«عاصفة الحزم» في عامها الثالث... والتمرد يعوق السلام

● هادي: أنقذت المنطقة
● بن دغر: أوقفت الخطر الفارسي
● «كبار العلماء»: تؤيد المصالح العربية
● صالح يحاول لفت الأنظار بالمشاركة في تظاهرة «ميدان السبعين»
● الحوثي: ظنونا سننهار في أسبوع

نشر في 26-03-2017
آخر تحديث 26-03-2017 | 20:35
أنصار الميليشيات الحوثية وصالح يتظاهرون في صنعاء اليوم (أ ف ب)
أنصار الميليشيات الحوثية وصالح يتظاهرون في صنعاء اليوم (أ ف ب)
انقضى اليوم عامان على بدء التحالف العربي، بقيادة السعودية، تدخُّلَه لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد انقلاب الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، وبينما تبدو جهود إحلال السلام شبه متجمدة بسب عناد المتمردين، تظاهر الآلاف من أنصارهم المدعومين من إيران في صنعاء.
مرت أمس الذكرى الثانية لانطلاق عمليات التحالف العربي الداعم لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من القوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، في وقت تبدو مساعي تحقيق السلام ابعد ما تكون عن التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الصراع مع تباهي زعيم التمرد عبدالملك الحوثي باستمرار الحرب في اليمن مدة عامين.

ودخلت حملة التحالف الذي تقوده السعودية عامها الثالث في وقت لا يزال المتمردون الحوثيون يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في البلد الفقير، مؤكدين قدرتهم على مواصلة القتال دون النظر إلى معاناة الشعب اليمني الذي يعيش أزمة إنسانية خانقة مع نقص الإمدادات الدوائية والغذائية.

وبعد سنتين من أولى الضربات في 26 مارس 2015، نظم المتمردون المدعومون من إيران وحلفاؤهم من أنصار الرئيس السابق علي صالح الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، تظاهرة حاشدة في العاصمة شارك فيها مئات الالاف.

وتجمع الحشد الكبير في ميدان السبعين، ورفع المشاركون الذين اتى بعضهم من مناطق أخرى خاضعة لسيطرة المتمردين، أعلام اليمن، ورددوا هتافات مناوئة للسعودية الجارة. وكان صالح قال عشية التظاهرة في خطاب إن «اليمنيين الأحرار سيظلون متمسكين بخيار التصدي والمواجهة».

طائفية ومد فارسي

بدوره، أكد الرئيس هادي أهمية «عاصفة الحزم التي حمت اليمن من الحلول الطائفية وانقذت المنطقة من المد الفارسي».

وقال هادي، في تصريحات صحافية أثناء توجهه إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة في القمة العربية المقررة بعد غدٍ، إن «هناك طلاباً ابتعثهم الحوثي ليتم تحويلهم إلى عملاء لإيران»، مضيفاً أن «الحوثي رفض فكرة سحب الطلبة اليمنيين من مدينة قم الإيرانية».

وأشار الرئيس اليمني إلى أن معركة صنعاء «لم تتأخر»، مؤكداً أن «تعز تم تعطيشها وتجويعها على مرأى ومسمع من العالم نتيجة حصار الميليشات الحوثية الزيدية».

«كبار العلماء»

في هذه الأثناء، أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء السعودية أن اطلاق حملة «عاصفة الحزم كان قرار موفقا تؤيده المصالح العليا للدول العربية التي يعنيها انقاذ اليمن».

بن دغر

في السياق، شدد رئيس الحكومة المعترف بها دولياً، أحمد عبيد بن دغر، أن 85 في المئة من الأراضي اليمنية باتت تحت سيطرة الجيش الموالي لها.

وقال بن دغر إن «عاصفة الحزم استعادت هيبة وأمجاد العروبة مع استشعار الخطر الفارسي الشيعي الذي انتحر وسُحق على جدار عروبة اليمن الأزلي»، لافتاً إلى الدعم الذي قدمته قوات التحالف العربي لتمكين الحكومة الشرعية من تطبيع الأوضاع المعيشية في المناطق المحررة.

