خاص

السعداوي لـ الجريدة•: تعيين مُحافِظة واحدة لا يكفي

«السيسي سبق رجال الدين في الطلاق الشفوي... وصلاح حال المرأة بتعديل المنهاج والقوانين»

نشر في 22-03-2017
آخر تحديث 22-03-2017 | 00:03
الكاتبة والروائية المصرية نوال السعداوي
الكاتبة والروائية المصرية نوال السعداوي
اعتبرت الكاتبة والروائية المصرية نوال السعداوي، تعيين امرأة واحدة في منصب المحافظ، أمراً لا يكفي وحده، ليمنح ملايين النساء حقوقهن المشروعة، في عام «المرأة المصرية».
ورأت السعداوي، خلال مقابلة مع «الجريدة»، أن فكر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان أكثر تقدماً وفهماً، لمشكلات الأسرة والطلاق الشفهي من جميع رجال الدين ومنهم رجال الأزهر... وفيما يلي نص الحوار:
* أطلق الرئيس على العام الحالي اسم «عام المرأة» وعيَّن امرأة «محافظة»... فهل هذا يكفي؟

- لا يكفي طبعاً تعيين المرأة محافظة أو رئيسة وزراء، أو حتى رئيسة جمهورية، لينصلح حال المرأة، الأهم تعديل مناهج التعليم العام والديني، وتعديل القوانين العامة والخاصة لتحقيق المساواة الكاملة بين النساء والرجال، وتجديد الإعلام والفكر الديني والثقافي والطبقي والأخلاقي، لتصبح المرأة إنسانة كاملة العقل والجسم والروح في الدولة والأسرة والمجتمع، ويتم القضاء على «النظام الطبقي الأبوي».

* هناك قائمة طويلة من القوانين الخاصة بحقوق النساء معلقة من وجهة نظرك، ما أهم القوانين والتشريعات التي يجب الإسراع في إصدارها خلال عام المرأة؟

- قانون «الأسرة المصرية» هو القانون الأول الذي يجب تغييره جذرياً، وإصدار قانون جديد للأسرة يكون مدنياً موحداً، يسري على الجميع، بصرف النظر عن اختلاف الجنس أو الدين أو الطائفة، وهو القانون الذي طالبت به منذ نصف قرن، وكان يمكن أن يقضي على الفتن الطائفية في مصر، لكن الحكومات المتعاقبة تعاونت مع «الإسلام السياسي»، و»الاستعمار الرأسمالي» الخارجي، لضرب حقوق النساء والفقراء، ولهذا قامت ثورة يناير 2011 ، وثورة 30 يونيو 2013 ، ضد حكم مبارك والحكم الإسلامي معاً، ولايزال الصراع دائراً، وأنا أقول لك: لقد تم أخيراً تقديم مشروع هذا القانون الجديد إلى رئيس البرلمان، بالتزامن مع يوم المرأة المصرية 16 الجاري، من خلال وفد من الشباب والشابات من أعضاء وعضوات «مركز نوال السعداوي».

* قانون الأحوال الشخصية، هو الأكثر جدلاً من حيث تعديله... لماذا؟

- لأن الأب والزوج المصري يتمتعان بسلطة مُطلقة مُستبدة، شرعية وقانونية وأخلاقية، على الزوجة والأطفال، فهو يطلق زوجته شفهياً كما يشاء، ويتزوج أكثر من مرة، وله حق النسب وحده، وقد ينكر نسب طفله إليه، لمجرد عقاب زوجته أو طليقته، للأسف هناك من الأزواج مَن يستغل عدم تجديد الشرع الإسلامي، لضرب حقوق الزوجات.

* البرلمان المصري لا يخصص لجنة لـ»شؤون المرأة» بحجة عدم التمييز، على الرغم من وجود وزارة للمرأة في المغرب؟

- النساء في مصر ضُربت حقوقهن، منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات في السبعينيات من القرن العشرين، وتصاعد قوى التيارات الإسلامية الإرهابية وتخلف قانون الأسرة المصرية عن أغلب القوانين في البلاد العربية وفي العالم كله.

* كيف رأيت الجدل الذي دار بعد تصريحات الرئيس حول تقنين «الطلاق الشفهي» لضمان حقوق النساء؟

- كان فكر الرئيس السيسي أكثر تقدماً وفهماً، لمشكلات الأسرة والطلاق الشفهي من جميع رجال الدين ومنهم رجال الأزهر، لذلك أرى أنها بذرة تمتاز بالفكر الحداثي لوضع مشروع قانون يقنن الطلاق الشفهي، لكن للأسف دور الأزهر مازال سلبياً فيما يخص حقوق النساء والأطفال.

* نريد أن نعرف ما سبب انسحابك، أخيراً، من مؤتمر «شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية»، وأنت رئيس شرف المهرجان؟

- كان مسؤولو المهرجان زاروني في بيتي، وقدموا لي الدعوة لأكون رئيس شرف المهرجان، وألقي كلمة قصيرة في حفل الافتتاح، ولكن بعد سفري إلى شرم علمت أن البرنامج قد تغيَّر، وأن كلمتي حُذفت، ولم يتصل بي أحد من المسؤولين ليشرح لي الموقف، فلم أذهب إلى حفل الافتتاح، بل غادرت شرم الشيخ إلى مدينة برشلونة، حيث كنت مدعوة هناك يوم 8 مارس في عيد «المرأة العالمي»، لألقي كلمة.

back to top