نادية لطفي... العصامية الشقراء (5 - 20)

كامل الشناوي وصفها بـ «نادية ولطفي»

نشر في 31-05-2017
آخر تحديث 31-05-2017 | 00:03
في سردها رحلة الحياة كانت الجميلة الشقراء دوماً انتقائية، ومراوغة. تارة تتذكّر طفولتها وصباها، فتحكي بأريحية عن الأب، وباقتضاب عن الأم، وطوراً تشير إلى اختلافاتها مع البعض في الرؤى والآراء، وفي أخرى عن بشر ما زالوا يعيشون في الذاكرة والوجدان.
المؤكد أن بولا الإنسانة ونادية الفنانة نجحت في توليف «قصة حياة» من هذه المتناقضات.
عنها ومن خلالها نواصل فتح خزائن أسرارها.
جلست أنتظر «إطلالة القمر» لنواصل حديثنا. تراجعت بإرادتي الكاملة عن «تخطيط محدد» ينطلق منه الحوار، خصوصاً بعدما أدركت قدرتها على المراوغة، والانتقاء، والتحوّل من موضوع إلى آخر وبمنتهى السلاسة، فتركت لها القيادة كما تحبّ وتختار.

قالت نادية لطفي: لا أشعر بالملل أو الوحدة حتى عندما أكون بمفردي بين أربعة جدران، فأنا مشغولة طوال الوقت بكل ما يحدث في الوطن العربي فنياً واقتصادياً وسياسياً، ومشغولة بالاطمئنان على حياة الناس، وبقراءاتي ومشاركاتي وأصدقائي وزملائي وأبنائي من الفنانين، وبذكرياتي مع الأعزاء الذي رحلوا من أمام عيني ولم يرحلوا من ذاكرتي وقلبي. مشغولة بالحفاظ على استمتاعي بكل لحظة في الحياة، حتى بعدما خسرت متعة السيجارة وفنجان القهوة، فأنا دائماً أفتش عن المتع المتاحة في الحياة، ومن نعمة الله علينا أنني أجد الكثير من المتع في أشياء كثيرة، وفي مراحل العمر كافة.

 

تناقضات

 

لم أشأ قطع حالة السرد أو توجيه دفة الحوار فتركتها تواصل: يصفني الناس أحياناً بأنني سريعة الانفعال، أو مغرورة، ويقول بعضهم إنني وقحة. عرفت مجانين.. عجبوني جداً وصاحبتهم، وعرفت عقلاء عجبوني جداً وصاحبتهم. كنت وحيدة ومش وحيدة، كنت بنتاً وولداً. المؤكد أنني لما كبرت وتحملت المسؤولية، أصبحت لدي حرية كاملة وقدرة على الاختيار، أصبح الاعتذار أحد أسهل الأمور حتى لو لم أكن غلطانة. أصبح من السهل أن أقول «أنا آسفة»، خصوصاً أنني في قرارة نفسي أدرك أنني أقف إلى جانب الخير والعدل من كل قلبي. تعلمت أن قدرة الإنسان على ملاحظة النقص الموجود عنده، أو التناقضات في داخله هي الخطوة الأولى في تربيته نفسه، فإذا أردت أن تصحِّح أفعالك يجب عليك أن تنظر إلى نفسك عبر مسافة، حينها ستعرف: هل أنت تساعد الناس فعلاً أم لا؟ هل تستطيع أن تفرح لنجاح الآخرين أم لا؟

باختصار إذا تمكنت من التغلب على نفسك مرة، ونظرت إليها بحياد، فهذا لا يعني أنك انتصرت بشكل نهائي، ولكن هذا يعطيك علامة بأنك ربما تنتصر مع الوقت.

واصلت: أنا لا أبكي، ولا أشكو، ولا أحب أن أذرف الدموع كوسيلة للاستعطاف، فالدموع ضعف، والشكوى مهانة، لذا تعلقت ببيت شعر لكامل الشناوي يقول فيه:

أنا لا أشكو ففي الشكوى انحناء

وأنا نبض عروقي كبرياء

توقفت مجدداً عن الحديث، ثم تناولت منديلاً ومسحت دمعة في عينها: افتكرت كامل الشناوي الله يرحمه، ومبسوطة إن الشارع بتاعي بقى باسمه، رغم أنني فترة طويلة كنت أقول الاسم القديم: «شارع النباتات»، لأني بحب النباتات وما أقدرش أقول عليها «سابقاً»، وبعدين بقيت أقول على سبيل الهزار شارع «نباتات كامل الشناوي».

