إيران تعاقب معتقلي «الأربعاء» بجمع القمامة

السلطات السعودية تعلن مشاركة الإيرانيين في موسم الحج المقبل

نشر في 18-03-2017
آخر تحديث 18-03-2017 | 00:17
المحكوم عليهم ينظفون شوارع مشهد أمس الأول (إرنا)
المحكوم عليهم ينظفون شوارع مشهد أمس الأول (إرنا)
في قرار هو الأول من نوعه، حكم رئيس محكمة مدينة مشهد بمحافظة خراسان المركزية الإيرانية على 85 معتقلاً، على خلفية حوادث "الأربعاء الأحمر"، بتنظيف المدينة، وجمع القمامة بدلاً من عمال البلدية، حتى نهاية عطلة العام الفارسي (النيروز).

وبحسب قرار القاضي، فإن هؤلاء سيعتقلون سنوياً، على مدى خمسة أعوام، قبل "الأربعاء الأحمر" بأسبوع، لتنظيف المدينة وجمع القمامة مدة شهر، عقاباً لهم على تعكيرهم أجواء المدينة وهدر الأموال العامة.

ويكلف الحكم مشرفي البلدية تأييد عمل هؤلاء كل يوم، وإلا فنظير كل يوم لا يقبله مشرفو البلدية ستتم إضافة يومين بدلاً منه على الحكم.

اقرأ أيضا

و"الأربعاء الأحمر" هو آخر يوم أربعاء في العام الفارسي، يحتفل فيه الإيرانيون بإشعال النار والقفز عليها اعتقاداً منهم أنهم يدفعون بذلك آفات العام السابق، حسب تقاليد فارسية قديمة، وعادة ما كان الإيرانيون يلهون بالمفرقعات والألعاب النارية في هذه المناسبة، ولكن بعد الثورة اعتبر المحافظون أن هذه مناسبة غير إسلامية، وحاولوا منعها، مما أدى إلى تحولها إلى تحدٍّ بين النظام والقوميين.

وبسبب منع الحكومة بيع المفرقعات والألعاب النارية في المحال، بدأ كثير من الإيرانيين صناعة هذه المواد داخل البيوت، وأدى خروجها عن المعايير المعتادة أو التهريب في السنوات الأخيرة إلى إحداث حرائق متعددة في أنحاء البلاد.

وقبل مراسم هذا العام، احترق منزل في مدينة أردبيل، وقُتل ثمانية من عائلة واحدة، أثناء قيامهم مع أصدقائهم بتركيب مواد متفجرة في قبو المنزل.

وما زاد الطين بلة، قيام الكثير من الشبان بشرب الخمر وتعاطي المخدرات، مما أدى إلى خروجهم عن حالاتهم العادية خلال المراسم، ومهاجمة المارة والسيارات والمحال التجارية بمفرقعاتهم، مما ترتب عليه هذا العام إصابة نحو خمسة آلاف إيراني بجروح، واندلاع حرائق توفي فيها 25.

وفي الآونة الأخيرة، تراجعت الحكومة عن محاولتها منع هذه المناسبة، وتحولت إلى محاولة ضبط الأمن والسيطرة على الأحداث التي تحصل، واعتقال جميع الذين يقومون بتصرفات خارجة عن الإطار العام، أو يخربون الأموال العامة. وفي هذا السياق، يتم اعتقال نحو ألفي شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً كل عام، ويحجزون حتى نهاية عطلة رأس السنة الإيرانية التي تصل إلى 25 يوماً.

وإثر قرار رئيس محكمة مشهد، طالب بعض النواب وأعضاء مجالس البلدية في كثير من المدن رؤساء محاكم أخرى في البلاد باتخاذ إجراءات مشابهة تجاه المعتقلين، آملين أن تحد مثل هذه القرارات خروج الشباب عن التصرفات العادية في هذه المناسبة.

وفي خطوة من شأنها تلطيف الأجواء المتوترة بين السعودية وإيران في عدة ملفات، أعلنت الرياض أمس أن الحجاج الإيرانيين سيشاركون في موسم الحج المقبل، بعد عدم تمكنهم من أداء الفريضة العام الماضي إثر امتناع طهران عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات قدوم حجاجها.

back to top