قطبا نهائي «الأبطال» حسما اللقب المحلي وتفرغا للقمة الأوروبية

نشر في 22-05-2017
آخر تحديث 22-05-2017 | 21:15
قبل عشرة أيام من القمة المنتظرة بين نادي يوفنتوس ومنافسه ريال مدريد في نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم، حسم كلا العملاقين الاوروبيين دوريه المحلي، بفوز الأول بالكالتشيو الإيطالي، والآخر بالليغا الإسبانية، ليتفرغا للإعداد لنهائي الأحلام.

وأحرز فريق "السيدة العجوز" لقب الدوري الإيطالي للمرة الثالثة والثلاثين في تاريخه والسادسة على التوالي، إثر فوزه 3-صفر على ضيفه كروتوني في المرحلة السابعة والثلاثين (قبل الأخيرة) للمسابقة، بعد ان ابقى على فارق الأربع نقاط التي تفصله عن مطارده روما ومع تبقي مباراة واحدة لن يكون بمقدور الجيالورسي اللحاق بالبطل من خلالها.

وأكد يوفنتوس جدارته بالتربع على عرش كرة القدم الإيطالية في السنوات الأخيرة، بعدما عزز رقمه القياسي في عدد مرات الفوز المتتالي بلقب المسابقة، كما بات أول فريق يتوج بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) في ثلاثة مواسم متتالية، وكان يوفنتوس نال مؤخرا لقب كأس إيطاليا، عقب تغلبه 2-صفر على لاتسيو في المباراة النهائية يوم الأربعاء الماضي، وهو يحلم بحصد الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا)، وذلك عندما يلاقي ريال مدريد الإسباني في نهائي دوري الأبطال في الثالث من يونيو القادم بالعاصمة الويلزية كارديف.

ويمني يوفنتوس النفس بنقل نجاحه الكبير محليا الى الساحة الاوروبية الكبرى، وهو يعلم جيدا ان المنافس سيكون في غاية الصعوبة لما يملكه من نجوم بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، في المقابل لن يكون فريق المدرب الايطالي اليغري لقمة سائغة أمام الميرينغي، حيث تطور الفريق كثيرا عما كان عليه عندما خسر النهائي الاوروبي النسخة قبل الماضية امام برشلونة، فنجوم يوفنتوس اصبحوا أكثر خبرة، وكذلك طموح النادي إلى تحقيق اللقب الغائب عن خزائنهم لسنوات طويلة سيكون أكبر حافز لتقديم كل ما يمكن من أجل الاطاحة بحامل اللقب العملاق المدريدي.

ويعول يوفنتوس بشكل كبير على خط دفاعه الحديدي المكون من كيليني وبونوتشي وبارزالي وكذلك داني الفيش الذي يقدم أحد افضل مواسمه بعد ان اعتقد البرشا ان النجم البرازيلي لا يمكنه مواصلة النجاح ليتخلوا عنه وينضم الى يوفنتوس، فقد استطاع الظهير الأيمن أن يضع بصمته في العديد من المواجهات الكبرى لفريقه الايطالي هذا الموسم، وأكد انه لايزال من بين افضل لاعبي العالم في مركزه، كما ان الفيش تمكن من الانخراط في التكتيك الدفاعي الصارم الذي يعتمده اليغري والذي ساهم في منع استقبال فريقه لأكثر من ثلاث أهداف فقط في بطولة دوري ابطال اوروبا هذا الموسم وحتى بلوغ النهائي المرتقب.

من جهة أخرى، يقدم المخضرم جانلويجي بوفون موسما مميزا رغم بلوغه (39 عاما)، فقد أثبت حارس المرمى الاسطوري انه الأفضل على الاطلاق من خلال ثبات المستوى طوال تلك السنوات التي دافع خلالها عن شباك السيدة العجوز وقبلها بارما وباقي الاندية التي دافع عن الوانها، وهو أصبح أول حارس مرمى في تاريخ الدوري الايطالي يتوج باللقب ثماني مرات، ليبقى لقب "الأبطال" الحلم الذي يطمح بوفون إلى تحقيقه.

