السرطان... أسرار صحة الخلايا!

نشر في 04-05-2017
آخر تحديث 04-05-2017 | 00:02
تشخيص داء السرطان أكثر نبأ مخيف يتلقاه المريض، ويسهل أن يشعر الأخير بارتباك حين يسمع معلومات هائلة عن العلاج المرتقب. لكن يمكن تبسيط أهم عنصر للوقاية من السرطان ومعالجته عبر شرح صحة الخلايا.
بحسب البحوث الأخيرة، ربما تكون حماية الحمض النووي سر الوقاية من السرطان.
يعني السرطان نمو مجموعة من الخلايا الشائبة بطريقة خارجة عن السيطرة. تبدأ هذه العملية داخل الحمض النووي وتؤثر في الجينات التي تنظّم مسار تجزئة الخلايا وتكاثرها.

تجزئة الخلايا عملية معقدة تشمل تشغيل مئات الجينات أو تعطيلها، وتؤدي العناصر التنظيمية دوراً محورياً للسيطرة على هذه العملية والحد منها. من دون تلك العناصر، تنمو الخلايا بشكل عشوائي.

ولكن تتعرّض تلك العناصر التنظيمية للأضرار بسبب الإجهاد المؤكسد والسموم والالتهابات. في هذه الحال، لا يعود الحمض النووي محميّاً وتصبح الخلايا غير صحية فينشأ داء السرطان. لذا تبدأ الوقاية بالحفاظ على صحة الخلايا. لكن كيف نمنع اضطراب الخلايا الصحية؟ تبدأ الخطة المثالية بتناول البروكولي!

الخضراوات الصليبية

تقدّم التجارب المخبرية أدلة مفادها أن الخضراوات الصليبية مثل البروكولي والزهرة (القرنبيط) والكرنب تحافظ على سلامة الحمض النووي. لما كان الأخير معرّضاً للأضرار بسبب السموم والالتهابات، فقد يتطوّر السرطان ويؤثر في الوضع الصحي العام للخلايا.

توفّر خلاصات البروكولي والبقلة مثلاً عناصر نشطة بيولوجياً، بما في ذلك مواد الغلوكوسينولات والإيزوتيوسيانات وحمض الكارنوسيك والكارنوسول التي تنعكس إيجاباً على الحمض النووي وعملية تجزئة الخلايا. إذا كنت تكره البروكولي، يمكنك تناول الملفوف لأنه يشكّل مصدراً طبيعياً لعنصر الإيزوتيوسيانات المعروف بقدرته على إبقاء الخلايا صحية من خلال آليات حماية الحمض النووي.

لكن ما هي كمية البروكلي والملفوف والبقلة التي يجب تناولها للحفاظ على صحة الحمض النووي والخلايا؟ يجب أن تكون الكمية كبيرة، ما يعني ضرورة أكل حصص متعددة يومياً. لذا تُعتبر المكملات بالغة الأهمية كونها تضمن مستويات مثالية من المركّبات الضرورية للتأثير في الحمض النووي، لا سيما أن الغذاء لن يكون كافياً بالنسبة إلى معظم الناس.

الكركمين: أساس صحة الخلايا

منافع الكركمين متنوعة وتؤثر في جميع أجهزة الجسم. موّلت «المعاهد الوطنية للصحة» في الولايات المتحدة الأميركية دراسات تحلل مفعول الكركمين باعتباره علاجاً لأمراض عدة، بدءاً من التليّف الكيسي وصولاً إلى أمراض المناعة الذاتية ومختلف أشكال السرطان. وتعمل شركات أدوية كثيرة اليوم على ابتكار جزيئات مصنوعة من الكركمين لتسويقها كعلاجات مضادة للسرطان.

يحرص العلماء عموماً على عدم المبالغة في الإشادة بالعناصر التي يحللونها، لكن يصعب ألا يتحدثوا بإسهاب عن منافع الكركمين المدهشة. يُعتبر الأخير اليوم واحداً من أقوى العناصر المضادة للسرطان وتتراوح آثاره البيولوجية بين مكافحة الأكسدة والالتهابات وكبح تكوّن الأوعية الدموية الجديدة. كذلك تبيّن أنه يتمتع بمفعول مضاد للأورام.

عند تحليل آثار الكركمين المضادة للسرطان، يتّضح أن هذا التابل الذهبي يؤثر في أشكال متعددة من السرطان، من بينها سرطان الثدي وعنق الرحم والمعدة والقولون والكبد والفم والبروستات.

لكن كيف يساهم الكركمين في تحسين صحة الخلايا والوقاية من السرطان؟ لا تزال الآلية الدقيقة المستعملة في هذه العملية مجهولة، لكنها ترتبط بمضادات الأكسدة والالتهاب الموجودة في الكركمين الذي يحسّن رد فعل الجسم على الالتهابات عبر كبح عناصر التهابية أساسية مثل الجزيئة البروتينية NF-κB التي تشغّل الجينات المرتبطة بالتفاعلات الالتهابية داخل الجسم.

كذلك يعيق الكركمين أيض حمض الأراكيدونيك، البروتين الأساسي الذي يعزّز الالتهابات، إذ يبدأ معظم التفاعلات الالتهابية بهذا البروتين لكن يمنعه الكركمين من إطلاق سلسلة الالتهابات.

لا تقف منافعه عند هذا الحد: الكركمين مضاد قوي للأكسدة. الجذور الحرة تفاعلية جداً وتهاجم الخلايا الصحية مسببةً أضراراً كبرى، وهي ربما تنجم عن الملوثات والمواد الكيماوية الصناعية. حتى أن الجسم يستطيع إنتاجها. لذلك نحتاج إلى مضادات الأكسدة لمكافحة هذه الجذور الحرة تحديداً. ولما كانت تضرّ بأغشية الخلايا والحمض النووي، يقال إنها ترتبط بالسرطان وأمراض أخرى مثل تصلب الشرايين والأمراض العصبية التنكسية، فيما يؤدي الكركمين دوراً محورياً في الوقاية من هذه الأمراض.

تنشيط أنزيم AMPK

يتولى أنزيم AMPK تنظيم عمليات أساسية داخل الجسم، فهو يمنع مسببات الضغط النفسي من إحداث الأضرار عبر تقوية دفاعات الخلايا. من خلال تنشيط ذلك الأنزيم، يمكن وقف شيخوخة الخلايا وتجديد حيويتها وشبابها.

تثبت الدراسات أن تكثيف نشاط أنزيم AMPK يخفف تخزين الدهون وإنتاج متقدرات جديدة ويحسّن صحة الغلوكوز والدهون في الدم، ما يسمح بحماية الخلايا من السرطان. يمكن تنشيط الأنزيم عبر أخذ خلاصات من عشبة الجياوجولان وثمر الورد. كانت خلاصة الجياوجولان تُستعمل تقليدياً في الطب الآسيوي لإطالة الحياة ويعرف العلماء اليوم أنها تنشّط أنزيم AMPK.

على صعيد آخر، يزيد عنصر تيليروسيد المتحوّل نشاط الأنزيم ويمكن استخراجه من نباتات مثل ثمر الورد. بالإضافة إلى تنشيط الأنزيم، يعطي هذا العنصر منافع مختلفة على مستوى الأيض. ومن خلال خلط هذه الخلاصات التي تقوي مفعول أنزيم AMPK، تصبح الخلايا أكثر قدرة على التحكم بالطاقة وعملية الأيض وتنظيف الخلايا من الشوائب.

البروكولي والزهرة والكرنب تحافظ على سلامة الحمض النووي
back to top