خاص

مصر : استنفار أمني لتأمين الكنائس «الحزينة» في عيد القيامة

• «الداخلية» تكشف هوية مفجر طنطا وترفع مكافأة الإرشاد إليه لنصف مليون جنيه
• احتواء فتنة طائفية في قرية «كوم اللوفي» بالمنيا

نشر في 15-04-2017
آخر تحديث 15-04-2017 | 00:08
وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي خلال زيارته لأحد مصابي تفجيري الكنيستين أمس الأول
وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي خلال زيارته لأحد مصابي تفجيري الكنيستين أمس الأول
أعلنت قوات الأمن المصرية حالة الاستنفار القصوى لتأمين قداس عيد القيامة المجيد في الكنائس المصرية مساء اليوم، والذي تقيمه الكنائس دون مظاهر احتفالية وفي أجواء حزينة على ضحايا الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستين في طنطا والإسكندرية الأحد الماضي، وأسفرا عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، يأتي ذلك فيما كشفت وزارة الداخلية عن هوية مفجر كنيسة طنطا.
غداة الكشف عن هوية مفجر طنطا، أعلنت وزارة الداخلية رفع درجة الاستعداد القصوى إلى الحالة "ج"، بالتعاون مع عناصر من قوات الجيش، لتأمين الكنائس المصرية والمنشآت الحيوية، تزامناً مع صلوات الأقباط في الكنائس بعيد القيامة مساء اليوم السبت، في ختام أسبوع الآلام، الذي انطلق بأحد السعف "أحد الشعانين" على وقع انفجارين في كنيستي مار جرجس بطنطا ومار مرقس في الإسكندرية، الأحد الماضي، مما أسفر عن مقتل 46 شخصاً معظمهم من الأقباط.

وقال مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام اللواء طارق عطية لـ"الجريدة": "الوزارة اتخذت كل الإجراءات لتأمين الكنائس كاملة خلال عيد القيامة، فهناك مجموعة قتالية ستتولى تأمين كل كنيسة، إضافة إلى خبراء الكشف عن المفرقعات، كما اتخذت الوزارة كل وسائل التكنولوجيا الحديثة لتأمين البلاد خلال الاحتفالات المسيحية بأسبوع الآلام، وعيد شم النسيم الاثنين المقبل".

من جانبه، كشف مصدر أمني بعض معالم الخطة الأمنية قائلاً لـ "الجريدة": "تم نشر العناصر المكلفة تأمين الكنائس، وفق خطة أمنية تتضمن اتباع عدد من الإجراءات الاحترازية مثل التفتيش الذاتي الدقيق لجميع المترددين على الكنائس، والاستعانة بالكلاب البوليسية وكاميرات المراقبة الحديثة، كما قررت قوات الأمن تخصيص باب واحد للدخول إلى كل كنيسة، التي ستؤمنها مجموعة مسلحة تسليحاً كاملاً".

قداس القيامة

في غضون ذلك، يترأس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، قداس عيد القيامة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (وسط القاهرة)، وسط استعدادات أمنية محيط الكاتدرائية، خصوصاً أن الكنيسة البطرسية الملاصقة للمقر البابوي تعرضت لهجوم إرهابي في 11 ديسمبر الماضي أسفر عن مقتل 29 مسيحياً.

وترأس بابا الأقباط قداس "الجمعة الحزينة" الذي استمر حتى الساعة السادسة من مساء أمس، وسط مشاركة المئات من المسيحيين، الذين علت وجوههم معالم الوجوم والحزن، بسبب الأحداث الأخيرة، فضلاً عن أن الجمعة الحزينة ترتبط بذكرى صلب السيد المسيح، لذا اتشحت الكنائس المصرية بالستائر السوداء، وهو طقس كنسي يتبع عادة في مثل هذا اليوم، وأعلن تواضروس أمس، عدم استقبال المهنئين بعيد القيامة، مطالباً بزيارة مصابي وأسر شهداء التفجيرين.

وأعلنت الكنائس المصرية اقتصار مظاهر الاحتفال بعيد القيامة على قداس الصلاة وعدم تلقي التهاني، وعدم تعليق أي مظاهر احتفالية على المباني المسيحية، وتعد هذه هي المرة الثانية على التوالي، التي يحتفل بها المسيحيون بأحد أهم أعيادهم في حزن وصمت، بعدما سادت أجواء مشابهة في احتفالات عيد الميلاد المجيد يناير الماضي، الذي جاء بعد نحو شهر من تفجير الكنيسة البطرسية.

