خاص

مصر : إقرار عقوبة «فوضى الإفتاء»... والترابين تأسر قيادياً «داعشياً»

• «الدولي» يرسل شريحة قرضه الثالثة نهاية العام
• السيسي وبن زايد اتفقا على تعزيز التعاون

نشر في 05-05-2017
آخر تحديث 05-05-2017 | 00:05
بن زايد مودعاً السيسي لدى مغادرته أبوظبي أمس (أ ف ب)
بن زايد مودعاً السيسي لدى مغادرته أبوظبي أمس (أ ف ب)
عاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى القاهرة بعد انتهاء زيارة لدولة الإمارات، عقد خلالها مباحثات مشتركة مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، واتفقا على تعزيز التعاون لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة، في حين أقرت اللجنة الدينية بالبرلمان مبدئياً مواد قانون يسمح بعقوبة الحبس 6 أشهر للإفتاء دون ترخيص.
قال مصدر برلماني لـ"الجريدة"، إن "مشروع قانون العدالة الانتقالية المعد من الحكومة وصل إلى مجلس النواب، أمس، ووافقت لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في مجلس النواب، خلال اجتماعها المشترك مع اللجنة التشريعية أمس، على بعض مواد مشروع قانون تنظيم الفتوى العامة المقدم من النائب عمر حمروش، والتي تقر عقوبة الحبس مدة 6 أشهر لمن يفتي بدون تصريح".

وتنص المادة الثالثة بعد التعديل على أنه "تقتصر ممارسة الفتوى العامة عبر وسائل الإعلام على المصرح لهم من الجهات المذكورة في المادة الأولى، ويعاقب على مخالفة أحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر، وغرامة لا تزيد على 5 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي حالة العودة تكون العقوبة هي الحبس وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه".

وساد ارتياح بين الأزهريين لتقنين الفتوى في مصر، ما عبّر عنه صراحة، وكيل كلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، عوض إسماعيل، قائلا لـ"الجريدة": "الفتوى يجب أن تكون للمتخصصين فقط، ومن الجيد أن حدد المشرع عقوبة لمن يفتي دون علم، لأن الفتوى مقام رفيع، لكن للأسف تعرض لانتهاك من قبل غير المتخصصين، الذين خرجوا على الناس دون علم ويفتون بغير صحيح الدين".

وبينما يزور وفد من نواب البرلمان مشيخة الأزهر للقاء الإمام الأكبر أحمد الطيب، الثلاثاء المقبل، بدا أن عدد الرافضين تحت القبة لمشروع قانون أعده النائب محمد أبوحامد، ويسمح بعزل شيخ الأزهر وتقليص التعليم الأزهري، في تزايد، إذ قال النائب أسامة شرشر لـ"الجريدة"، إنه تمكن من جمع توقيع 288 نائبا لدعم طلبه المقدم لرئيس البرلمان، برفض طرح مشروع أبوحامد للنقاش رسمياً بالمجلس.

وفيما تتواصل المواجهات بين أبناء قبيلة الترابين وعناصر تنظيم "داعش" في شمالي سيناء، أعلنت القبيلة، أمس، أسر قائد ما يسمى بـ"الشرطة الإسلامية برفح"، التابعة للتنظيم، ويدعى أسعد العمارين (37 عاما) غير مصري الجنسية، و9 أفراد من أتباعه، وأشار بيان إلى أن العمارين هو نسيب القيادي الإرهابي شادي المنيعي.

شريحة ثالثة

مع استمرار الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تجلت في ارتفاع قياسي في أسعار السلع الرئيسية، واصلت بعثة صندوق النقد الدولي مباحثاتها مع كبار المسؤولين الاقتصاديين في مصر، لإتمام إجراءات حصول القاهرة على الشريحة الثانية من قرض الصندوق والمقدرة إجمالاً بـ12 مليار دولار أميركي، لتمويل مشروع الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي، إذ كشف وزير المالية عمرو الجارحي أن حكومة بلاده ستحصل على الشريحة الثانية من القرض خلال الشهر المقبل.

وأشار الجارحي في مؤتمر صحافي عقده بمقر مجلس الوزراء، أمس الأول، إلى أن المناقشات مع بعثة الصندوق تسير بشكل جيد، وتتضمن مناقشة ما تحقق من إنجازات على صعيد التشريعات الاقتصادية وتنفيذ بعض بنود خطة الإصلاح الاقتصادي، وشدد على أن مراجعة بعثة الصندوق الأخيرة أكدت أن ما قدمته الحكومة المصرية في برنامجها كان محل توافق مع رؤية الصندوق.

في السياق، صرح نائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حافظ غانم، أن البنك يخطط لصرف الشريحة الثالثة من قرض البنك الدولي لمصر، والتي تبلغ مليار دولار بحلول شهر ديسمبر المقبل، وأنه سيزور القاهرة على رأس وفد من البنك الأسبوع المقبل، وأنه سيلتقي خلال الزيارة مع عدد من الوزراء المعنيين بمشروعات البنك في مصر ومنهم وزراء الزراعة والمالية والتعاون الدولي والتعليم، وكانت الحكومة المصرية حصلت في نهاية عام 2015، على موافقة البنك للحصول على قرض بقيمة إجمالية ثلاثة مليارات دولار.

وأنهى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة استغرقت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتأتي الزيارة لتنسيق المواقف بين القاهرة وأبوظبي، في وقت تدخل المنطقة مرحلة ترتيب الأوراق في عدد من الملفات الحيوية، خصوصاً سورية والعراق وليبيا واليمن.

المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، قال إن مباحثات بن زايد والسيسي التي تمت، مساء أمس الأول، استعرضت مستجدات الوضع الإقليمي في ضوء الأزمات التي تشهدها سورية واليمن وليبيا، والتحديات التي تواجه الأمة العربية وعلى رأسها خطر الإرهاب، وتدخل بعض القوى الخارجية للعبث بأمن واستقرار الدول العربية، حيث تطابقت رؤى البلدين بشأن ضرورة تكثيف العمل العربي المشترك والجهود الدولية، بهدف التوصل إلى حلول سياسية على النحو الذي يحفظ وحدة أراضيها.

ورحب بن زايد بالسيسي، مؤكداً أن مصر وشعبها يتمتعان بمكانة خاصة لدى دولة الإمارات والشعب الإماراتي، مشدداً على موقف بلاده الثابت بمساندة مصر على جميع المستويات بهدف تحقيق تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار والتنمية، وأن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة برمتها، لما تشكله من عمق استراتيجي وتاريخي للعالم العربي.

وأشار إلى أن الزيارة تعكس حيوية العلاقات بين البلدين، منوها بجهود مصر الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتطرف.

بدوره، عبّر السيسي عن اعتزاز مصر قيادة وشعباً بروابط الأخوة وعلاقات التعاون التي تربطها بدولة الإمارات، بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مؤكداً أهمية مواصلة العمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الصعد، مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة تفرض تحديات كبيرة على الدول العربية، مما يستلزم تضافر جميع الجهود لتعزيز الأمن القومي العربي.

back to top