الفهد رفض، قلت له هذا عرض جيد، لماذا ترفضه؟ اقبله ثم ابحث عن مكتب في مكان آخر، لكنه أصر على موقفه.

رحيل غانم الصالح ترك فراغاً كبيراً في حياة العيدروسي

رحيل رفيق الفنان محمد جابر وصديقه وشريكه الفنان الكبير غانم الصالح يمثل نقطة مركزية وبالغة التأثير، تمتد على مدى أكثر من خمسة عقود من الزمان، وتحديداً منذ تأسيس فرقة المسرح العربي مع زكي طليمات، أي أنها بدأت مع الانطلاقة الأولى لمسيرة هذا الثنائي، حتى يوم رحيل "بوصلاح" الى رحلته العلاجية.

ومن يزور الفنان محمد جابر في مكتب مؤسسة "الزرزور" الذي جمعه مع الراحل غانم الصالح، يعلم جيدا، مساحة الوفاء، ومساحة الآخر بداخله، بدليل محافظته على جميع التفاصيل التي تركها الراحل الكبير، منها كرسيه الذي يصلي عليه وكذلك سجادة الصلاة.

يقول الفنان محمد جابر: "برحيل بوصلاح أشعر بفراغ كبير في حياتي". فكانا لا يفترقان حتى عند ارتباط كل منهما بعمل، فكل واحد منها يزور الآخر في موقع التصوير، ويبقيان معاً نصف ساعة.

مؤسسة الزرزور

● ماذا فعلت بعد خروجك من المسرح الحر؟

- أسست مؤسسة الزرزور التي خصصتها لمسرح الطفل، عام 1984، وقدمت "الزرزور" كباكورة أعمالها وكان معي عبد الرحمن العقل، وغيرها تسع مسرحيات تقريباً بينها "محاكمة علي بابا" و"جسوم ومشيري" و"طرزان"، ثم اشتريت رخصة مسرح محمد النشمي بعد وفاته مع العقل حتى أقدم مسرحيات للكبار.

● هل القطاع الخاص أفضل من العام؟

المسرح الخاص أفضل ليس مادياً فقط، بل لإشعال التنافس بين الفرق الخاصة في مجال مسرح الطفل، وكل ذلك يصب في مصلحة المتلقين، ويكفيني فخراً أن الدكتورة كافية رمضان تحضر جميع أعمالي مع طلبتها بالجامعة وتفتح باب النقاش بعد العرض كمادة لهم.

● كيف كانت مشاركاتكم أيام الترويج السياحي؟

- كنا نشارك في تلك الفترة مع فرقة المسرح الحر، في الكرنفال، وبعروض مسرحية، حيث كان المرحوم صالح شهاب يدعمنا، على سبيل المثال يمنحنا 300 دينار في العرض الواحد، حيث نقدم 10 عروض، كما يتم تجهيز مسرح المعاهد الخاصة لنا، وهو من المسارح الجيدة في الكويت.

● هل عدد صالات العرض كافية؟

- لا، والحل أن تخاطب وزارة الإعلام، وزارة التربية، لمنحها مسارح مدارسها، من كل منطقة مسرح، ويعملون على تجهيزها للعروض، مثلاً مسرح في الروضة وفي الفيحاء والضاحية، وهكذا.

● هل إلغاء استوديوهات الدراما في التلفزيون قرار خاطئ؟

- نعم، إنه قرار غير صائب، هذه الاستويوهات الدرامية، إضافة إلى استوديو الدسمة الذي تم هدمه، نفذت فيها أهم مسلسلاتنا التلفزيونية.

«الركادة زينة»

● ما مشروعك التلفزيوني المقبل؟

- أنتظر حالياً إجازة نص المسلسل الكوميدي "الركادة زينة"، وهو من تأليفي، يدور في إطار اجتماعي حول أربع شخصيات محورية كبيرة في السن (رجلان وامرأتان) تحاول مجاراة شباب اليوم، ما يتسبب في حدوث العديد من المواقف الكوميدية، سأعرضه على تلفزيون الكويت، لأنه النص المناسب كي يجمعني مع عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبدالله، فالأدوار مرسومة لهم ومفصلة عليهم.