وفي الناحية الهجومية، لا تقل امكانيات يوفنتوس عن منافسه ريال مدريد، فبتواجد غونزالو هيغواين سيكون الخطأ ممنوعاً سواء داخل منطقة الجزاء او خارجها، فالقناص الأرجنتيني يجيد احراز أنصاف الفرص، فهو يسجل بكلتا رجليه وكذلك يتميز بالكرات الهوائية، كما يجيد التسديد من خارج منطقة الجزاء، اضافة الى امكانياته في اللعب في المناطق الضيقة واستغلال اي مساحة خالية، كما ان مواطنه ديبالا علامة فارقة في المباريات الكبرى، حيث وضع نجم التانغو الشاب بصمته كأحد أفضل المواهب في وقتنا الحالي، فحتى المباراة الماضية ليوفنتوس واصل ديبالا تألقه وقد احرز هدفا من ركلة حرة ثابتة بطريقة فنية رائعة تؤكد استطاعته لحسم المباريات بأي طريقة ممكنة.

«ملكي» زيدان ورونالدو

من جانبه، يبدو ريال مدريد في أفضل حال للحفاظ على لقبه الأوروبي، فقد تمكن عملاق مدريد من حسم لقب الليغا في المرحلة الاخيرة بفوزه على ملقا متقدما على مطارده برشلونة بثلاث نقاط، وقد توج بذلك اللقب للمرة الاولى منذ 2012 والثالثة والثلاثين في تاريخه.

من جهته رفع المدرب الفرنسي زيدان (44 عاما) رصيده من الألقاب مع النادي الى أربعة منذ توليه مهامه الموسم الماضي، بعد لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي والكأس السوبر الأوروبية، وكأس العالم للأندية، وهو يطمح إلى الظفر باللقب الخامس عندما يواجه يوفنتوس في نهائي دوري الابطال.

ويعول ريال مدريد الى جانب تكتيك المدرب زيدان على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي غير طريقه لعبه نوعا ما، حيث أصبح الدون يساهم في صناعة اللعب ولا يكتفي باقتناص الاهداف، كما كان يفعل سابقا، وقد أفصح عن هذا التغيير عندما قال بعد المباراة الاخيره في الليغا: "الفضل يعود لزيدان في تغيير طريقه لعبي، ساعدت في صناعة الأهداف، واللعب الجماعي كان هو الأساس".

ورداً على سؤال بخصوص إذا كان زيدان أفضل مدرب عمل تحت إمرته، قال: "يصعب قول إنه الأفضل، لا أحب المقارنة، قام بعمل استثنائي، هو ذكي مع اللاعبين والطاقم، هو يتعلم، كما قال، كنت معجبا به كلاعب والآن كمدرب".

من جهة أخرى، يعتمد ريال مدريد على خط وسطه المتميز هذا الموسم بقيادة، الاسباني ايسكو الذي يقدم مستوى أكثر من رائع وقد لفت انظار العالم اليه لما أظهر من امكانات طوال الموسم وكان عنصرا فعالا في العديد من انتصارات الميرينغي، كما ان تواجد الالماني توني كروس والبرازيلي كاسيميرو والكرواتي مودريتش، يجعل منتصف ملعب الريال الأكثر كمالا في اوروبا، وعلى الرغم من بعض المشاكل الدفاعية في الخط الخلفي للريال، الا ان خبرة المدافع الكبير سيرجيو راموس والحارس المتألق كيلور نافاس تصعب المهمة على مهاجمي الخصوم.

في المجمل، تعتبر مواجهة يوفنتوس وريال مدريد متكافئة الى حد كبير، حيث لا ينقص كليهما أي مقومات للنجاح على الصعيد الاوروبي، كما ان كلا من الفريقين حسم اللقب المحلي في وقت مناسب جدا للاستعداد جيدا للقاء القمة الاوروبية، وكذلك تبدو الفوارق شبه معدومة بينهما من حيث وفرة النجوم والانضباط التكتيكي والخبرة، فالكفة لا تميل فعليا الى اي منهما وجميع الاحتمالات متاحة لعملاقي اوروبا.

back to top