خاص

الملك سلمان يبكّر إلى عمّان... ويلتقي السيسي قبل «القمة»

● «الوزاري العربي» يقر البنود بما فيها «التضامن مع لبنان» والعراق طالب مجدداً بإعادة عضوية سورية
● أبوالغيط: التغييرات تقتلع ثوابتنا الجغرافية والديمغرافية
● الصفدي: هناك «توافقات» رغم الاختلاف

نشر في 28-03-2017
آخر تحديث 28-03-2017 | 00:06
نجحت المساعي العربية في تأمين انعقاد لقاء اليوم بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في عمّان قبل يوم من انعقاد القمة العربية، التي ستشهد محاولة لترميم النظام العربي رغم أن الانقسامات لا تزال طاغية.
يبدأ الزعماء العرب اليوم بالتوافد إلى الأردن، وفي مقدمهم سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، للمشاركة في القمة العربية الـ28 التي تلتئم في عمان، بينما وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى العاصمة الأردنية أمس، قبل يومين من القمة، لعقد لقاء مع العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم قبل القمة كما علمت «الجريدة».

وتحدثت مصادر مطلعة عن مساعٍ جدية بذلت خصوصاً من قبل الأردن البلد المضيف في محاولة لإيجاد نواة من الدول العربية المستقرة تفرض حداً أدنى من «النظام العربي» القادر على التعاطي مع الأزمات الكثيرة التي تجتاح العالم العربي، لكن المصادر أشارت إلى أن الانقسامات لا تزال تطغى، وألا أحد يتوقع خروج القمة بقرارات تاريخية، لكن ستكون هناك مواقف واضحة وحاسمة ضد الإرهاب والتطرف، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة، خصوصاً في سورية واليمن وليبيا، الى جانب دعم فلسطين في وجه التطورات الخطيرة التي تحيط بقضيتها.

ولفتت المصادر إلى أن بند إيران سيكون حاضراً وسيصدر عن القمة موقف واضح ضد التدخلات الإيرانية في بعض الدول العربية، مشيرة الى أنه سيكون هناك تحفظات متوقعة من لبنان والعراق وربما غيرهما على القرار الخاص بإيران وربما على فقط على بعض بنوده.

«الوزراء العربي»

إلى ذلك، عقد وزراء خارجية الدول العربية، أمس، بمشاركة الشيخ صباح الخالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت (50 كلم غرب عمان) اجتماعاً تحضيرياً أقروا خلاله بنود القمة ورفعوها للزعماء لإقرارها.

وفي كلمته أمام «الوزاري العربي»، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنه «لا يخفى على أحد منا حالة القلق التي تعتري المواطن العربي الغيور على مصير أمته وهو قلق مشروع في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات مزلزلة وتغييرات متسارعة تقتلع حتى ثوابت الجغرافية والديمغرافية».

ودعا أبوالغيط الدول العربية إلى «العمل بكل سبيل ممكن من أجل تفعيل الحضور العربي في الأزمات الكبرى سواء في سورية أو في البؤر الأخرى للصراعات في اليمن وليبيا، فهذه الأزمات جميعاً تشكل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي».

وأضاف أنه «لايصح في رأي أن يبقى النظام العربي بعيداً عن أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، وأعني بذلك المأساة السورية، لايصح أن ترحل هذه الأزمة الخطيرة إلى الاطراف الدولية والإقليمية يديرونها كيفما شاؤوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم».

وأكد أن «النظام العربي عليه أن يجد السبيل للتدخل الناجع من أجل وقف نزيف الدم في سورية وإنهاء الحرب والتوصل الى تسوية للازمة على أساس بيان جنيف1 وقرار 2254 الصادر عن مجلس الامن وبما يحفظ لسورية وحدتها وتكاملها الإقليمي ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة».

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال أبوالغيط، إن «الاجماع الدولي على حل الدوليتن واضح وراسخ».

الصفدي

من جانبه، قال أيمن الصفدي وزير خارجية الاردن في كلمة بعد تسلم بلاده رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب «نمتلك اليوم، ونحن نجتمع فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات، يمكن أن تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات».

واضاف «صحيح أن بيننا اختلافات في الرؤى والسياسات. لكن تجمعنا أيضا توافقات (...) فنحن نتفق على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين شرط لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين».

وأضاف «ونتفق أن الكارثة السورية جرح يجب أن يتوقف نزيفه عبر حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سورية وتماسكها واستقلالها وسيادتها ونريد حلاً في اليمن وفق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ونسعى لاستعادة السلام في ليبيا وفق حل سياسي يستند إلى اتفاق الصخيرات، ويحقق المصالحة الوطنية».

وسيشارك الموفد الدولي الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا في القمة من أجل إطلاع المسؤولين على آخر مستجدات العملية السياسية في سورية.

العراق ولبنان

وعلمت «الجريدة» أن وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري جدد خلال الاجتماع أمس، دعوة العراق بإعادة عضوية سورية إلى الجامعة العربية.

وكان مشروع قرار عن لبنان أثار جدلاً خلال اجتماع المندوبين الدائمين، إذ تردد أن السعودية والإمارات والبحرين تحفظت على بند يدعم الدولة اللبنانية ضد إسرائيل.وأقر الاجتماع البند الخاص بالتضامن مع لبنان بالإجماع، وهو ما كشف عدم صحة قيام السعودية والبحرين والإمارات بالتحفظ عن هذا البند خلال اجتماعات المندوبين الدائمين في الجامعة العربية الذي عقد بالقاهرة قبل أسابيع.

وتتجه الأنظار الى كلمة الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي يعتبر مقرباً من حزب الله المصنف إرهابياً في السعودية ودول خليجية اخرى.

اجتماع تنسيقي

وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً، شارك فيه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، لتنسيق المواقف حيال مشاريع القرارات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة.

17 بنداً و17 زعيماً

وبحسب وثائق حصلت عليها وكالة «فرانس برس» بعد اجتماعات المندوبين الدائمين، ستبحث القمة 17 بنداً تتناول مجمل القضايا العربية وعلى رأسها «التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية»، إضافة إلى تطورات الأوضاع في القدس وملف الاستيطان.

ويتوقع أن يشارك 17 من قادة الدول في القمة، بينهم، إلى جانب العاهل الأردني عبدالله الثاني، العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وسيغيب عن القمة الرئيس الجزائري «لأسباب صحية».

وتعقد القمة العربية في الأردن للمرة الرابعة بعد قمم 1980 و1987 و2001. وكان يفترض أن تعقد القمة الحالية في اليمن، لكنه في حالة حرب.

وينص ميثاق جامعة الدول العربية على تناوب أعضاء المجلس على الرئاسة حسب الترتيب الأبجدي للدول الأعضاء.

وعقدت آخر قمة عربية في موريتانيا يومي 25 و26 يوليو الماضي بحضور سبعة من قادة الدول الـ22.

اجتماع تنسيقي لوزراء خارجية «الخليجي» و17 زعيماً سيشاركون في القمة
back to top