إطلالة صالح

وظهر صالح في ميدان السبعين صباح أمس، بين حشود من أنصاره، في سعي من الرئيس السابق إلى لفت الأنظار إليه وتفويت الفرصة على الحوثيين بالتباهي بالحشود التي جمعتها من جميع المحافظات ليكون هو حديث الإعلام بدلا من تلك الحشود.

وشهدت أجواء العاصمة صنعاء صباح أمس تحليقاً مكثفاً لطيران التحالف الذي شن غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديريتي أرحب وبني الحارث شمال العاصمة.

تباهٍ حوثي

من جهته، أكد عبد الملك الحوثي قائد المتمردين استمرار جماعته في القتال، معتبرا أن التحالف العربي يغرق في «الوحل والوهم».

وقال الحوثي: «بعد أن انتظروا انهيارنا في الأسبوع الأول تطورت قدراتنا العسكرية، حصلت أكبر عملية تطهير وتنظيف لليمن»، متوعدا دول التحالف بـ»دفع تكلفة كبيرة» مع دخول المعركة عامها الثالث.

وجاءت تصريحات الحوثي، المتهم بتنفيذ مشروع إيراني يهدف إلى بسط نفوذ طهران في المنطقة العربية، في وقت تعيش بلاده فوضى سياسية وأمنية بعد انقلاب جماعته على السلطة الشرعية وفي وقت تؤكد الأمم المتحدة أن المدنيين هم اكثر من يدفع ثمن استمرار النزاع، فبالإضافة إلى خطر المجاعة، وعمليات القتل ونزوح مئات الآلاف عن منازلهم، توقفت نحو 1640 مدرسة عن التعليم حارمة 1.84 مليون طفل من الدراسة لينضموا إلى نحو 1.6 مليون طفل اخر لا يرتادون المدرسة منذ فترة ما قبل النزاع.

المجلس السياسي

في موازاة ذلك، قال صالح الصماد، رئيس ما يُعرف بالمجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، إن «الوصاية التي يحاول العالم فرضها على اليمن لن تمر».

ونقل تلفزيون «المسيرة» الموالي للانقلابيين، عنه تعليقا على محاولات الحوار وإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، أن «المعتدي لا يمكن أن يرعى حوارا، ورباعية العدوان لن تمر وصايتها على اليمن، فمخرجات الاجتماعات رباعية العدوان لا تعنينا».

وعن دور المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، قال الصماد: «ولد الشيخ لم يقدم شيئا سوى إيهام العالم بأنه على تواصل مع جميع الأطراف».

إعدام وتهكم

وعشية تظاهرة صنعاء، أصدرت محكمة في العاصمة حكما بالإعدام بحق الرئيس هادي بتهمة «الخيانة العظمى».

ودين هادي، بحسب المحكمة التابعة للحوثيين، بجريمة «انتحال صفة رئيس الجمهورية بعد انتهاء فترة ولايته المنسوبة إليه في الفترة الاولى وجريمة التحريض ومساعدة دولة العدوان وحلفائها على جريمة الاعتداء على اراضي الجمهورية، جوا وبرا وبحرا، والمساس باستقلال الجمهورية وسلامة اراضيها». وقضى الحكم بإعدام هادي، المقيم بين الرياض ومدينة عدن في الجنوب اليمني، وست شخصيات يمنية أخرى، بتهمة «الخيانة العظمى وتعريض أمن البلد للخطر والمشاركة في عمليات تحالف العدوان»، كما امرت المحكمة بالحجز على املاكهم واموالهم.

وصدر الحكم عن «المحكمة الجزائية المتخصصة» أمس الأول في إطار «قضية العدوان» الخاصة باتهام شخصيات يمنية بالمشاركة في دعم حملة التحالف العربي.

في غضون ذلك، وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات د. أنور قرقاش، الحكم الذي قضت به محكمة حوثية بإعدام هادي، بأنه «مهزلة، وحكم من فئة المضحك المبكي لقلب الموازين».

«وصاية الرباعية» لا تعنينا وولد الشيخ لم يقدم شيئاً ... صالح الصماد
back to top