«رئاسية» إيران: الاعتداء على السفارة السعودية يحضر مجدداً

منع بثّ كلمة للمرشح المحافظ قاليباف تضمنت رداً على اتهامه بالتورط في الاقتحام

نشر في 01-05-2017
آخر تحديث 01-05-2017 | 21:15
روحاني الى جانب حفيد الخميني، حسن الخميني، خلال تجمع في عيد العمال في مرقد الخميني في طهران أمس (ارنا)
روحاني الى جانب حفيد الخميني، حسن الخميني، خلال تجمع في عيد العمال في مرقد الخميني في طهران أمس (ارنا)
عاد ملف الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، الذي لاقى إدانات دولية وإسلامية لطهران، ليظهر مجدداً في حملة الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي تزداد حماوة باطراد.
فوجئ الإيرانيون، أمس الأول، بقرار لجنة مراقبة الإذاعة والتلفزيون الإيراني منع بثّ كلمة مسجلة للمرشح الرئاسي المحافظ رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، التي كان مقرراً بثها عبر «إذاعة إيران» حسب جدول البرنامج الذي كان معلناً سابقاً.

وبدلاً من هذه الكلمة، أعادت «إذاعة إيران»، التي يمكن سماعها في مختلف أنحاء البلاد، بثّ كلمة قاليباف على أثيرها صوتاً، والتي بثها التلفزيون الإيراني الأسبوع المنصرم.

وأكد أحد أعضاء حملة قاليباف الانتخابية لـ»الجريدة»، أن منع بثّ كلمة المرشح مرده إلى أنه تكلم عن أمور ومستندات خلف الكواليس ترمي بالكرة في ملعب حكومة الرئيس الوسطي حسن روحاني، المرشح لولاية ثانية، فيما يتعلق بموضوع الهجوم على السفارة السعودية في طهران.

وكان النائب الأول لروحاني، اسحاق جهانغيري، المرشح لرئاسة الجمهورية، قال في أول مناظرة متلفزة جرت بين المرشحين الستة، أن أحد أنصار قاليباف مسؤول عن الاعتداء على السفارة السعودية، مضيفاً أن الاعتداء حرم إيران عشرات آلاف السائحين من دول الخليج وأضر صورتها الخارجية.

وحسب المصدر، فإن قاليباف، اتهم في كلمته، التي منعت، حكومة روحاني بالتقصير في حل الخلافات مع السعودية والدول الخليجية على أمل أن تستطيع الضغط على الدول الخليجية عبر الولايات المتحدة بعد

الاتفاق النووي وإجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات، وهو ما لم يحصل، بل إن هذه «السياسة الفاشلة» لحكومة روحاني أدت إلى تصاعد حدة الخلافات بين إيران وجيرانها وتفجر الوضع ووصل ذروته بالهجوم على السفارة السعودية.

وقال المصدر، إن قاليباف اتهم في كلامه وزارة الداخلية ومحافظ طهران بالتقصير في التعامل مع الاعتداء على سفارة المملكة، والتقاعس عن القيام في العمل المناط بهم بحكم الوظيفة أمام الحشود الغاضبة، وبأن خطر الهجوم على السفارة كان قائماً ومحتملاً، وكان على وزارة الداخلية والمحافظ اتخاذ الإجراءات اللازمة أو المعمولة عادة لحماية أمن هذه السفارة.

وأكد المصدر، أن قاليباف اتهم في كلمته أنصار روحاني من الإصلاحيين «الثوريين» بأنهم هاجموا السفارة الأميركية في بداية الثورة واستغلوا هذا الهجوم للوصول إلى مناصب عليا، والآن يعيش أبناؤهم ويدرسون في الولايات المتحدة، في حين ما زال الشعب الإيراني يدفع ضريبة تصرفهم.

ويضيف أن قاليباف اتهم أيضاً أنصار الإصلاحيين بتدبير الهجوم على السفارة البريطانية في طهران بهدف إفشال المفاوضات السرية حول الملف النووي، التي كانت جارية حينها بين إيران والولايات المتحدة بوساطة بريطانية في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

ولم يعلق المتحدث باسم هذه اللجنة على سبب منع بثّ كلمة قاليباف، الذي يعتبر مرشحاً أصولياً في الانتخابات، لكنه أقر ضمناً بأن الكلمة تضمنت فضحاً لأسرار النظام، وكان من شأنها إعطاء مادة قد يستغلها «أعداء البلاد».

في غضون ذلك، قال قاضي هاشمي نائب مدينة طهران، المتحدث باسم لجنة الرقابة على الإذاعة والتلفزيون، والمتحدث باسم لجنة الرقابة على الحملات الإعلامية للمرشحين في تصريحات لمحطة «تابناك» الأصولية أنه تم إخطار المرشحين بألا يتخطوا الخطوط الحمر للنظام، وأنه لا يحق لهم فضح أسرار البلاد لإزعاج بعضهم بعضاً.

وانتشرت، أمس، شائعة مفادها بأن لجنة الرقابة على الإذاعة والتلفزيون، وبإيعاز من وزارة الداخلية قررت بثّ المناظرات الانتخابية المقبلة للمرشحين بفاصل يصل إلى حوالي ثلاثين ثانية، لتكون لديهم الفرصة لقطع المناظرات إذا ما تخطى المشاركون الخطوط الحمر، الأمر الذي أثار غضب المرشحين الأصوليين، وأدى إلى كتابتهم رسالة احتجاج مطالبين بإجابة.

وفي كلمة له أمام مؤيديه، اتهم قاليباف اللجنة بالانحياز إلى الحكومة. وكانت وسائل إعلام إصلاحية قد نشرت صوراً تؤكد حضور حسين كرد ميهن المتهم بتدبير الهجوم على السفارة السعودية في الحملة الانتخابية لقاليباف، لكن هذه الحملة أنكرت وجوده في مجموعتها معتبرة أن هذه الصور مفبركة وبعضها قديم يعود إلى الانتخابات السابقة.

back to top