الشيخ د.محمد الصباح: قمع الأقليات والطائفية والتدخلات الخارجية سبب للحروب الأهلية

في محاضرة ألقاها بإفتتاح مؤتمر «التواصل مع المستقبل» في العاصمة الهنغارية

نشر في 31-03-2017 | 11:34
آخر تحديث 31-03-2017 | 11:34
 وزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ د. محمد الصباح يلقي كلمة خلال افتتاح مؤتمر (التواصل مع المستقبل) المنعقد في العاصمة الهنغارية بودابست
وزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ د. محمد الصباح يلقي كلمة خلال افتتاح مؤتمر (التواصل مع المستقبل) المنعقد في العاصمة الهنغارية بودابست
اعتبر وزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمخاض صعب وتشهد صورة قاتمة لم تشهدها من قبل مليئة بالتحديات والاضطرابات.

ورأى الشيخ محمد الصباح في محاضرة ألقاها بحفل افتتاح مؤتمر (التواصل مع المستقبل) المنعقد في العاصمة الهنغارية بودابست ان تلك الاضطرابات تتراوح بين الحرب الأهلية في سوريا وظهور ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وحروب العراق واليمن وليبيا وأزمة فلسطين المستمرة.

وأشار في المحاضرة التي حملت عنوان (الشرق الاوسط بين الصخور والموقع الصعب - رؤية خليجية) إلى أن تزايد انعدام اتخاذ القرارات في هذه النزاعات وفشل دول المنطقة والمجتمع الدولي في التوصل إلى حلها أو على الأقل احتواء هذه الكوارث المستجدة أو اتخاذ قرارات مصيرية أثر سلبا عليها.

ولفت الى تزايد دور عدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وخاصة روسيا وتركيا اضافة الى إيران.

وشدد الشيخ الدكتور الصباح الذي يشغل منصب مستشار دولي في مركز (أنتال يوزيف للمعرفة) المنظم للمؤتمر على أن العنصرية والتعصب وقمع الأقليات والطائفية والعنف والتدخلات الخارجية في منطقة الشرق الأوسط تشكل أسبابا حقيقية للحروب الأهلية في المجتمعات بصفة عامة وفي منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة مؤكدا أهمية التخلي عن الحلول القائمة على الطائفية وتبني سياسة وطنية تقوم على الاندماج والاحتضان لكافة مكونات المجتمع.

وفيما يتصل بعلاقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإيران لفت الشيخ محمد الصباح الى اهمية مبادرة مجلس التعاون الخليجي وحرصها على الحوار والتفاوض مع ايران وفقا لمبادئ حددتها دول المجلس منها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مؤكدا حرص دول المجلس على التفاوض والحوار وفقا لهذه الأسس.

وطالب الشيخ محمد الصباح ايران "بالكف عن تعزيز النعرات الطائفية في البحرين واليمن والعراق وسوريا ولبنان وإتباع سياسة رشيدة تسعى للتعايش السلمي وحسن الجوار".

وأضاف ان "دول مجلس التعاون تمثل نموذجا للاعتدال بشكل يمكن معه مواجهة الصور النمطية السلبية عن العرب وثقافتهم ويسهم في تعزيز الانفتاح الثقافي والتسامح الديني وتمكين المرأة من حقوقها وخلق المبادرات ذات الصلة" مؤكدا على مواصلة دول المجلس مواكبة التطورات التقنية وتعزيز دور الشباب والترفع عن الخلافات التي لا تتماشى مع هذا القرن.

وتطرق الى زيادة ظاهرة الشعبوية في كل من أوروبا والولايات المتحدة والتي صاحبت أزمة الهجرة واللاجئين الناتجة عن الحروب والفقر في دول الشرق الأوسط وأفريقيا مشيرا إلى أهمية فهم زيادة تأثير النظام الشعبوي على الأمن الوطني وعواقب ذلك على الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح بأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو انعكاس للفشل في اتخاذ الخيارات الصعبة لأكثر من 60 عاما معتبرا ان عدم ايجاد حل للقضية الفلسطينية يمثل بؤرة للتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة والعديد من الحروب والأزمات حيث لا يشعر الإسرائيليون بالأمن في حين لا يشعر الفلسطينيون بالعدالة وذلك بسبب الافتقار الى ارادة سياسية لاتخاذ الخطوات المطلوبة وإخفاق جميع المبادرات في إيجاد حل وأيضا بسبب جمود في جهود الإدارة الأمريكية السابقة لحل هذا النزاع رغم أن المعالم واضحة وتتمثل باسترجاع الفلسطينيين لحقهم في أرضهم وتوقف إسرائيل عن توسيع مستوطناتها.

وتحدث عن التطورات المتعلقة بسياسة الإدارة الامريكية الجديدة وميلها إلى الانعزالية وكذلك الازمة مع أوروبا وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فرأى أنه يجب الانتظار فترة أطول حتى تتبين ملامح نهج الرئيس الامريكي دونالد ترامب في المنطقة مشيرا إلى ان قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نتجت عن تصويت الغالبية الشعبية وكذلك وصول ترامب معتبرا "اننا نعيش في أوقات صعبة".

وخلص الشيخ الدكتور محمد الصباح في ختام محاضرته الى القول ان عودة اليمين المتطرف في اوروبا ستشكل خطرا وتحديا للامن والاستقرار العالميين اللذين تم تكريسهما بعد الحرب العالمية الثانية.

ويعتبر المؤتمر الذي ينظمه مركز (أنتال يوزيف للمعرفة) حوارا استراتيجيا حول كيفية تأثير التطور التكنولوجي والابتكار على الاقتصادات والمجتمعات والأمن في عالم سريع التغير.

ويعقد هذا المؤتمر تحت رعاية وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الهنغارية وصندوق فيشغراد التنموي الدولي والمؤسسة المشتركة لمجموعة دول فيشغراد وبحضور حشد من كبار المسؤولين والأكاديميين والباحثين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في هنغاريا وكان وزير الخارجية والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو استهل اعمال المؤتمر بكلمة افتتاحية أبرز فيها الدور الذي قامت به هنغاريا ونظرتها الاستشرافية حيال العديد من التحديات الاقليمية والدولية مؤكدا في ذات الوقت ان محرك نمو الاتحاد الاوروبي يتم بتعاون دول اوروبا الوسطى بالاعتماد على الابتكار والتنمية ذلك ان وجود منطقة تنافسية لا يمكن ان يكون فعالا الا من خلال جذب قوي للمزيد من الاستثمارات.

واضاف سيارتو ان مجموعة فيشغراد المكونة من اربع دول في وسط وشرق اوروبا وهي بولندا والمجر والتشيك وسلوفاكيا تحظى بفرص متميزة لتحقيق هذا الهدف باعتبارها دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي.

back to top