مصر: «قداس القيامة» بحماية الأمن... ومضطرب يفزع كنيسة شبرا

• الحكومة: لا قوات سعودية في الجزيرتين
• «الخارجية»: لم يصل إلينا شيء عن تغيير المملكة خرائطها

أطفال وقساوسة يصلون داخل كنيسة بمدينة المحلة شمال القاهرة أمس الأول (أ ف ب)
أطفال وقساوسة يصلون داخل كنيسة بمدينة المحلة شمال القاهرة أمس الأول (أ ف ب)
وسط أجواء يخيم عليها الحزن، أدى ملايين الأقباط بمختلف طوائفهم صلاة قداس عيد القيامة في الكنائس المصرية كافة، مساء أمس السبت، وسط استنفار أمني غير مسبوق، من قوات الجيش والشرطة، في حين نفى الناطق باسم «الخارجية» المصرية تلقي وزارته أي إخطارات من السفير المصري في السعودية تُفيد تغيير المملكة خرائطها بشأن جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر.
وجه بابا الأقباط الأرثوذكس، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، صباح أمس، رسالة مصورة إلى جميع رعايا الكنيسة على مستوى العالم وكنائس أميركا وكندا وأميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا وأستراليا، قبيل ساعات من بدء صلوات قداس عيد الميلاد، مساء أمس.

البابا قال: "قلوبنا تعتصر ألما لفراق أحبائنا والشهداء، ونذكرهم على الدوام، إنهم رقدوا على رجاء القيامة، وتهنئتي للجميع، الله يحفظكم، ورسالتي للأساقفة والكهنة والخدام والخادمات وكل الشباب والأطفال والأسر بكل كنيسة بكنائسنا الممتدة في قارات العالم، الكنيسة المصرية هي كنيسة شهداء".

وتابع تواضروس: "نصلي من أجل أن يحفظ الله بلادنا الحبيبة من كل شر"، وهنأ البابا في كلمته المسيحيين بعيد القيامة المجيد، الذي يحتفل به مسيحيو العالم في نفس التوقيت هذا العام، وقال: "نتذكر بالخير شهداء أحد الشعانين الذين سجلوا بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الكنيسة القبطية المصرية".

إلى ذلك، أدى نحو 10 ملايين قبطي، وفق إحصاءات غير رسمية، صلوات قداس عيد القيامة، في جميع الكنائس المصرية، مساء أمس السبت، وسط حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق، إذ تشارك عناصر من القوات المسلحة في عملية تأمين الكنائس، فيما تفقّد مدير أمن القاهرة اللواء خالد عبدالعال، الخدمات الأمنية على عدد من الكنائس بقطاعات العاصمة كافة، للتأكد من تطبيق الخطط الأمنية التي تم اعتمادها لتوفير أقصى درجات التأمين لدور العبادة المسيحية.

إلى ذلك، سادت حالة من الهلع في إحدى كنائس شبرا، بعدما أقبل مسيحي مضطرب نفسيا على وضع قنبلة هيكلية داخل "كيس أسود"، سرعان ما تم اكتشاف أنها هيكلية.

وقال الباحث القبطي سليمان شفيق لـ"الجريدة": "الأعياد أساسها التجمع للاحتفال مع الأقارب، لكن الأحداث الأخيرة حالت دون ذلك"، فيما وصف المحامي القبطي ممدوح رمزي إجراءات تأمين الكنائس بـ "المشددة"، وتابع في تصريحات لـ "الجريدة": "قرار الرئيس فرض الطوارئ صائب"، مؤكدا أن "الداخلية" لا تدخر جهداً لحماية الأقباط.

في السياق، قرر وزير الدولة للإنتاج الحربي، محمد العصار، إلغاء جميع الاحتفالات التي كان من المقرر إقامتها في نوادي الإنتاج الحربي، غدا الاثنين بمناسبة الاحتفال بأعياد شم النسيم، وأوضحت الوزارة – في بيان لها أمس - أن قرار الإلغاء يأتي تضامنا مع شهداء الوطن الذين سقطوا في أحداث الهجمات الإرهابية على كنيستي "مارمرقس في الإسكندرية ومارجرجس بطنطا".

