«الليكوبين» في الطماطم... سلاحك ضدّ السموم

نشر في 12-05-2017
آخر تحديث 12-05-2017 | 00:00
No Image Caption
طماطم أم بندورة؟ تختلف تسميتها، إلا أننا ندرك جميعاً أنها حمراء. ويعود لونها إلى مادة الليكوبين التي تجعلها مفيدة جداً لصحتنا.
تشكّل الطماطم أغنى مصادر الليكوبين التي نتناولها.
تمنحها هذه المادة المغذية لونها الأحمر، علماً أنها تتوافر أيضاً في البطيخ، الليمون الهندي الوردي، وغيرهما من فاكهة وخضراوات أرجوانية اللون.
عندما تُطهى الطماطم مع قليل من الدهون، تصبح مادة الليكوبين فيها أكثر توافراً. لذلك تُعتبر صلصة الطماطم طعاماً صحياً، مع أن كميات الدهون والسكر الكبيرة، فضلاً عن الإضافات الغذائية الكيماوية التي تحتوي عليها أصناف عدة من البيتزا وصلصة المعكرونة، تقضي إلى حد ما على هذه الفوائد الصحية.

يدرس الباحثون مادة الليكوبين منذ أكثر من 75 سنة، وتناولتها آلاف المقالات العلمية التي نُشرت في مجلات عالية المصداقية. تبيّن أننا عندما نتناولها بشكلها المركّز في المكملات الغذائية، يكون لها تأثير أكبر في طريقة عمل الجسم لأنها تحسّن قدرته على تحمّل الهجمات البيئية التي يتعرّض لها من الشمس، والتلوث، حتى ذلك الوهج المزعج الصادر عن شاشات الأجهزة الإلكترونية.

فرط الجذور الحرة

«مارك مينولاتشينو» طبيب وخبير تفاعلي في جاكسون هول في وايومينغ الأميركية يتحدّث عن فوائد الليكوبين موضحاً: «ينجم أكبر ضرر يعانيه جسم الإنسان عن الجذور الحرة».

تلحق الأخيرة الأذى بالجزيئات، علماً أنها تنتج طبيعياً عن التنفس، والأكل، والشرب، وغيرها من عمليات تشكّل جزءاً من حياتنا اليومية.

صُمم جسمنا للتعاطي مع هذه الجذور بفاعلية، إلا أن قدرته هذه تقف عند حد ما. عندما نتعرض لأشعة الشمس، والتلوث، ودخان السجائر، وغيرها من سموم، يرتفع عدد الجذور الحرة باطراد في الجسم ويلحق ضرراً بالخلايا السليمة، ما يؤدي إلى الأمراض ويسرّع عملية الشيخوخة.

لما كانت الجذور الحرة تنجم عن تفاعل الأوكسجين، فإن عملها يُدعى «الأكسدة». وتؤدي عملية الضرر هذه بدورها إلى الالتهاب وتعزّزه. لكن مضادات الأكسدة، وأبرزها الفيتامينان C وE والليكوبين، تحارب الجذور الحرة مساهمةً في الحد من الالتهاب.

يضيف مينولاتشينو: «الالتهاب بحسب الطب أصل الشرور كلها. ويُعتبر ما يسببه الضرر الناجم عن الجذور الحرة من التهاب السبب الرئيس وراء العمليات التي ندعوها مرضاً وشيخوخة». تشمل أضرار هذه الجذور شتى أنواع الأمراض، بما فيها الألزهايمر، وداء القلب، والسكري، والاضطرابات الجلدية والبصرية. أما السعي إلى وقف هذه العملية الكامنة أو الحد منها، فهو في رأي مينولانشينو «أسمى هدف للطب» اليوم.

مضادة للأكسدة

يوضح مينولانشينو: «الليكوبين إحدى المواد الأكثر فاعلية في القضاء على الجذور الحرة، فتقدّم الحماية للبشرة والعينين من أشعة الشمس المؤذية، وللقلب من الضرر الناجم عن الالتهاب. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع التأثير في مجالات عدة نظراً إلى قدرتها على سحق الجذور الحرة».

تُصنَّف مادة الليكوبين من ضمن الكاروتينويدات، وهي مجموعة مواد مغذية مفيدة تمنح النباتات خضابها، وأحد أشهر أنواعها البيتا-كاروتين (نذير الفيتامين A الذي يتوافر في مكملات الفيتامينات المتعددة الغذائية)، فضلاً عن مادتَين أساسيتين تؤثران في صحة العين: اللوتين والزياكسانثين. ولكن لليكوبين خصائص فريدة.

«تعمل هذه المادة بالتكافل مع أنواع أخرى من الكاروتينويدات، التي تحتوي عليها أصناف مختلفة من الطعام.

لذلك يمكننا تشبيهها بأعلى قائد لمضادات الأكسدة الأخرى لأنها تساعدها في العمل بفاعلية أكبر، تبقيها منظمة، وتدفعها إلى تقديم أداء أفضل»، وفق مينولانشينو.

نوع خاص

ركّز معظم البحوث، التي تناولت مكملات الليكوبين الغذائية، على خلاصة محدَّدة تُدعى Lyc-O-Mato.

تتوافر الأخيرة في عدد كبير من المكملات الغذائية، سواء وحدها أو مع مركبات أخرى، فضلاً عن أنها تُدرَج عادةً في المعلومات الواردة على الغلاف عن المنتج.

تُستخلص Lyc-O-Mato من أنواع معدّلة من الطماطم تحتوي طبيعياً على معدلات عالية من الليكوبين. لا تُعدّل هذه الطماطم جينياً، بل تُطوَّر باستخدام أساليب الزراعة التقليدية القديمة لتكون غنية بهذه المادة المغذية.

كذلك تُفحص التربة التي يُزرع فيها هذا النوع من الطماطم للتحقق من خلوها من الملوثات. ولا تُقطف حبات الطماطم إلا عندما تنضج بالكامل كي تحتوي على أكبر مقدار من الليكوبين. بالإضافة إلى ذلك، تُعالج من دون أي مواد كيماوية بغية الحصول على مستويات ثابتة وأكيدة من الليكوبين الطبيعي.

يصف مينولانشينو هذه العملية بالمتكاملة «من البذرة حتى المكمّل الغذائي» هدفها إنتاج مكوّن عالي الجودة يمتصه الجسم ويستعمله بسهولة.

تناولها

استناداً إلى المقادير المختبرة في الدراسات، يوصي مينولانشينو بتناول 15 مليغراماً من مادة الليكوبين مرتين إلى أربع مرات يومياً. ولكن احرص على البحث عن خلاصة Lyc-O-Mato على الغلاف. ابدأ بتناول جرعتَين يومياً وراقب تحسنك.

أما إن كنت تعاني حالة التهابية مزمنة مثل داء المفاصل، فجرّب جرعة أعلى. لم تشر الدراسات إلى أن هذه المادة تسبب أي ضرر أو تسمم عند استهلاكها بجرعات عالية. ولكن ثمة جرعة قصوى يجب ألا تتخطاها لأنك لا تجني بعدها أي فوائد إضافية.

يعتبر مينولانشينو الليكوبين جزءاً ضرورياً من أنظمة المكملات الغذائية اليومية كافة. وينصح بتناولها إلى جانب الفيتامينات المتعددة، والبروبيوتيك، والفيتامين D، وزيت السمك.

عندما تُطهى الطماطم مع قليل من الدهون تُصبح مادة الليكوبين فيها أكثر توافراً
back to top