● هل عرضت العمل على هؤلاء العمالقة؟

- لا، أنتظر إجازته، ومن ثم أعرضه على تلفزيون الكويت، إذا تم الاتفاق على أن يتحمل أجورهم، فسأعرضه على الفنانين الكبار فوراً.

● أين وصل مشروع "الكتاب المفقود"؟

- لقد أجيز النص من المصنفات الفنية، لكن لم يتم تنفيذه لأنني لم أحصل على الموافقة لأقدمه بنظام المنتج المنفذ، مع الأسف، "لا حياة لمن تنادي". وهناك مسلسل آخر بعنوان "صرخة أم"، وهو عبارة عن دراما تراجيدية تحمل الكثير من القضايا الاجتماعية، وكلاهما من تأليفي.

العمل المسرحي

● وماذا عن جديدك للمسرح؟

- إنني لا أشارك في العروض المسرحية بالكويت، السبب يعود إلى أنها طويلة، إن "أبوالفنون" متعب، لذا لا أستطيع الالتزام بأكثر من عرض في اليوم الواحد، مثال ذلك مشاركتي في مسرحية "الديوانية" من تأليف تغريد الداود وإخراج خالد الراشد في مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر.

وبالنسبة إلى جديدي، أستعد حالياً للمشاركة في مسرحية كوميدية ستقدم في عيد الفطر المقبل في القطيف بالمملكة العربية السعودية، التي سبق أن قدمت فيها المسرحية الكوميدية الاجتماعية "الحلوة زعلانة" في عيد الفطر عام 2014، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القطيف الخامس "واحتنا فرحانة"، وكان معي خالد البريكي وأحمد إيراج، وهي من إخراج هيثم حبيب.

«ممنوع دخول الأطفال مع الخدم»

أشار الفنان محمد جابر إلى أنه أحد مؤسسي مسرح الطفل في الكويت، وقدم أكثر من 34 مسرحية، ممثلا ومؤلفاً، حين كان الطفل سابقا يتلقى الرسالة من الفنان مباشرة، ويناقشه بذكاء في كل مشهد وكل جملة. أما في الوقت الراهن فقد تغير الوضع وأصبح الطفل يتلقى رسالته من الإنترنت وألعاب الفيديو والأجهزة الذكية، وأصبحت تطلعاته مختلفة، ولم يعد باستطاعته أن يجاري عقله وتخيلاته.

كما أوضح جابر أن ثمة خطأ فادحاً يقع فيه المسرحيون، وهو سعيهم إلى إضحاك الطفل من دون رسالة أو هدف، مشدداً على ضرورة أن تكون المسرحيات المعدة للأطفال هادفة من حيث القيم والمفاهيم الاجتماعية المفيدة.

ولفت إلى مسرحيات هادفة لاقت صدى واسعاً مثل: الشاطر حسن، محاكمة علي بابا، النمر الوردي. واستطرد جابر بالإشارة إلى أنه كان يعلق أمام مدخل المسرح لافتة مكتوب عليها "ممنوع دخول الأطفال مع الخدم"، واستغرب البعض ذلك، لكنه برّر الموقف بأنه وضع تلك اللوحة عندما شاهد أن الأطفال يأتون مع الخدم لمجرد قضاء الوقت، وحدث ذلك عند عرض مسرحية "محاكمة علي بابا".

ابتعدت عن مسرح القطاع العام فأسست المسرح الحر ثم «الزرزور»

أستعد للمشاركة في مسرحية كوميدية ستقدم في عيد الفطر بالقطيف

«الكتاب المفقود» مسلسل تراثي للأطفال لم يحصل على موافقة المنتج المنفذ

إلغاء ستوديوهات الدراما بالتلفزيون قرار غير صائب
back to top