هل يحصل صدام أميركي - إيراني في سورية؟

نشر في 01-06-2017
آخر تحديث 01-06-2017 | 00:10
 المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل جيف دايفيز
المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل جيف دايفيز
بات من الواضح أن التصعيد العسكري الجاري في منطقة مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، يُنذر بصدامات مباشرة، قد لا تكون الولايات المتحدة بمنأى عنها، مع صدور إنذار أميركي شديد اللهجة أُبلغ مباشرة للأطراف التي تقاتل إلى جانب النظام السوري.

وأعلن المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل جيف دايفيز، أمس الأول، أن واشنطن وجهت إنذاراً مباشراً لقوات النظام السوري والميليشيات التابعة له والمدعومة من إيران مباشرة بضرورة الانسحاب من مثلث الحدود، وإلا فإنها ستتعرض للضرب والتدمير.

وبعدما أشار دايفيز إلى المنشورات التي ألقتها طائرات التحالف فوق مناطق تجمع تلك القوات، أكد بدء تسليم الأسلحة مباشرة إلى المجموعات الكردية التي تدعمها بلاده في شمال شرق سورية، وكذلك تسليم أسلحة مماثلة لقوات المعارضة السورية المدعومة من واشنطن في منطقة مثلث الحدود، بغية تمكينها من التصدي لأي هجوم معادٍ.

ونقلت أوساط عن مصادر عسكرية أن وزارة الدفاع الأميركية تتابع عن كثب السلوك الروسي في كل من منطقتي الحدود الجنوبية والشرقية السورية لاتخاذ ما يلزم، وأنها تنسق مع إسرائيل في المنطقة الجنوبية، التي ينبغي أن تكون جزءاً من الاتفاق الميداني المتعلق بإقامة مناطق خفض التصعيد، كما نص عليها اتفاق أستانة.

واعتبرت تلك الأوساط أن التصريحات الروسية الأخيرة، خصوصاً الصادرة عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، لا تعكس طبيعة الاتفاقات الواضحة التي تمت بين الطرفين، رغم إشارته إلى التنسيق الجوي.

وفي حين قللت من انعكاسات الصعوبات التي تواجهها إدارة الرئيس دونالد ترامب في ملف التحقيقات بالتدخل الروسي المفترض في الانتخابات الأميركية على إدارة البنتاغون لملف الحرب في كل من العراق وسورية، قالت تلك الأوساط، إن حرية الحركة واتخاذ القرارات التي منحها الرئيس لوزارة الدفاع ووكالة «سي آي إيه»، خلقت آلية عسكرية شبه مستقلة، تتيح لهما مواكبة تلك الملفات تبعاً للتطورات الميدانية.

ونقلت الأوساط عن المتحدث باسم البنتاغون قوله، إن مسار الأحداث الجارية في منطقة المثلث الحدودي تنذر بالتطور إلى مواجهة مباشرة مع إيران وميليشياتها، معبراً، في الوقت نفسه، عن انزعاج الإدارة الأميركية من دعم الحكومة العراقية لانتشار قوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، لملاقاة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.

وفي السياق ذاته، قال نائب القائد العام لقيادة العمليات الخاصة الأميركية الجنرال توماس تراسك، الذي وصف طهران بـ»الخصم»، إن واشنطن قادرة على فهم العقلية الإيرانية، مؤكداً أنه بات من الممكن التكهن بطريقة تفكير الإيرانيين وما يطمحون إليه في المنطقة.

وأضاف الجنرال تراسك في مداخلة له أمام معهد «أميركان أنتربرايز» المحسوب على الجمهوريين، أن البنتاغون سيواصل تطوير استراتيجيات مواجهة النفوذ الإيراني، والمجموعات التابعة لطهران في المنطقة، بعدما جرى رصد موازنات عسكرية كافية لذلك.

وبينما رفض الحديث عما إذا كانت هناك نية أميركية بحصول مواجهة عسكرية مع إيران، شدد تراسك على أن قيادة القوات الخاصة الأميركية تركز على التصدي للجماعات الإيرانية، ليس في المنطقة فقط، بل في إفريقيا وأميركا اللاتينية أيضاً.

وعلى خطٍ موازٍ، قالت تلك الأوساط، إن تجربة اعتراض الصاروخ الباليستي وإسقاطه التي نفذتها وحدات الدفاع الاستراتيجي الأميركية فوق المحيط الهادئ، تعد رسالة متعددة الاتجاهات. لكنها شددت على أنها رسالة مباشرة لطهران لإجبارها على إعادة النظر في سلوكها السياسي والعسكري، في ظل التغيير الاستراتيجي الذي طرأ على سياسات واشنطن وعلاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي، بعد زيارة الرئيس ترامب للمنطقة.

وأضافت أن تلك التغييرات نابعة أيضاً من تغييرات طرأت على الاستراتيجية العسكرية لوزارة الدفاع، التي تستعد مع مجلس الأمن القومي لرفع توصيات خلال الأيام المقبلة لزيادة حجم القوات الأميركية في أفغانستان، كما صار معروفاً.

back to top