لقمان الشقيري

نشر في 03-06-2017
آخر تحديث 03-06-2017 | 00:07
 فواز يعقوب الكندري إذا كانت بلاد النوبة قد أنجبت لنا لقمان الحكيم الذي نصح ابنه بالنوادر، فإن قناة "MBC" أنجبت لنا أحمد الشقيري، الذي جاءنا بالخواطر، وأنا أحد الذين شعروا بشيء من صبر نبي الله أيوب، عليه السلام، بسبب الإعلانات التجارية في فواصل برامجه، طمعاً في أن أصل إلى اقتناع تام بأن خلل مجتمعاتنا وتراجعها سببهما الشعوب، وأن كل حسنة على هذه الأرض مصدرها الباشاوات، ومع كل سيئة ثَمّ وجه البسطاء، وأنه لا يزيد الغرب الكرة الأرضية إلا جمالاً، ولا يعيش عليها قبحاً سوى العرب.

ينصح لقمان ابنه قائلا: "يا بني: نقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم".

ما بال الشقيري يضيع وقته مع هذه الشعوب البليدة التي تجهل مخزون الثروة والدواء والسلاح في أوطانها؟! سنون طويلة أنهكت جسده، وحلقات كثيرة استنزفت وقته وبددت ثروته، وهو يريد لهذه المجتمعات أن تلتفت إلى خواطره، ولا أحد يسمعه!

لا تبالِ بهم يا لقمان عصرنا، اتركهم واسمع مني لعلي أكون عونا لك وحافظا لوقتك، وأدر سهم بوصلة نصائحك من الجنوب قاعاً، حيث الشعوب الكادحة التي لا تملك رأيا ولا قرارا في بلدانها، إلى جهة الشمال حيث القرار والاختيار، وبدل أن تنتظر "شريم" كل هذا الوقت حتى ينفخ فتكتشف متأخراً أنه بلا "برطم" اتجه مباشرة للمسؤولين في الأوطان العربية، فهم يملكون ماجستيراً في "النفخ".

واحرص ألا تكون نبرتك حادة في نصيحتك للمسؤولين العرب كما هي مع الشعوب، وانصحهم بهدوء قائلا: العدل أساس الملك، والمساواة أهم أعمدة بناء الدول المحترمة، فالرجل المناسب يجب أن يكون في المكان المناسب لا في الزنزانة المناسبة، وأكمل نصائحك لهم مبتسماً: تصالحوا مع الشعوب، وناقشوا الأفكار ولا تعتقلوها، فكما أننا نستشعر رذاذ المطر والنسيم العليل فإننا نجهل ما تخبئه لنا الأرض من زلازل وبراكين.

وكما دفعت بالشعوب العربية أن تقتدي بالمجتمعات الغربية، فإني أدعوك أن تنصح المسؤولين العرب بالاقتداء بالغرب حين كانت دول الاتحاد الأوروبي لبعضها البعض كالبنيان المرصوص، إن اشتكت "إسبانيا" من السيولة، تداعت لها بقية دول أوروبا بالأرض والقرض.

إن قمت بذلك فإنك في الأغلب ستخسر برنامجك، وربما تخسر بعض أسنانك أيضا، لكن ثق تماما أنك اخترت الأذن التي يجب أن تنصت وتعي وتفهم حديثك، فتطبق خواطرك.

back to top