«مع قضايا العصر» يناقش تحديات العالم الإسلامي

نشر في 04-06-2017
آخر تحديث 04-06-2017 | 00:00
No Image Caption
صدر حديثاً كتاب "مع قضايا العصر" للدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، عن دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة في القاهرة.

يتناول الكتاب مجموعة من الموضوعات حول قضايا سياسية وفكرية ولغوية واجتماعية، تشكل في مجملها، تحديات تواجه العالم الإسلامي خلال هذه المرحلة، بقدر ما هي محاور رئيسة في الفكر الإنساني المعاصر تستقطب اهتمام الرأي العام العالمي.

ومن موضوعات هذا الكتاب: التعليم الجيّد منقذ من الضياع، وأمة في خطر، ومعارك المستقبل، والتجديد من أجل المستقبل، وإلى أين يسير العالم؟، وفي أنْسنة السياسة الدولية، والتطهير الديني في إفريقيا الوسطى، وفصل المقال فيما بين الإرهاب والإسلاموفوبيا من اتصال، وحماية اللغة العربية بالقوانين، ومسؤولية العرب في إنقاذ أنفسهم، وتحالف الحضارات لا صراع الجهالات، وتعزيز القيم المشتركة لمحاربة التطرف، والإسلام والسياسة ومعايير القياس، وتراكم رأس المال البشري العربي، والعرب وأميركا الجنوبية، والإسلاموفوبيا تهديدٌ للسلام العالمي، والعالم الإسلامي والتحديات المعاصرة.

يقول الدكتور التويجري في مقدمته للكتاب شارحاً رسالة الفكر في عالمنا اليوم: "للفكر رسالةٌ في حياة الإنسان، فالمفكرون هم حَمَلَةُ الاستنارة، وهم حماة القيم السامية، وروّاد النهضة، وبُناة المستقبل، ولا يكون الفكر مستنيراً إلا إذا انطلق من المبادئ القويمة، واستند إلى الحقائق الثابتة، وتحرّر من الأوهام والخرافات، وكان الارتقاء بالإنسان غايةً له، وحماية المجتمعات من الانحرافات الناتجة عن الأهواء والنوازع الشريرة، هدفاً يسعى إليه، وليس يعني ذلك أن الاستنارة الفكرية تتعارض مع الوحي الإلهي، كما يعرف من لا يعرف من أصحاب الأفكار التي تضيق بالدين وتحاربه، وإنما الاستنارة بأنوار الوحي هي التي توجّه الفكر نحو الاستقامة وما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ولذلك كان التنوير الديني الحق هو عين التنوير الفكري الذي يعتمد الوحيَ قاعدةً له، ويجعل من العقل سنداً وعضداً ومدداً، ولما كان التنوير الديني الحق هو وحي السماء، كانت الاستنارة الفكرية هي التي تنطلق من الرؤية الإسلامية إلى الكون والإنسان والحياة، وتنبثق عنها وتستند إليها".

يضيف المؤلف: "ولم يكن عصر من عصور التاريخ الإنساني أحوج إلى الفكر المستنير بأنوار الإيمان بالله الذي يقتضي المساواة بين البشر، منه اليوم، فرسالة الاستنارة الفكرية متواصلة مترابطة الحلقات، وهي خلال هذه المرحلة، أمل الإنسانية الذي يقوّي اليقين ويبعث الثقة في النفوس".

ويوضح المؤلف أن كتابه هذا يصدر بينما العالم في هرج ومرج، يعيش فتناً لا تنتهي، ويعاني أزمات لا تزال تتفاقم، وتقف الإنسانية حائرة أمام مفترق الطرق لا تدري أين تمضي وفي أي اتجاه تسير، فهذا عصر الحيرة والاضطراب لا يثبت فيه إلا ذوو الهمم العالية والعقول الراجحة والنوايا الحسنة والإرادات القوية، فهؤلاء هم الذين يملكون الرسالة الفكرية التنويرية التي تبيّن لهم معالم الطريق، والتي تقتبس وهْجَها من نور الإيمان الحق بالخالق سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان وكلّفه بمسؤولية عمارة الأرض، وهداه النجدين، وجعل الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، لما في ذلك من ترسيخ لقيم التعاون الإنساني، وتعزيز للحوار بين الثقافات والحضارات، وإرساء لقواعد السلام العالمي.

back to top