كوريا الشمالية تفشل في إطلاق صاروخ بالستي «مجهول»

• ترامب على علم بالعملية ونائبه يطمئن الحلفاء
• قلق بريطاني وسيول تتهم بيونغ يانغ بتهديد العالم بأسره

نشر في 16-04-2017
آخر تحديث 16-04-2017 | 20:30
جنود كوريون شماليون بجوار زوارق قديمة على طول نهر يالو بالقرب من سينويغو مقابل مدينة داندونغ الحدودية الصينية أمس (أ ف ب)
جنود كوريون شماليون بجوار زوارق قديمة على طول نهر يالو بالقرب من سينويغو مقابل مدينة داندونغ الحدودية الصينية أمس (أ ف ب)
بعد أقل من 24 ساعة على عرض عسكري هائل شمل نحو ستين صاروخاً، وأعلنت خلاله استعدادها للرد بالنووي على أي هجوم بسلاح مماثل، أجرت كوريا الشمالية أمس تجربة إطلاق صاروخ جديدة فاشلة.
وسط تصاعد التوتر في شبه الجزيرة، حاولت كوريا الشمالية إطلاق صاروخ بالستي مجهول الهوية من مدينة على الساحل الشرقي للبلاد، إلا أنه "انفجر فور إطلاقه"، وفقاً لقيادة القوات الأميركية في المحيط الهادئ وهيئة أركان القوات المشتركة في كوريا الجنوبية.

وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية ديف بينام إن "قيادة المحيط الهادئ رصدت وتابعت ما نُقدّر أنه إطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي عند الساعة 11.21 بتوقيت هاواي (21.21 ت غ) في 15 أبريل، قرب (منطقة) سينبو، وقد انفجر على الفور تقريباً".

وأكد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، في بيان، أن "الرئيس دونالد ترامب وفريقه العسكري باتا على علم بعملية إطلاق الصاروخ الجديدة الفاشلة لكوريا الشمالية"، موضحاً أن "الرئيس ليس لديه أي تعليق آخر".

ذروة التوتر

وفي الواقع، كان هذا الاختبار متوقعاً من قبل بيونغ يانغ في ذروة التوتر مع الولايات المتحدة، التي أكد رئيسها، الخميس، أنه يريد "معالجة المشكلة" الكورية الشمالية، حتى إن خبراء كانوا يتوقعون أن يجري كيم جونغ-أون تجربة نووية سادسة.

وبعد ساعات على التجربة، وصل نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى كوريا الجنوبية، صباح أمس، في إطار جولة مقررة منذ فترة طويلة الى المنطقة تشمل اليابان واندونيسيا وأستراليا أيضاً.

وفي قداس عيد القيامة مع القوات الأميركية المتمركزة في المنطقة، شدد بنس على أن التزام بلاده تجاه تحالفها مع كوريا الجنوبية بلغ أقوى مستوياته.

عرض عسكري

كما تأتي التجربة غداة عرض عسكري كبير في بيونغ يانغ بمناسبة الذكرى الخامسة بعد المئة لميلاد مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية كيم إيل-سونغ، شمل نحو ستين صاروخاً بينها خصوصاً ربما نوع جديد من الصواريخ البالستية العابرة للقارات.

وقامت بيونغ يانغ بتسريع برنامجيها البالستي والنووي بشكل كبير مع أنهما محظوران دولياً. ومنذ بداية 2016 أجرى النظام الكوري الشمالي، الذي يعد من أكثر الأنظمة عزلة في العالم، بإجراء تجربتين نوويتين، هما الرابعة والخامسة في تاريخه، وبعشرات التجارب لإطلاق صواريخ بالستية و21 منها شهدها العام الماضي وحده.

نوع جديد

وعادة تحتفل كوريا الشمالية بالمناسبة المهمة للنظام بإطلاق صواريخ سقط عدد منها، أخيراً، في بحر اليابان. وهذه التجارب هي في أغلب الأحيان رسائل موجهة إلى العدو الأميركي.

وقال كيم دونغ-يوب الخبير في معهد دراسات الشرق الأقصى في جامعة كيونغنام بسيول: "من المرجح ان هذه التجربة كانت اختباراً لنوع جديد من الصواريخ أو لصاروخ محسن، وهذا يعني أنه من المرجح أن يحدث استفزاز جديد قريباً".

وذكر المحللون في الموقع الإلكتروني "38 نورث"، الذي يتابع شؤون كوريا الشمالية، أن موقع التجارب النووية بونغي-ري "جاهز" للخدمة.

قلق وتهديد

وفي حين اعتبرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أنه بإطلاقها هذا الصاروخ "تهدد بيونغ يانغ العالم بأسره"، عبرت وزارة الخارجية البريطانية عن "قلقها" بعد هذه التجربة، مؤكدة أنها "تتابع الوضع عن كثب".

وقلل مسؤول في البيت الأبيض يرافق بنس في جولته من خطورة هذه التجربة، موضحاً أن الصاروخ المتوسط المدى على الأرجح انفجر بعد أربع أو خمس ثوان من إطلاقه.

وذكّر المسؤول بأن الرئيس ترامب "يملك مجموعة كبيرة من الأدوات"، لكن "في هذه الحالة بالتحديد حيث تكلفوا وقتاً وطاقة لإطلاق صاروخ لم يعمل، لسنا بحاجة إلى تكريس أي موارد للمسألة".

الغواصة الكورية

وقبالة سواحل سينبو تتمركز الغواصة الكورية الشمالية، التي أطلقت في أغسطس صاروخاً بالستياً قطع 500 كيلومتر باتجاه اليابان، وحينذاك تحدث الزعيم الكوري الشمالي عن "أكبر نجاح" لبلده في إطار سعيه لجعل الأراضي الأميركية في مرمى الصواريخ الكورية الشمالية.

ولا تخفي بيونغ يانغ، التي تؤكد أن برنامجيها النووي والبالستي هما رد على التهديد الأميركي، أن هدفها أن تكون قادرة على إيصال النار النووية إلى الأرض الأميركية.

وفي مؤشر إلى تفاقم الوضع، قررت الولايات المتحدة إرسال حاملة الطائرات "كارل فينسون" وأسطولها الجوي البحري إلى شبه الجزيرة الكورية.

وأعلن المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي تشوي ريونغ-هاي، قبل بدء العرض العسكري الضخم الذي نظم السبت في بيونغ يانغ، أن بلاده "مستعدة للرد على حرب شاملة بحرب شاملة"، وقال: "نحن مستعدون للرد على أيّ هجوم نووي بهجوم نووي على طريقنا".

ويرى خبراء أن بيونغ يانغ تحتاج إلى سنتين لتمتلك قدرات صاروخية عابرة للقارات حقيقية. وامتلاك كوريا الشمالية قوة ضرب بالستية يمكن إطلاقها من غواصات سيعزز بشكل كبير قدرة الردع النووي لديها.

البيت الأبيض يقلل من خطورة التجربة ويؤكد أنها كلفت العدو كثيراً
back to top