توقفت مرة أخرى وسألتني: أنا كنت بقول إيه؟ إيه اللي جاب سيرة صديقي العظيم كامل الشناوي؟

قبل أن أجيب، تذكرت مجرى الحديث بنفسها وقالت: آه... المتناقضات اللي قابلتني، وكان ممكن تجنني، أو تقسمني وتخليني أنتحر، زي القهر والحرية، الخضوع والتمرد، التزمت والتفتح، وكمان إني أكون ولداً وبنتاً في وقت واحد، وعشان كده افتكرت كامل الشناوي لما لمس الثنائية دي بلغته الشعرية الراقية، وسماني «نادية ولطفي»... ياااه حسها إزاي من بعيد كده؟ سمعت ناساً كثيرين يصفونني بالشهامة والجدعنة، وعاطف الطيب قال في حوار مرة لمجلة «الكواكب»: نادية لطفي بعشرة رجال، لكن ما حدش جمع الاتنين في تعبير جميل كده زي كامل الشناوي. 

شريط الصوت

أطفأت سيجارتها، وكانت «الطفاية الكريستال» امتلأت ببقايا السجائر، فسحبت مطفأة كبيرة من الفخار تضعها كاحتياطي استراتيجي على «ترابيزة الركن»، وقالت بجدية: الأمور كافة تحت السيطرة.

لم أنتبه للتعبير، فسألتها: تقصدي إيه؟

قالت: أقصد إني رتبت حياتي... بالطريقة اللي رتبت بها قعدتي في المكان ده: كل شيء تحت إيدي وتحت سيطرتي، ريموتات التلفزيون والتكييف والمروحة، وعلب السجائر، والطفايات، وتلفون المنزل، وصوته مظبوط على أعلى درجة في الرنين، والكتب والمجلات اللي ممكن أحتاج إليها، وحولي ذكريات أصحابي وحبايبي. لما بفتقد حد، زي ما حصل دلوقتِ مع كامل الشناوي، بيلاقي له مكان في قلبي ومشاعري، وقعدتي كمان... من بين كل الأماكن والبيوت في العالم، المكان ده هو مملكتي الخاصة، وأفضل مكان أرتاح وأنا فيه، لأنه مش حيطان وديكورات خشب ولوحات غالية، لا... ده كل حتة فيه لها ذكرى، وفيها روح، وجزء من عمري، ومن يوم ما صديقي الحبيب شادي عبد السلام عمل التصميمات والألوان، وأنا محافظة عليها، ولم أغيرها.

كنا ابتعدنا عن تفاصيل «الميلاد الأول» وذكريات الطفولة، والعوامل التي أثرت في تكوينها، لكنني كما تعوَّدت معها، لم أُخرجها من «المود» الذي تكون عليه، واكتفيت بتعليق سينمائي خفيف الظل: طيب وشريط الصوت.

يعني إيه؟

يعني وصفك المكان مثل الخانة اليمين في السيناريو (خانة وصف المشهد)... فين شريط الصوت (الخانة الشمال)؟

ابتسمت ابتسامة عريضة، خرجت بها من مود الذكريات الحزينة، وقالت بنبرة مختلفة وأعلى في الأداء: شريط الصوت مرتبط بحالتي النفسية ومزاجي، لما أكون متوترة أو غضبانة من أي أمر أسمع موسيقى صاخبة، وأرفع الصوت بشكل مبالغ فيه جداً، لأنني أريد أن يغطي صخب الموسيقى على الصخب والغضب الذي يسكنني ويضايقني ويسيطر على انفعالاتي.

توقفت نادية مرة عاشرة وضحكت، فسألتها: افتكرتِ حاجة؟!