وعن إلغاء الاحتفالات بعيد القيامة، قال المفكر القبطي كمال زاخر لـ"الجريدة": "هذا قدرنا، والجماعات الإرهابية تحاول فك الارتباط بين الدولة والأقباط، لأنهم دعموا الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد ثورة 30 يونيو، لكن مصر ستظل صامدة ضد هذه المحاولات"، وأشار إلى أن الكنيسة تراعي مشاعر رعاياها، فلا يمكن الاحتفال، ولم يمر أسبوع واحد على قتل أكثر من أربعين مسيحياً في هجومين غادرين.

وحدة المصريين

وزارة زير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أمس الأول، مصابي مذبحة الكنيستين، مؤكدا أن الإرهاب الغادر لن يفرق بين المصريين، كما قال صبحي خلال لقاء مع عدد من قادة وضباط القوات المسلحة بالمنطقة المركزية العسكرية أمس الأول، إن القوات المسلحة والشرطة سيظلان في طليعة مؤسسات الدولة لمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره ودعم جهود البناء والتنمية، مطالباً القادة والضباط بالتحلي بأقصى درجات اليقظة، وإحباط المخططات، التي تستهدف المساس بأمن مصر القومي.

في غضون ذلك، حققت وزارة الداخلية تقدماً كبيراً في تحقيقات تفجيري الكنيستين، مع إعلانها مساء أمس الأول، الكشف عن هوية مفجر كنيسة طنطا، والقبض على 3 من العناصر المتورطة في جرائم إرهابية، يأتي ذلك بعد 24 ساعة من الكشف عن هوية الانتحاري، الذي فجر نفسه أمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.

وقالت الداخلية، في بيان أمس الأول، إنه "أمكن تحديد منفذ الحادث، الذي تبين أنه الهارب ممدوح أمين محمد بغدادي، مواليد 25 يونيو 1977، بقنا، وكان يقيم في نجع الحجيري بالظافرية مركز قفط، وحاصل على ليسانس آداب"، وأنه تم التوصل إليه بعد استكمال التحريات وجمع المعلومات واستخدام الوسائل والتقنيات الحديثة، وفحص مقاطع الفيديو المصورة.

وأكدت الداخلية أن مفجر كنيسة مار جرجس بطنطا "أحد كوادر البؤرة الإرهابية، التي يتولى مسؤوليتها الهارب عمرو سعد عباس إبراهيم"، وكانت القاهرة أعلنت الأربعاء الماضي، أن انتحاري كنيسة مار مرقس بالإسكندرية ينتمي إلى البؤرة الإرهابية ذاتها.

وأشار البيان إلى أنه "استمراراً لخطة ملاحقة العناصر الهاربة بالبؤرة المشار إليها، فقد أمكن ضبط ثلاثة من العناصر الإرهابية الهاربة، والجميع يقيم في مركز قنا"، وشددت الداخلية على استمرار جهودها لملاحقة باقي العناصر الهاربة بتلك البؤرة الإرهابية، معلنة عن زيادة المكافأة المالية من مئة ألف جنيه إلى مبلغ نصف مليون جنيه لمن يتقدم بمعلومة تُمكن أجهزة الأمن من ضبط أي عنصر هارب من هذه البؤرة.

ومع توصّل تحريات أجهزة الأمن إلى أن منفذي التفجيرات الأخيرة من محافظة قنا، جنوب القاهرة، عبرت عائلات المحافظة من قبائل العرب والأشراف والهوارة عن تأييدها لجهود الدولة في مواجهة الإرهاب، وأعلنت العائلات القيناوية عزمها تسليم أي شخص له علاقة بالتفجيرات والعمليات الإرهابية التي تعرضت لها الكنائس.

احتواء فتنة

في غضون ذلك، شهدت قرية كوم اللوفي في مركز سمالوط بمحافظة المنيا بصعيد مصر، أمس، وجوداً أمنياً مكثفاً وانتشاراً واسعاً لفرق التدخل السريع والأمن المركزي، فيما انتقل عدد من علماء الأزهر والأوقاف لأداء خطبة الجمعة في مساجد القرية، وحثّ الأهالي على البعد عن الفتنة، إثر وقوع اشتباكات بين مسلمي القرية ومسيحييها، بسبب محاولة تحويل منزل إلى كنيسة دون ترخيص.

وانتقلت أجهزة الأمن إلى القرية، وتمكنت من السيطرة على الأحداث بعد القبض على 15 متهماً في الاشتباكات، وعقد عدة لقاءات مع أهالي القرية، الذين أكد معظمهم أن الأطفال وراء الأزمة وتم منعهم، وتعد هذه هي الحادثة الطائفية الخامسة في ذات القرية منذ يونيو الماضي.

back to top