ترامب يفجر قنبلة سياسية ويطرد مدير الـ FBI

إدارته عزت الإقالة إلى سوء الأداء في قضية كلينتون... والرئيس تعهد باستبداله بمن يعيد «الهيبة»

نشر في 10-05-2017
آخر تحديث 10-05-2017 | 21:45
كومي يلقي كلمة في جامعة جورج تاون الشهر الماضي (رويترز)
كومي يلقي كلمة في جامعة جورج تاون الشهر الماضي (رويترز)
عاد التوتر إلى واجهة المسرح السياسي الأميركي في واشطن، بعد إقالة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، مدير الـFBI جيمس كومي، في خطوة ربطها خصومه بتطورات في ملف التحقيق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
فجر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجىء بطرد جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI"، قنبلة سياسية من العيار الثقيل،

لا يعرف حتى اللحظة مدى تداعياتها على المشهد السياسي في واشنطن.

خطوة نادرة

في الأصل، هي خطوة نادرة الحدوث في عمر هذه المؤسسة، التي أسست عام 1908 ولم تزل تؤدي دوراً محورياً في الحياة الأمنية والسياسية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

ومن أصل أحد عشر مديراً تولوا إدارة هذه المؤسسة، فإن كومي هو الرجل الثاني، الذي يطرد من رئاستها بعد وليم سيشن، الذي طرده الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 1993.

استحضار نيكسون

لكن كومي هو أيضاً الرجل الثاني، الذي يطرد خلال قيامه بمهمة التحقيق في قضية إشكالية على علاقة بدور الرئيس، عندما قام الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون بطرد ارشيبالد كوكس المحقق الخاص الذي عينته وزارة العدل للتحقيق في فضيحة ووترغيت الشهيرة عام 1973.

وجاء قرار ترامب بعد أن طرأت في الأيام الأخيرة تطورات مهمة على ملف التحقيق في قضية التدخل الروسي المفترض بالانتخابات الأميركية العام الماضي.

جيمس كومي، الذي أدلى بإفادته حول الملف أمام مجلس النواب، رفض في نهاية الجلسة الإجابة عن سؤال مباشر حول تورط محتمل للرئيس ترامب في هذا الملف، قائلاً، إنه لا يمكنه الإدلاء بما لديه في جلسة علنية.

ويوم الاثنين الماضي مثل كل من مدير الأمن الوطني السابق جيمس كلابر ووزيرة العدل بالوكالة سالي ييتس أمام اللجنة نفسها، وأدليا بمعلومات أعادت فتح ملف التحقيق، بعدما كشفت الأخيرة أنها أبلغت البيت الأبيض مرتين على التوالي بأن مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين قد يكون في موقف يعرضه للابتزاز من قبل الروس بسبب كذبه على مايك بنس نائب ترامب في قضية اتصاله بالسفير الروسي في واشنطن ونقاشه قضية رفع العقوبات عن موسكو.

وأعلنت الوزيرة ييتس أنه لا يمكنها الإدلاء بمعلومات في قضية هي قيد التحقيق وتتضمن معلومات حساسة.

وبدا أن البيت الأبيض والفريق المحيط بالرئيس ترامب لم يكن مستعداً لهذه التطورات، إلا عبر الإقدام على تفجير قنبلة سياسية من العيار الثقيل، عبر محاولة النيل من مصداقية مدير FBI واتهامه بأنه تسبب بالضرر لحملة المرشحة هيلاري كلينتون عبر إعادة فتح ملف بريدها الإلكتروني قبل أيام من الانتخابات الرئاسية قبل نحو سبعة أشهر.

وكانت كلينتون قالت قبل أيام، إن السبب الرئيسي لخسارتها الانتخابات هو قرار كومي.

وقال البيت الأبيض، إن قرار التنحية اتخذ بتوصية من وزارة العدل بسبب سوء أداء كومي في قضية كلينتون.

هذا الإعلان، كان سبباً إضافياً لإثارة أكثر من علامة استفهام عن الأسباب الحقيقية، التي تقف وراء طرد كومي، خصوصاً أن الرئيس ترامب وكبار مساعديه سواء خلال الحملة الانتخابية وبعدها وحتى قبل أسبوع على الأقل، انتقدوا كومي على تساهله في ملف كلينتون، رغم احتفاظهم بثقتهم به.

وأعلن العديد من قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن تخوفهم الجدي من أن يكون قرار الطرد محاولة لإقفال وطمس الحقائق المتعلقة بملف التدخل الروسي في الانتخابات.

وبينما ربط العديد من المراقبين قرار طرد كومي بعد ساعات على إصدار القضاء مذكرة جلب وتحقيق رسمية بناء لطلب من FBI بحق مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، أعلن عدد من أعضاء مجلس الشيوخ أن ما جرى سيترك ضرراً كبيراً على عمل المؤسسات السياسية وعلى صدقية الرئاسة في ادارة ملف هذه القضية.

وشدد آخرون على أن هذه المحاولات لن تنجح في إقفال الملف، لأن العديد من لجان مجلسي النواب والشيوخ قد قطعت أشواطاً كبيرة في تحقيقاتها، وأن القضية باتت تضغط باتجاه الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق خاصة مستقلة لتولي هذا الملف.

وقال السيناتور المخضرم جون ماكين أمس، إنه يشعر بخيبة الأمل من قرار الرئيس، مضيفاً أن القرار يعطي مبرراً إضافياً لإجراء تحقيق مستقل في التدخل الروسي. تقوم به لجنة خاصة من الكونغرس.

ماكين وصف كومي بأنه "رجل نزيه وشريف قاد مكتب التحقيقات الفدرالي بطريقة جيدة في ظروف استتثنائية".

ترامب يدافع

في المقابل، دافع الرئيس ترامب أمس، عن قراره قائلاً على تويتر، إن "الديمقراطيين قالوا بعض أسوأ الأمور عن كومي، ومنها أنه يجب إقالته لكنهم الآن يتظاهرون بالحزن".

وأضاف ترامب: "سيستبدل كومي بشخص يقوم بعمل أفضل، ويعيد الروح والهيبة إلى مكتب التحقيقات الفدرالي". وفي تغريدة أخرى، قال الرئيس الأميركي:"كومي فقد ثقة الجميع في واشنطن سواء الجمهوريون أو الديمقراطيون. عندما تهدأ الأمور سيشكرونني على هذا القرار".

وفي وقت سابق، انتقد ترامب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب تشاك شومر وذكره بتصريح قال فيه النائب الديمقراطي: "لم يعد لدي أي ثقة بكومي".

وقال نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أمس، إن كومي عُزل من منصبه لإعادة الثقة في وكالة إنفاذ القانون، وليس بسبب أي صلة بتحقيق المكتب في التدخل الروسي.

وقال بنس في مبنى الكونغرس عندما سئل عما إذا كان قرار الرئيس مرتبط بالتحقيق الروسي: "لم يكن ذلك هو السبب. الرئيس تصرف بقيادة قوية وحاسمة هنا لوضع سلامة وأمن الشعب الأميركي أولا".

back to top