- قالت: آه... كنت فاكرة إن الموسيقى العالية دي حاجة غربي وشغل هيبيز و«روك» وحاجات كده، وبعدين لما اشتغلت دور بسيمة بياعة البرتقال في فيلم «الأقمر» كان فيه مشهد الشخصية بتحضر فيه حفلة «زار»... الزار البلدي ده! دفوف بتدق بصوت عالٍ ورقص بطريقة معينة مع ارتفاع وسرعة دقات الدفوف، واتمرنت على المشهد كتير، ووجدت إنه بيحقق الحالة نفسها الموجودة في الرقصات الغربية العنيفة، والموسيقى الصاخبة، ويمكن بيعمل تطهير نفسي أكتر منها... إحنا كنا بنقول إيه؟

آه افتكرت: شريط الصوت... الحالة التانية لما بكون سعيدة و«ريلاكس» أحب سماع الموسيقى الناعمة بصوت هادئ في الخلفية، لا يتعارض مع روحي وتأملاتي، وفيه حالة تالتة اللي هي الحالة العادية، ودي نقدر نقول عليها مؤثرات حية (ساوند إيفيكتس) والأساسي فيه بيكون صوت التلفزيون، متابعة نشرات الأخبار والبرامج بالذات، وبعد كده صوتي وأنا بزعق، أو بتكلم في التلفون، أو أعوذ بالله، بعيد عن السامعين بدندن بأغنية عجباني.

 

الخيبة الثقيلة

 

قطعت استرسالها وسألتها: ماذا عن أفلامك؟ ألا تحبين مشاهدة أفلامك؟

سحبت نفساً عميقاً من سيجارتها ثم قالت: إطلاقاً... نادراً ما أتفرج على أفلامي، وإذا حصل بيكون بالمصادفة.

بالمناسبة.. هل أدّت المصادفة دوراً كبيراً في حياتك؟

- كبير جداً... لدرجة إني بفكر أحياناً إن الحياة كلها مجرد مصادفة، وإحنا بس بنتحرك جواها، وعلى هواها. أذكر أن أول حوار صحافي معايا كفنانة، كان عنوانه: نادية لطفي تقول: قابلت المجد مصُادفة.

المصادفة وحدها هي التي جعلت مني وجهاً جديداً، فلم أسع ذات يوم إلى الظهور في السينما، ولم يكن التمثيل من بين هواياتي وأنا طفلة، وربما كرهته وحصلت عندي عقدة منه بعد «خيبتي التقيلة» على الملأ لما فشلت في تمثيل مسرحية «البخيل» أثناء حفلة المدرسة السنوية، والغريب إني كنت قريبة من الغناء والرقص أكتر، وفعلاً اتمرنت فترة على «الرقص الإيقاعي»، وكنت أرقص وأتمايل في البيت طول النهار على أنغام الموسيقى، خصوصاً أغاني ليلى مراد، التي حفظت معظمها وأنا صغيرة، وكنت أحب شكوكو جداً، وارتبطت بنجاة الصغيرة، وأفتكر أنها أول فنانة رأيتها وجهاً لوجه، فهي من عمري تقريباً، وكانت تغني وهي طفلة، عشان كده سميت «نجاة الصغيرة» لأن كان فيه «نجاة الكبيرة»، وأظنّ أنها كانت الفنانة نجاة علي اللي ظهرت مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم «الوردة البيضا»... لا دي كانت سميرة خلوصي بتاعة الآيس كريم، واللي ظهرت في فيلم تاني.

قلت: تقصدين فيلم «دموع الحب»؟

- غالباً... مش فاكرة كويس، وكان لها أغنية حب مشهورة، الناس كلها بترددها بتقول فيها «فاكراك ومش هانساك.. مهما الزمان قساك»، وكنت أخلط بينها دائماً وبين رجاء عبده اللي اشتهرت بأغنية «البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي... وعيوني لما بكوا دابت مناديلي». لكن ده كان جيل قبلنا بكتير، ومش على مزاجنا أيامها. كانت ليلى مراد أفرنجي وحبوبة وسندريلا، وكانت نجاة صغيرة قدنا، وأول مرة حضرت لها حفلة كنا في المصيف في «رأس البر»، وكانت بتغني أغاني أم كلثوم ومطربين كبار، اتعرفت إليهم وإلى أغانيهم من خلال صوت نجاة، وفاكرة وأنا صغيرة خالص لما كنت أغني كانت ماما تضحك، ولما كبرت شوية وكنت أغني كانت ماما تقول: اخرسي. وجدتي تضحك. يعني فشلت في الغناء زي التمثيل. لكن فشل الغناء كان أهون، لأنه داخل البيت مش فضيحة قدام المدرسة كلها بأولياء الأمور، ويمكن ده هو اللي علمني حاجة كويسة جداً، وهي أني حرمت أغني قدام الناس بره... آخري أدندن مع نفسي، لما أتأكد إن محدش سامعني.

