هادي يرفض «مجلس الانفصال» وتحالف الحوثي وصالح يتصدع

السعودية تصد هجوماً على الحدود وتقتل 40 متمرداً يمنياً... ولندن تؤيد عمليات «التحالف العربي»

نشر في 13-05-2017
آخر تحديث 13-05-2017 | 00:03
مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك ستيلهارت خلال جولة بمستشفى في صنعاء أمس (رويترز)
مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك ستيلهارت خلال جولة بمستشفى في صنعاء أمس (رويترز)
رفضت حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إعلان محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي تشكيل ما أسماه «المجلس الانتقالي لإدارة الجنوب» ورأت في «الخطوة الأحادية» خدمة للميليشيات الانقلابية الحوثية المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في حين دافعت بريطانيا عن حق السعودية و«التحالف العربي» في التدخل باليمن لـ«الدفاع عن النفس».
سارعت الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، إلى رفض إعلان محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي تشكيل ما سمي بـ«المجلس الانتقالي لإدارة وتمثيل الجنوب» وهو ما اعتبر خطوة باتجاه انفصال جنوب البلاد الذي ظل دولة مستقلة حتى عام 1990.

ورفضت الرئاسة اليمنية الخطوة، التي اعتبرتها «أحادية» في اجتماع استثنائي عقده الرئيس عبدربه منصور هادي مع مستشاريه وبحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر في العاصمة السعودية الرياض.

وقال بيان صادر عن الاجتماع، ، في وقت متأخر مساء أمس الأول، إن «تلك الأعمال تبقى لا أساس لها، ولن تكون محل قبول مطلقاً، وهي إنما تستهدف مصلحة البلد ومستقبله ونسيجه الاجتماعي ومعركته الفاصلة مع المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح».

ودعا المشاركون في الاجتماع كافة، الذين عملوا على ما يسمى بـ»المجلس الانتقالي الجنوبي» ومن يقف خلفهم إلى مراجعة مواقفهم وحثهم على الانخراط الكامل في إطار الشرعية وتوحيد الجهود لتحقيق تطلعات اليمنيين.

وشدد على رفضه أي خطوة أو تحرك يخالف المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

ورحب البيان بجميع الفعاليات السلمية السياسية في مختلف المحافظات اليمنية، وحق اليمنيين في ممارسة كل الأنشطة وتشكيل أنفسهم في منظمات وكيانات وأحزاب «في إطار الشرعية ووفقاً للثوابت الوطنية والقوانين المنظمة لذلك».

وفي وقت سابق، أعلن الزبيدي، تشكيل «مجلس سياسي لإدارة وتمثيل الجنوب»، بعد تفويضه بتشكيله، من قبل فصائل «الحراك الجنوبي»، (المطالبة بالانفصال عن شمال اليمن).

وكان الزبيدي رفض قرار هادي، الذي صدر أواخر أبريل الماضي وتضمن إقالته من منصب محافظ عدن وتعيينه سفيراً لليمن بالخارج، لكنه أكد على مواصلة العمل إلى جوار التحالف، الذي تقوده الرياض من أجل مواجهة المد الإيراني المساند للميليشيات الحوثية.

تصدع المتمردين

وجاءت تلك التطورات، التي طرأت على معسكر الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من قبل التحالف العربي، في وقت بدأ صراع على السلطة يشق صفوف التحالف، الذي ضمّ المتمردين الحوثيين حلفاء طهران والقوات التابعة للرئيس السابق، الذين انقلبوا على حكومة هادي عام 2014.

وتظهر تصدعات التحالف، الذي يوصف بـ»التكتيكي» بين صالح والحوثيين جلياً لأن الميليشيات الحوثية لا تؤمن بالشراكة، وتبني سلطتها الذاتية خارج الدولة مرتبطة مباشرة بزعيمهم عبدالملك الحوثي.

وتسيطر الميليشيات الحوثية على جهازي المخابرات (الأمن القومي، والأمن السياسي). ونجحت في اختراق حزب صالح، «المؤتمر العام»، واستمالت العديد من عناصره.

في السياق، أعلن الحوثيون مطلع مايو الجاري ترقية 29 ألف ضابط وشرطي من منتسبي وزارة الداخلية المحسوبين عليهم.

وحرم قرار هادي تغيير مقر البنك المركزي من صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون، إلى عدن، الحوثيين من سبل دفع رواتب الموظفين.

وأدى الغضب الشعبي، الذي نتج عن ذلك إلى زيادة التوترات بين أنصار صالح والحوثيين، الذين يحتفظون بالأموال في مناطقهم من أجل تمويل الحرب.

وشنّ معسكر صالح حملة على الحوثيين بعدما دعا عبدالملك الحوثي في مارس الماضي إلى محاربة من وصفهم بـ»الطابور الخامس» و»تطهير مؤسسات الدولة من الخونة»، وهو ما رأى فيه المراقبون إشارة إلى أنصار الرئيس السابق.

شكر حكومي

إلى ذلك، ثمن نائب الرئيس اليمني جهود دول التحالف الداعمة للشرعية في بلاده وما تقدمه من دعم مستمر على مختلف المستويات.‏

وجدد الفريق علي محسن الأحمر خلال لقائه في مدينة الرياض، أمس الأول، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن ‏إسماعيل ولد الشيخ أحمد حرص الحكومة الشرعية على إنهاء معاناة اليمنيين والتزامها الكامل بتقديم ‏المساعدات الإغاثية والسماح بوصولها إلى المناطق المتضررة.

‏وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الانقلابيين والإسهام في وقف عمليات تهريب الأسلحة إلى المتمردين.

وكان المبعوث الأممي أجرى مباحثات في وقت سابق بالرياض مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف الزياني ومع سفراء مجموعة الدول الراعية للمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن تركزت حول الجهود المبذولة لاستئناف المشاورات بين الاطراف المعنية لوقف الصراع الدائر.

في موازاة ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة، إن أي هجوم على ميناء الحديدة اليمني الخاضع لسيطرة الحوثيين سيؤدي لنزوح 400 ألف شخص، وهو عدد يزيد بواقع المثلين عن تقدير المنظمة السابق لأقل عدد من النازحين.

صد ودعم

في السياق، وبينما صدّت القوات السعودية المشتركة وطيران التحالف، هجوماً كبيراً للميليشيات الحوثية قبالة قريتي الدفينة والقرن بمنطقة جازان، أمس الأول، وتمكنت من قتل 40 عنصراً من الحوثيين بينهم قيادي بارز موالٍ لصالح كان يقود الهجوم، اعتبر وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، أن مشاركة تحالف دعم الشرعية والرياض في قتال الميليشيات في اليمن هو مجرد دفاع عن النفس.

وقال فالون، إن السعودية تتعرض للهجوم من قبل الميليشيات الحوثية عبر حدودها الجنوبية مع اليمن، مشدداً على أن موقف حكومته موحد للمحافظة على العلاقة مع السعودية واعتبارها شريكاً استراتيجياً مهماً للغاية.

مسابقة «القاعدة»

في سياق آخر، قال سكان ووسائل إعلام أمس، إن تنظيم «القاعدة» ينشط بكثافة في بعض مناطق مدينة تعز وبدأ السعي لتجنيد أتباع له من خلال توزيع أوراق مسابقة رمضانية جائزتها الأولى بندقية هجومية من نوع كلاشنيكوف صناعة صينية، والثانية دراجة نارية، والثالثة جهاز كمبيوتر محمول.

«القاعدة» تنشط بتعز و«الأمم المتحدة» تتوقع نزوح 400 ألف مع بدء هجوم الحديدة
back to top