إلى ذلك، يعتزم مجلس النواب المصري تنظيم مؤتمر لتجديد الخطاب الديني، من المقرر أن يشهد دعوة شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني.

نفي

على صعيد آخر، نفى الناطق باسم "الخارجية" المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، في تصريحات لـ "الجريدة" تلقي الوزارة أي إخطار دبلوماسي من السفير المصري في السعودية، يفيد تغيير المملكة خرائطها، على اعتبار أن جزيرتي "تيران وصنافير" - الكائنتين في البحر الأحمر وصدر بحقهما حكم نهائي وبات من المحكمة الإدارية العليا بمصريتهما - جزء من الأراضي السعودية.

ونفى أبوزيد أن تكون "الخارجية" المصرية قد تلقت مذكرة من سفيرها في الرياض أو قنصلها في جدة تفيد بأن المملكة قد غيرت خرائطها المساحية تُظهر جزيرتي تيران وصنافير ضمن الحدود الدولية للمملكة.

وقال أبوزيد في تصريحات خاصة لـ "الجريدة": "القاهرة لن تسلم الجزيرتين للرياض قبل الفصل في أحقية السعودية بهما، وقبل إقرار البرلمان المصري اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، فقد أحال البرلمان الاتفاقية إلى اللجنة التشريعية لدراستها قبل التصويت".

إلى ذلك، وصف مصدر مطلع لـ "الجريدة" ما تناقلته صفحات على مواقع التواصل بأن قوات سعودية بدأت في الظهور على جزيرتي تيران وصنافير، بـ "الشائعات"، وقال: "لا وجود لأي قوات سعودية على جزيرتي تيران وصنافير"، مؤكدا أن مصر لم تسلم حتى الآن الجزيرتين للمملكة، كما أن هناك إجراءات قانونية معقدة لاتزال موضع دراسة، وتابع: "الجزيرتان عليهما قوات متعددة الجنسيات فقط".

برلمانيا، تحدث عضو اللجنة التشريعية والدستورية في مجلس النواب، النائب أبوالمعاطي مصطفى، عن حالة خفوت داخل البرلمان، بشأن مناقشة اتفاقية الترسيم مع السعودية، وتابع: "لم تتم أي تحضيرات تدل على قرب مناقشتها"، رافضا إبداء أي توقعات بشأن الاتفاقية، وقال لـ "الجريدة": "الوضع معقد، وهناك انقسام مجتمعي وبرلماني عليها".

في الأثناء، أكد مصدر مسؤول عدم إجراء تغييرات على زيارة الرئيس السيسي إلى الرياض، لعقد قمة ثنائية مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال شهر أبريل الجاري.

زيارة ماتيس

من جهة أخرى، وبعد نحو 10 أيام من زيارة الرئيس السيسي لواشنطن، يبدأ وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، زيارة رسمية إلى القاهرة خلال الأسبوع الجاري، ومن المقرر أن يجري خلالها مباحثات مع كل من الرئيس السيسي ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، في إطار العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، والتعاون الوثيق في المجالات الأمنية والعسكرية، خاصة ما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب.

كانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت أن زيارة ماتيس للقاهرة تأتي في إطار جولة له في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة من 18 إلى 23 الجاري، تشمل السعودية، وإسرائيل، وقطر، وجيبوتي، ضمن سعي الوزير الأميركي إلى التأكيد على التحالفات العسكرية الأميركية الرئيسة، والبحث في مواجهة الأنشطة الساعية لزعزعة الاستقرار وإلحاق الهزيمة بالتنظيمات المتطرفة.

مصدر رفيع المستوى قال لـ "الجريدة": "زيارة ماتيس ستبحث احتياجات مصر من المعدات العسكرية وطرق مكافحة الإرهاب ومدى التنسيق مع أميركا في هذا المجال"، وأوضح المصدر أن التطورات الأخيرة في سورية ستكون على طاولة النقاش بين ماتيس والمسؤولين المصريين.

ميدانيا، نفذت قوات الجيش الثالث الميداني حملة دهم في بعض المناطق التابعة لوسط سيناء، أمس الأول الجمعة، وأوضح الناطق العسكري المصري، أن عمليات الدهم أسفرت عن مقتل تكفيريين شديدي الخطورة، وتدمير عربة دفع رباعي، وعدد 4 دراجات نارية.

back to top