خرافة البروفين للوقاية من الزهايمر

نشر في 17-03-2017
آخر تحديث 17-03-2017 | 00:06
 د. روضة كريز يعتبر الزهايمر من الأمراض المخيفة في هذا العصر، ويعمل كشبح يداهم خيالات ما بعد الأربعين، بالخوف من الخرف قريبا، ونسيان اللحظات الجميلة والذكريات السعيدة مع الأحباب، كما أصبح الكثير من الأطباء يتنافسون في أبحاث ضد هذا المرض خوفا من أن يصيبهم هم أنفسهم.

غير أنه منذ 2008 انتشرت الأبحاث حول هذا الموضوع وإعطاء البروفين لفترة طويلة كمسكن أو عقار وقائي من أعراض الزهايمر وبجرعات قليلة، ووجدوا أنه يعمل على تقليل خطر الإصابة بالشلل الرعاشي، وتأخير الإصابة به، وانتشر الخبر بين المثقفين ويحاولون إقناعنا بأهمية هذا الموضوع!

ولكن الحمد لله لقد ظهر كثير من الباحثين ليكون لهم رأي مثلنا بعدم نشر هذه الفكرة! ووضع خطورة ومضاعفات دواء البروفين على المدى البعيد بعين الاعتبار، خصوصاً عند من يستعمل الأدوية المدرة للبول وعلاجات الضغط مثل عائلة كابتوبريل أو سارتان أو أدوية ستيرويد، وذلك عن إمكانية زيادة فرص الإصابة بالنوبات القلبية عند الأشخاص الذين يتناولون عقار البروفين لفترات طويلة، أو المسكنات للآلام المزمنة من غير الستيرويدية والخافضة للحرارة كالفولتارين أو نابروكسين أو السلبريكس، وذلك لما لها من تأثير جانبي، ويمكن أن تزيد من نزيف المعدة أو سيولة الدم، خصوصاً عند مرضى قرحة المعدة والإثني عشر.

ولابد من الانتباه لذلك عند استعمال الأدوية المسيلة للدم معهم كالوارفارين والبلافيكس وغيرهما عند مرضى القلب، غير أن هذه المسكنات لم تظهر أي نتائج بأن لها تأثيرا على الوقاية من الزهايمر.

إن مضاعفات استعمال دواء البروفين أو ما يسمى أدفيل أو بأسمائه المختلفة تجاريا هي كثيرة عند العامة، ومنها الشعور بالغثيان، والقيء، وانتفاخ البطن، والصداع، والدوار، والنعاس وعسر الهضم والإمساك، وبطء في نبضات القلب، عند الاستمرار في استعماله لفترات طويلة، كما يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، إذا أخذ مباشرة بعد الأكل! كما أنه لا يسمح باستعمال عقار البروفين عند الأطفال تحت سن عامين منعا لحدوث نوبات تحسسية أشبه بنوبات الربو.

ولا ينصح بشرب الدواء مع الحليب بدل الماء أو مع مضادات الحموضة الغنية بالكالسيوم، لما يسببه من اضطرابات وآلام في المعدة، كما أن الفواكه البحرية الغنية باليود قد تؤدي إلى تسمم معوي مع البروفين، إذا أخذ المسكن بعد وجبة غنية بذلك، وننصح أيضا بتفادي خلط الأدوية والمسكنات عند بلعها، وأخذ الحيطة في أن تكون بعد الوجبة بساعتين منعا للتفاعل العكسي، إن لم يكن قبل الأكل بساعة أو حسب إرشادات الطبيب المعالج.

* باحثة في سموم الأدوية ومعالجة بالتغذية

back to top