دروس من التقلبات الحالية في أسعار النفط

نشر في 03-04-2017
آخر تحديث 03-04-2017 | 21:20
No Image Caption
ثمة اعتقاد سائد في أوساط البعض من المحللين والخبراء بأن فترة طويلة قد تمتد لسنوات سوف تمر قبل أن ترجع أسعار النفط الى مستويات التسعين دولارا أو المئة دولار التي كانت عليها في الفترة الماضية. وخلال العامين الماضيين تعرضت صناعة النفط الى أشد مسار هابط عرفته منذ حقبة التسعينيات من القرن الماضي.

ويقول تقرير نشرته أخيرا صحيفة نيويورك تايمز إن التاريخ يؤكد أنه بعد كل هبوط تتجه أسعار النفط الى التعافي – وربما الى انتعاش. ولكن التطورات أثبتت أن التحسن في هذه المرة كان مؤقتا في أحسن الأحوال. وكانت منظمة أوبك قد وافقت في العام الماضي على خفض الإنتاج الذي صمد بصورة أدهشت العديد من الخبراء والمراقبين.

وقد أفضى التعافي الذي حققته أسعار النفط التي ارتفعت من أقل من 30 دولارا للبرميل في مطلع سنة 2016 الى أكثر من 50 دولارا بحلول نهاية تلك السنة الى تأكيد الثقة في أوساط تلك الصناعة بأن الأسعار قد ترتفع الى 60 دولارا وربما الى ما هو أعلى من ذلك في وقت لاحق من هذه السنة.

اهتزاز الثقة

ولكن تلك الثقة اهتزت نتيجة الهبوط الذي حدث في مطلع شهر مارس الماضي، على الرغم من توقع العديد من الخبراء بأن تعاود الأسعار ارتفاعها مع بداية موسم القيادة والرحلات في الصيف المقبل.

ويقول تقرير الصحيفة إن أسواق النفط مهيأة لدخول مرحلة صعبة وقاسية، كما أن "وول ستريت" والعديد من المراقبين يتوقعون وصول الأسعار الى ما بين 40 و70 دولارا بحلول نهاية هذه السنة. وقد تكون تلك التحولات الواسعة ممكنة إن لم تكن مرجحة نتيجة العديد من الاضطرابات السياسية في دول منتجة للنفط مثل فنزويلا، والتي قد تفضي الى ارتفاع جديد في الأسعار.

وتعتبر شركات النفط الطرف الأكثر استفادة من هذا الارتفاع في أسعار الخام والبنزين، لأن الزيادة في الأسعار تعني أيضا المزيد من النشاط والعمل في حقول النفط بصورة تساعد بالمثل الشركات المحلية، وكذلك الدول المنتجة مثل السعودية وروسيا وفنزويلا ونيجيريا التي تعرضت كلها الى ضغوط مالية حادة في السنوات الأخيرة. كما أن السعودية ستتمكن من تحقيق فائدة إضافية لأن ارتفاع الأسعار سيجعل شركة أرامكو أعلى قيمة في عرض الاكتتاب الأولي الذي تعتزم الرياض طرحه في وقت لاحق من هذه السنة.

وثمة جانب بيئي محتمل للفائدة الناجمة عن ارتفاع سعر الخام، وهو أن ذلك سيدفع المستهلكين الى شراء سيارات أصغر حجما وأقل استهلاكا للوقود وعدم القيام برحلات طويلة.

مستهلكو البنزين

أما الطرف الخاسر من ارتفاع أسعار النفط فيتمثل في مستهلكي البنزين وزيت التدفئة والديزل، إضافة الى ذوي الدخل المتدني في الولايات المتحدة والخارج، لأن تكلفة الوقود ستلتهم حصة كبيرة من دخلهم. كما أن المطاعم ومحلات التجزئة والفنادق ستتأثر عندما تتقلص قدرة المستهلكين على الإنفاق.

ولكن أسعار النفط والبنزين قد تكون متوازنة بشكل تقريبي في الوقت الراهن وهي تشكل أنباء اقتصادية جيدة، لأنها عالية بما يكفي لمساعدة الولايات التي تجهد للتعافي، ولكنها ليست عالية بحيث تفضي الى نكسات بالنسبة الى المستهلكين.

وتظل أسعار النفط الحالية عند نصف المستويات التي وصلت اليها في منتصف سنة 2014، ولكن على الرغم من ذلك فإن التقلبات في الأسعار قد تحدث في أي وقت – صعوداً أو هبوطاً – وبصورة ربما تكون حادة في البعض من الأحيان.

وتساءل تقرير نيويورك تايمز عن مدى قدرة منظمة أوبك على إملاء وتحديد أسعار النفط، مشيرا الى أن لدى الدول الأعضاء فيها طاقة إنتاج تصل الى 40 في المئة من الإمداد العالمي، وبذلك فهي تمثل قوة مؤثرة إذا تمكنت من اتخاذ موقف موحد وثابت.

back to top