جونسون: «الأمن الأوروبي» ليس للتفاوض

مواجهات بين متظاهرين في لندن حول «بريكست»

نشر في 02-04-2017
آخر تحديث 02-04-2017 | 00:04
الشرطة في مقدمة مظاهرة لجماعة بريطانيا أولا في وسط لندن أمس ( أ ف ب)
الشرطة في مقدمة مظاهرة لجماعة بريطانيا أولا في وسط لندن أمس ( أ ف ب)
قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إن مساهمة بلاده في الأمن الأوروبي غير مشروطة، نافياً ما وصف بأنه تهديد مستتر من حكومة بريطانيا بالحد من التعاون الأمني، إذا لم يتم التوصل لاتفاق تجاري لما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وذكرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، في خطاب للاتحاد الأربعاء، أن "تعاوننا في محاربة الجريمة والإرهاب سيضعف" إذا تركت بريطانيا التكتل دون اتفاق جديد للتجارة وشؤون أخرى.

وردا على سؤال خلال مقابلة مع "لو فيغارو" اليمينية حول ما إذا كانت بريطانيا تحاول استخدام التعاون الأمني كورقة تفاوض لضمان إبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، أكد جونسون: "لا .. على الإطلاق".

وقال في المقابلة التي نشرت أمس: "نعتبر المساهمة التاريخية للمملكة المتحدة في أمن واستقرار أوروبا غير مشروطة"، مضيفا: "سنبقي على هذه المساهمة التي تصب في مصلحة أوروبا بأكملها والعالم. إن هذا من مصلحتنا ومن مصلحة الآخرين، ونأمل أن تكون أحد أساسيات شراكتنا العميقة والخاصة مع الاتحاد الأوروبي".

وذكر ديفيد ديفيز الوزير البريطاني لشؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي الخميس أن تصريح ماي لم يصل إلى حد التهديد، مضيفا أنه "إقرار حقيقة بأن ذلك سيضر الطرفين بريطانيا والاتحاد الأوروبي... إذا لم نحصل على اتفاق، إنها حجة لمصلحة الحصول على اتفاق".

ورغم تلك التأكيدات، فإن تصريحات ماي فُسرت على نطاق واسع بوصفها تهديدا مستترا في بريطانيا وأوروبا. وبعد يوم من خطاب ماي تصدر الصفحة الأولى لصحيفة ذا صن البريطانية عنوان يقول "إما نقودكم أو أرواحكم".

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني، أمس الأول، إن تأثير خروج بريطانيا على عمليات الدفاع والأمن المشتركة للتكتل سيكون أقل ما يمكن، متوقعة استمرار التعاون الأمني والدفاعي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد الخروج، وخاصة عبر حلف شمال الأطلسي.

كما أكد جونسون أن دعم المملكة المتحدة لجبل طارق سيظل "كالصخرة لا يلين"، وذلك بعدما منح الاتحاد الأوروبي لإسبانيا رأيا فيما يتعلق بمستقبل علاقة المنطقة بالتكتل.

ومنطقة جبل طارق التي يشار إليها أيضا بالصخرة هي أراض بريطانية تقع على الطرف الجنوبي من إسبانيا.

وتزعم مدريد سيادتها على الأراضي التي تنازلت عنها لبريطانيا عام 1713 وكثيرا ما أثار الخلاف توترا دبلوماسيا مع لندن. وأدلى جونسون بتصريحه بشأن جبل طارق في وقت متأخر أمس الأول بعدما تحدث عبر الهاتف مع فابيان بيكاردو رئيس وزراء جبل طارق. وكتب على تويتر "مثلما هي الحال دائما، فإن المملكة المتحدة ستظل كالصخرة لا تلين في دعمنا لجبل طارق".

ميدانيا، شهدت لندن، أمس، مواجهات بين اليمين المتطرف واليسار، خلال مظاهرات أقيمت، بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وشارك في هذه المظاهرات بضعة آلاف، ينتمي بعضهم لحركة بريطانيا أولا "العنصرية" التي تطالب بالحفاظ على الطابع الثقافي لبريطانيا وعدم السماح للمسلمين بأن يفرضوا ثقافتهم، والبعض الآخر للحركة المضادة للنازية التي تطالب بعدم السماح للفكر النازي بأن ينتشر في بريطانيا وفي عموم أوروبا الغربية.

ودخلت الحركة المضادة للنازية في اشتباكات ومشاداة عنيفة مع الشرطة، جعلت هذه الأخيرة تعتقل بعض المتظاهرين المنتمين للحركة، الذين يقولون إنه لا يمكن السماح مرة أخرى لظهور التيار النازي في بريطانيا.

يشار إلى أن هذه المظاهرة جرت الدعوة إليها الأسبوع الماضي، كما تم التحضير لها في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتأتي هذه المظاهرات بعد إقدام أحد المتطرفين، مارس المنصرم، على قتل 4 أشخاص في لندن، عندما دهس بسيارته المارة وطعن شرطيا قرب مقر البرلمان البريطاني.

back to top