وكأن أغنية نجاة طفت على سطح الذاكرة، وطاردت أذنيها فبدأت تدندن فجأة: «وإن رُحت مرة تزور... عش الهوى المهجور... سلم على قلبي... ده أنا قلبي لسه هناك»، ثم ضحكت.

ممثلةٌ بالفطرة

بينما كانت تستغرق في ضحكة طويلة، سألتها: طيب ما فيش ذكريات زي كده مرتبطة بالتمثيل، مثلاً تقليد مدرسين أو أفراد من العائلة، أو كعادة الأطفال تخيل حوادث معينة، وتمثيلها بالفطرة؟

- كانت حركات غلاسة عادية وشقاوة عيال، مش موهبة فنية، وأظن أن ده موجود عند كل الأطفال، يعني تمثيل النوم والمرض للهروب من «الصحيان بدري» والذهاب للمدرسة، وأذكر مرة من المرات لأنها قلبت غماً. تمارضت يومها بشدة، ومثلت حالة إعياء، وآآآه يا بطني، وأعمل صوت كده كأني على وشك التقيؤ، وكانت جدتي عندها فوبيا من الكوليرا، وبتخاف جداً من سيرة الإسهال وآلام المعدة، لأن وباء الكوليرا اجتاح مصر في بداية الأربعينيات. كان مسيطراً على تفكيرها، وطبعاً حصل لها فزع، والبيت اتقلب على الصبح، وبابا حضر الفيلم اللي أنا عملته، ولحسن حظي لم يكتشف التمثيل، وقال خلوها تستريح النهاردة، ومسك رأسي فوجد أن حرارتي طبيعية، فقال: ما فيش كوليرا ولا كلام فارغ... يمكن شوية برد، ولو حرارتها ارتفعت زيادة نبقى ناخدها للدكتور.

وأضافت نادية: فاكرة مسلسل طويل، احترفت فيه التمثيل الطبيعي في المدرسة الألمانية، المفروض أني لا أحكيه، لأنه مش تربوي، وفيه بشاعة لا تناسب العصر الحالي، لكن ممكن أعمل تنبيه كده زي الأفلام «إن هذه الأحداث لا تنتمي إلى العصر الحالي، وأنها انتهت من المدارس».

ضحكت نادية، وتذكرت النيسكافيه، فأخذت رشفة، ثم قالت: يااااه ده برد خالص، هقوم أعمل قهوة.

بنفسك؟

- آه.. بحب أعمل قهوتي بنفسي

بس مش كتير كده نيسكافيه وقهوة وسجائر؟

- كتير وغير صحي، بس من غيرها صحتي وحالتي كلها بتكون أسوأ، (وضحكت)، ولما عادت من المطبخ، قالت: كفاية كده النهارده

قلت: نكمل حكاية التمثيل، ونؤجل الباقي لموعد آخر...

سألت: ـ تمثيل إيه؟

تمثيلك الطبيعي وأنت طفلة في المدرسة الألمانية.  

- قالت: أيوه... كنت في مدرسة راهبات، وكان عندنا راهبة قاسية ومتزمتة جداً، لاحظت شقاوتي الزيادة عن حدها، والزيطة اللي بعملها في الفسحة، وحذرتني أكتر من مرة، وطبعاً كنت عيلة رذلة بقى واللي في دماغي في دماغي، فعاقبتني الراهبة بطريقة فظيعة، لما يدق جرس الفسحة تنتظرني على باب الفصل، وتاخدني من إيدي وتحبسني في مخزن قديم لوحدي طول الفسحة، والكارثة إني شفت فئراناً تركض في المخزن المهجور فعلاً، وحصل عندي رعب، لأني بخاف من الفئران جداً. ولما كررت الراهبة العقاب كذا يوم، عرفت إن الموضوع هيطول، وفكرت في طريقة للهروب من العقاب الفظيع، فدرست سلوك الراهبة كويس، وافتكرت أنها لا تعاقب أية تلميذة أثناء تناول الطعام، فكنت قبل ما أخرج من الفصل أطلع ساندويتشاً من الحقيبة، وأمسكه في إيدي، وأتظاهر بتناول طعامي، وهي تقف تراقبني من بعيد، وطبعا الساندويتش لا ينتهي، لأني كنت بمثل الأكل، وأظن أنها اكتفت بعقابي على قد كده، لأن تمثيل دور الجعانة اللي منهمكة في الأكل، اضطرني إلى أن أتوقف عن الشقاوة وعن معارك الفسحة.

