شركة النفط البرازيلية المتداعية تخرج من مستنقع الفساد والهدر

نشر في 19-05-2017
آخر تحديث 19-05-2017 | 20:35
الرئيس التنفيذي لشركة النفط البرازيلية بتروبراس بيدرو بارنت يغادر بعد مؤتمره الصحافي
الرئيس التنفيذي لشركة النفط البرازيلية بتروبراس بيدرو بارنت يغادر بعد مؤتمره الصحافي
لدى عملاقة النفط البرازيلية بتروبراس المتعبة صديق جديد. وقد أيد بنك الاستثمار ايتو يونيبانكو شركة النفط المملوكة للدولة التي تضررت نتيجة فضيحة فساد تحدث مرة في العمر.

يقول رودريغو ماغالهيس، وهو رئيس قسم الأسهم في ايتو يونيبانكو أكبر بنك خاص في البرازيل «54 في المئة»، وكان ماغالهيس يشارك في أسبوع البرازيل الذي انطلق الأسبوع الماضي في نيويورك.

وخلال السنوات أصبحت بتروبراس بؤرة نفايات لشتى الأنشطة في البرازيل. وقد استخدمتها الحكومة ومتعاقدوها في الأشغال العامة على شكل حصالة نقود.

وأفضى تحقيق من قبل الشرطة الفدرالية الى سجن رجل أعمال من ولاية بارانا يدعى ألبرتو يوسف بعد ضبطه متلبساً بعملية غسيل أموال لصالح سياسيين كانوا يتقاضون رشاوى في مقابل توفير عقود مجزية في بتروبراس. ولكنه كان نجم ما يدعى فضيحة غسل سيارات التي دفعت المدعين العامين ومحققي الشرطة الى ملاحقة العشرات من السياسيين، واحتجاز أسماء بارزة مثل الملياردير المحلي مارسيلو اوديبريخت وآيك باتيستا والسعي الحثيث وراء الرئيس السابق لويز ايناسيو لولا دي سيلفا.

ونتيجة لهذا الإخفاق فقدت بتروبراس درجة تصنيف استثماري في سنة 2015. كما أن الحكومة كانت تنفق بتهور وتجني الأموال من القمة، بغية تمويل حملات سياسية وحسابات مصرفية خاصة.

وقد خرجت الشركة بصورة بطيئة ومؤلمة من الحضيض، نظراً لتعاقب رئيسين تنفيذيين عليها خلال العامين الماضيين. وانهمكت في طرح أصول إضافة إلى قانون جديد يسمح بمشاركة أجنبية كاملة في حقول النفط الأوفشور من دون التصدي لبتروبراس كشريك أكثرية، ما يدل على أعباء ديونها الضخمة البالغة حوالي 120 مليار دولار.

إعادة التصنيف

يتطلب الأمر في العادة ما بين خمسة الى ثمانية أعوام من أجل اعادة تصنيف شركة أو دولة. وهكذا فإن لدى بتروبراس في السيناريو الأفضل ثلاث سنوات لبلوغ تلك المرحلة. وقد تخطى عرض سندات بتروبراس عند 4 مليارات دولار في الأسبوع الماضي تقديرات السوق. وكانت معظم التقديرات تتوقع ما بين مرتين الى ثلاث مرات كحد أقصى ولكنها بلغت 5 مرات، وكانت أرباح الإصدار لعشر سنوات عند حوالي 6 في المئة بالدولار.

يذكر أن بتروبراس كانت ذات مرة النجمة المشعة للبرازيل، وشكل دخلها نحو 1.5 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي قبل الركود الكبير، وهي الآن أقل من نصف ذلك المستوى.

وكانت اكتشافاتها النفطية من سنة 2004 فصاعدا قبالة ساحل الأطلسي الأكبر من نوعها على صعيد عالمي في حينه، وبالتأكيد الأكبر بالنسبة الى بتروبراس، وقد رفعت سعر سهمها الى أعلى ذروة عند 72.38 دولارا في 23 مايو عام 2008. وفي شهر يناير الماضي هبطت أسهم الشركة إلى أقل من ثلاثة دولاراتوهو أدنى مستوى منذ سنة 2002 قبل اكتشافاتها النفطية في البحار العميقة. ويبلغ السعر العادل لحقولها الأوفشور الآن نحو 40 دولاراً للبرميل. وكان السعر في السابق يصل الى ما يقارب الستين دولاراً، ولكن هبوط أسعار السلع يعني أن تكلفة خدمة النفط الأخرى قد انخفضت، وكان هذا شأن عدد الموظفين في بتروبراس التي أنهت خدمات الآلاف من العمال خلال السنوات الخمس الماضية.

ويقول ماغالهيس «إن بتروبراس سهم عالي البيتا». ولا تزال هذه أعمالاً تنطوي على مخاطر. ويمكن أن يدفع اجتماع منظمة «أوبك» في 25 مايو المقبل أيضاً بتروبراس إلى تراجع إذا قررت الدول الرئيسية المنتجة للنفط إضافة الى روسيا زيادة الإنتاج. وإذا حدث ذلك فستهبط أسعار النفط وستتلقى بتروبراس ضربة مثل معظم شركات النفط في الأميركيتين.

وعن الرئيس التنفيذي للشركة بيدرو بارنت يقول ماغالهيس إن «الإدارة الجديدة قامت بالعديد من التغييرات الإيجابية».

قوة العملة

ويبدو أن البرازيل متماسكة. وحتى مع هبوط أسعار السلع الرئيسية في البلاد وهي خام الحديد، فإن عملتها تشهد قوة. ويبلغ سعر العملة البرازيلية الآن 3.09 مقابل الدولار الذي انخفض بنسبة 4.5 في المئة مقابل العملة البرازيلية في هذه السنة.

وهذا إشارة على شراء الأموال الأجنبية للأسهم البرازيلية مع تحول العديد من المستثمرين عن الدخل الثابت نتيجة استمرار هبوط معدلات الفائدة. وخلال الاثني عشر شهراً الماضية تخطى سوق الأسهم البرازيلية مؤشرات الأسواق الناشئة والصين والهند وروسيا، بحسب مقياس معدلات الصرف الرئيسية التي ترصد تلك الأسواق.

ويقول ماغالهيس «لا يوجد جانب أعلى في بوفيسبا يضاهي بتروبراس»، مضيفاً أن لدى البنك نحو 8 عروض أسهم ستقدم في الستين يوماً المقبلة ما يشهد على أن الطلب بدأ يصدر عن السكان المحليين»، ربما نحصل على زيادة بنسبة 10 في المئة في الجانب الأعلى خلال الـ12 شهراً المقبلة. وفي الوقت الراهن يشعر الكل بقلق إزاء الانتخابات في العام المقبل، ويأملون ألا يفوز لولا فيها».

back to top