أم سلمة... صاحبة الهجرتين

نشر في 01-06-2017
آخر تحديث 01-06-2017 | 00:01
No Image Caption
قرشية مخزومية مشهورة بكنيتها معروفة باسمها، وكنيتها أم سلمة، واسمها هند بنت أبي أمية سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية، وهي ابنة عم سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس، أما أبوها فأحد وجهاء قريش وسيد من سادات مخزوم المرموقين، وكان بين الناس مشهوراً بالكرم وشدّة السخاء حتى لُقّب "زادُ الركب"، إذ كان يمنع من يرافقه في سفره أن يتزوّد لرحلته ويكفيه مؤونة ذلك.

ولِدت في مكة قبل البعثة بنحو سبع عشرة سنة، وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسباً، تزوجها النبي (صلى الله عليه وسلم) في السنة الرابعة للهجرة، وكانت قريبة من خمس وثلاثين سنة، وكانت قبل الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي الصحابي ذي الهجرتين وهو ابن عمة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأخوه من الرضاعة.

وأم سلمة قديمة في الإسلام، فقد كانت وزوجها أبو سلمة من السابقين الأولين، هاجرا معاً إلى الحبشة، وكان زوجها أبو سلمة أول من هاجر إلى المدينة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهاجرت هي وحدها إلى المدينة لما منعها قومها من الهجرة مع زوجها، وبقيت مع زوجها في المدينة، حتى استشهد بجرح ناله في معركة أحد، تقول أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها، فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟، ثم إني قلتها، فأخلف الله لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

نهلت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها من معين النبوة، وارتوت من رحيقها، وقد نالت حظّاً وافراً من أنوار النبوّة وعلومها، حتى غدت ممن يُشار إليهم بالبنان فقها وعلماً، وكان الصحابة يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل، ويحتكمون إليها عند الاختلاف.

عدت أم سلمة من فقهاء الصحابة، وعدها ابن حزم من متوسطي الفتوى بين الصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: "المتوسطون فيما روي عنهم من الفتوى: عثمان، أبو هريرة، عبد الله بن عمرو، أنس بن مالك، أم سلمة" إلى أن عدهم ثلاثة عشر، وقد روت أم سلمة رضي الله عنها الكثير عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وهي تعد الراوية الثانية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب مسند بقي بن مخلد بثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثاً (378)، اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثاً، وانفرد البخاري بثلاثة أحاديث، وانفرد مسلم بثلاثة عشر حديثا، ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف مئة وثمانية وخمسون حديثاً (158).

كما روت أم سلمة عن أبي سلمة، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين من الرجال والنساء، من مختلف الأقطار، وعمرت أم المؤمنين أم سلمة، حتى بلغها مقتَلُ الحسين، وحَزِنَت عليه كثيراً، ولم تلبث بعده إلا يسيراً، وتوفيت سنة 62 هجرية، وكانت قد عاشت نحواً من تسعين سنة.

back to top