«الكرة» يعزز نفوذه بالرشوة
• رئيس اتحاد غوام اعترف بتلقيه 850 ألف دولار من مسؤول بالاتحاد الكويتي بين 2009 و2014
• تحقيق «فيفا» لم يتطرق إلى تلك المسائل من قبل.... واعتراف لاي سيأخذ القضية إلى آسيا
فجرت اعترافات رئيس اتحاد غوام لكرة القدم ريتشارد لاي أمام المحققين الأميركيين في قضية فضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، التي يتابعها العالم منذ مايو 2015، ولا تزال تبعاتها المالية والقضائية متواصلة، مفاجأة من العيار الثقيل حول تورط الاتحاد الكويتي لكرة القدم، الذي تلقى من أحد أعضائه أكثر من 850 ألف دولار رشاوى بين عامي 2009 و2014. وذكرت تقارير إعلامية أن لاي (55 عاماً)، الذي ترأس اتحاد الجزيرة الصغيرة بالمحيط الهادئ منذ 2001، وأقر أمام القاضية الاتحادية في نيويورك باميلا تشن، بارتكابه تهم فساد وتستر على حسابات مصرفية في الخارج، بحسب بيان للمدعي العام في بروكلين، أوضح أنه تلقى الرشوة من المسؤول الكويتي مقابل استخدام نفوذه للنهوض بمصالح هذا المسؤول وتعزيزها، بما في ذلك مساعدته في تحديد الأعضاء الآخرين في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذين يمكنه تقديم رشاوى لهم.وأضافت التقارير أن الرشوة قُدِّمت على شكل مدفوعات لاستخدام مدرب لغوام، لكن لاي قال، إنه تم إيداع الأموال في حسابه الشخصي.وأوضحت أن لاي طلب دورياً المزيد من الأموال لـ«المدربين»، والتي جاءت في شكل تحويلات برقية، لافتة إلى أنه قال أمام المحكمة إن «المدرب كان رمزاً للدفع، وبالنسبة لي شخصياً لم أستخدم هذه الأموال أبداً لدفع ثمن مدرب لغوام... ولم أخبر أحداً».
وأشارت إلى أن لاي أقر أيضاً بقبض 100 ألف دولار رشوة في 2011 لدعم أحد مسؤولي الاتحاد القاري في ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي، بحسب بيان المدعي العام، من دون أن يسمي هذا المرشح.ولفتت التقارير إلى أنه وافق على دفع 1.1 مليون دولار غرامات وتعويضات، بحسب الاتفاق مع الادعاء، مقابل اعترافاته، ما يمنحه تخفيفاً لعقوبته.من جانبها، أشارت المدعية الفدرالية بالوكالة بريدجت رود إلى أن هذا الإيقاف «خطوة مهمة في مساعينا لاجتثاث الفساد من كرة القدم الدولية».ورأت رود أن جريمة لاي تحمل «أهمية نظراً لمسؤولياته في لجنة التدقيق في فيفا، المدعوة للعب دور مستقل في القضاء على الفساد داخل فيفا».وأضافت أن «المدعى عليه أساء الثقة الموكلة إليه كموظف لكرة القدم بملء جيوبه الخاصة، وسيحاسب الآن».يذكر أن التحقيق الأوسع نطاقاً في «فيفا»، والذي استغرق عدة سنوات، لم يتطرق إلى تلك المسائل من قبل. ويأخذ اعتراف لاي القضيةَ إلى منطقة أخرى من العالم وهي آسيا، التي لم يتم فحصها حتى الآن.وشغل لاي، دون انقطاع، منصب رئيس اتحاد غوام لكرة القدم منذ عام 2001، وبعد ست سنوات انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي، مما كان محط استغراب نظراً للحجم الصغير لبلاده (540 كيلومتراً مربعاً)، قبل أن يتم اختياره عام 2013 بالتصويت عضواً في لجنة «فيفا» للتدقيق والامتثال التي يرأسها السلوفيني توماس فيسيل، علماً بأن من مهام هذه اللجنة فحص راتب الرئيس جاني إنفانتينو.ونتيجة لاعترافات لاي، أوقفته لجنة الأخلاقيات في «فيفا» أمس 90 يوماً مؤقتاً عن القيام بأي نشاط كروي، قابلة للتمديد 45 يوماً إضافياً بانتظار قرار نهائي، بحسب بيان لـ«فيفا».أما لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد الآسيوي فأصدرت بياناً بدورها قررت فيه «إيقاف ريتشارد لاي، بشكل مبدئي عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم، بشكل فوري، بحسب لائحة الانضباط ونظام الأخلاق في الاتحاد، بعد إقراره بالذنب في اتهامات تتعلق بالتحايل».وتابعت اللجنة: «لن يقوم الاتحاد الآسيوي بأي تعليق إضافي حول هذا الأمر حتى استكمال التحقيق».وحتى الآن اعترف 21 من مسؤولي كرة القدم والمديرين التنفيذيين للتسويق الرياضى بالذنب في القضية المتهم فيها 40 شخصاً على الأقل بمن فيهم المواطنان الأميركيان تشاك بلازر وهارون دافيدسون، ومعظمهم، إن لم يكن كلهم، وافقوا على التعاون مع التحقيق، وتعهدوا بتخليص وزارة العدل مئات الملايين من الدولارات.غير أن عدداً من الأشخاص الآخرين لا يزالون خارج الولايات المتحدة، وهم إما يحاربون تسليم المجرمين، أو يعيشون في بلد لا يسلم مواطنيه.وفي أواخر العام الماضي، حكم قاض في الأرجنتين بعدم تسليم ثلاثة مدعى عليهم.وفي الوقت الراهن، تم توجيه 5 متهمين من البرازيل وباراغواي وغواتيمالا والمملكة المتحدة وبيرو إلى الولايات المتحدة، ولا يزالون يدينون بالذنب، ومن المقرر أن يواجهوا محاكمة تبدأ في أوائل نوفمبر المقبل.إلا أن وزارة العدل لم تتهم بعضاً من أكبر الأسماء في كرة القدم الدولية، بمن في ذلك رئيس «فيفا» السابق جوزيف بلاتر، والأمين العام السابق لكرة القدم جيروم فالكه.