أضافت نادية: افتكرت حاجة تانية، قريبة من التمثيل الفني أكثر، وهي «لعبة الغجر»... وطبعاً ما فيش لعبة اسمها كده، لكن أنا كنت بشوف ستات من الغجر أمام بيتنا، لأن منطقة العباسية أيامها كانت محاطة بالصحراء، وشدتني ملابس الغجر وألوانها، والأكسسوار المميز، وركوب الحمير، وأحياناً كانوا يقتربون من البيت ويطلبون الطعام، أو ينادون «أبين زين أبين» ويقرأون البخت والطالع مقابل قروش قليلة، أو يغنون بطريقة تبهرني. ويبدو أنني تعلقت بعالم الغجر، وكنت أراقبهم كثيراً، وترسَّبت في أعماقي تصرفاتهم، فاخترعت «لعبة الغجر» لتقليدهم، وكنت أمثل فيها دور الغجرية، مع أطفال العائلة أثناء زياراتهم بيتنا. لكن الحقيقة، عمري ما فكرت إني أكون ممثلة، على العكس الناس همّ اللي كانوا بيعلقوا دايماً، وبيقولوا تنفعي نجمة سينما، يعني الموضوع ده بدأ من الناس، حطوا الكلام في دماغي، ولما جت الفرصة مسكت فيها وأحببتها.  

إسماعيل ولي الدين

في عام 1977 كثفت نادية لطفي نشاطاتها الخيرية والإنسانية وتردّد أنها فكرت فعلياً في اعتزال الفن، كما صرحت بذلك في عدد من حواراتها الصحافية، إلا أنها سرعان ما تراجعت عن قرارها، خصوصاً بعدما عرض عليها سيناريو فيلم «الأقمر» الذي كتبه الراحل فايز غالي، عن قصه للأديب إسماعيل ولي الدين، وأخرجه الراحل هشام أبو النصر.

شاركها البطولة كل من الراحلين نور الشريف وسعيد صالح، والقدير صلاح منصور وعزيزة حلمي، وعُرض الفيلم عام 1978 وهو أحد الأفلام التي رصدت بشكل مبكر أحوال بعض الطبقات الاجتماعية التي تعيش على هامش الحياة بسبب سياسة الانفتاح الاقتصادي التي شهدتها البلاد في تلك الفترة.

للأديب إسماعيل ولي الدين روايات أخرى تحوّلت إلى شريط سينمائي وحققت نجاحاً كبيراً، لعل أشهرها «حمام الملاطيلي» للمخرج صلاح أبو سيف الذي منع من العرض فور طرحه عام 1973 بسبب عدد من مشاهده والتي وصفت بالخارجة، والمخلة للآداب، ما دفع الرقابة إلى منعه ثم حذفها والتصريح بعرضه.

كذلك «الباطنية» (1980) للمخرج حسام الدين مصطفى، والذي ساهم في أن ترسخ بطلته نادية الجندي قدميها على الساحة كنجمة الجماهير، و«حارة برجوان» (1989) من إخراج حسين كمال وبطولة نبيلة عبيد ويوسف شعبان، وأخيرا «أبناء وقتلة» (1987) للمخرج عاطف الطيب ومن بطولة نبيلة عبيد ومحمود عبد العزيز.

نواصل كشف الأسرار في الحلقات المقبلة.

لم أغير ديكور البيت من سنين لأن المخرج شادي عبد السلام صمَّمه

بسبب أمي توقفت عن الغناء في حضور الآخرين
back to top