سيناء: مقتل 4 شرطيين وإصابة 7... والقلق يجتاح العريش

• إصابة مواطن في انفجار بحي الزيتون
• أزمة الخبز إلى حل
• مصر تتفاوض لشراء كاسحات ألغام

نشر في 11-03-2017
آخر تحديث 11-03-2017 | 00:04
مسن مصري يشتري الخبز من نقطة بيع في القاهرة أمس الأول (رويترز)
مسن مصري يشتري الخبز من نقطة بيع في القاهرة أمس الأول (رويترز)
خيمت أجواء أمنية مشددة على شمالي سيناء أمس، بعد توالي عمليات استهداف عناصر أمنية عن طريق العبوات الناسفة، إذ قتل ضابطان وأصيب أربعة، أمس الأول، في جريمة جاءت بعد 24 ساعة من مقتل مفتش الأمن العام الأربعاء الماضي، في حين علمت «الجريدة»، أن القاهرة تتفاوض حالياً لشراء كاسحات ألغام من فرنسا والإمارات.
استنفار أمني وحملات موسعة كانت المشهد الأبرز في سيناء المصرية أمس، مع توالي عمليات استهداف عناصر أمنية باستخدام عبوات ناسفة، إذ بعد 24 ساعة من مقتل مفتش الأمن العام في انفجار ناسفة بسيناء، قالت وزارة الداخلية، إن ضابطين قتلا وأصيب أربعة آخرون في انفجار وقع مساء أمس الأول، بمدينة العريش أكبر مدن محافظة شمالي سيناء، وتشهد الأخيرة أحداثاً متصاعدة في الأسابيع الأخيرة، شملت نزوحاً لمئات الأقباط هرباً من تهديدات داعش لهم بالقتل، فضلاً عن توالي المواجهات بين القوات المصرية والعناصر الإرهابية المسلحة.

وقالت وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إنه "أثناء مرور (قول) أمني لملاحظة الحالة الأمنية بدائرة قسم ثالث العريش، لوحظ قيام بعض العناصر الإرهابية بزرع عبوة ناسفة على جانب الطريق، وعلى الفور تم التعامل معهم وتبادل إطلاق النيران، حيث لقي أحدهم مصرعه وعثر بجوار جثته على حزام ناسف، تم التعامل معه وإبطاله، بينما لاذ الآخرون بالفرار".

وتابع بيان الداخلية: "أثناء التعامل انفجرت تلك العبوة الناسفة مما أسفر عن استشهاد كل من المقدم فتحي قدري محمد، والنقيب أحمد بهاء الدين الهواري، من قوة قطاع الأمن المركزي"، فضلاً عن إصابة أربعة ضباط آخرين، فيما تم نقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج، وتم فرض (كردون) أمني وتمشيط المنطقة.

وقال مصدر أمني، إن الدلائل الأولى تذهب إلى أن عناصر من تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي أعلن مبايعته لتنظيم "داعش" الإرهابي، تقف خلف الحادث.

في السياق، قتل مجندان من قوات الشرطة، فيما أصيب اثنان آخران، ومسعف، خلال تبادل لإطلاق النيران بين قوات الشرطة، وعناصر تكفيرية بشارع البحر بمدينة العريش مساء أمس الأول، إذ رصدت قوات الشرطة عنصراً تكفيرياً خلال زرع عبوة ناسفة قرب كمين أمني للشرطة في شارع البحر بالعريش، وأثناء محاولة ضبطه انفجرت العبوة الناسفة، أعقبها تبادل لإطلاق النيران بين العناصر التكفيرية وقوات الشرطة، مما أسفر عن مقتل المجندين وإصابة اثنين آخرين ومسعف بطلقات نارية، بجانب مقتل وإصابة عدد من العناصر التكفيرية.

استنفار وقلق

وقال شهود عيان لـ"الجريدة"، إن حالة من القلق انتابت أهالي مدينة العريش مع توالي الانفجارات وسقوط قتلى ومصابين، وأكدوا أن شوارع المدينة باتت تحت الرقابة الدائمة للقوات بعدما تم وضع ارتكازات أمنية في عدد إضافي من الشوارع، فضلاً عن تلك الموجودة في الميادين والشوراع الرئيسية، وتم استخدام الكلاب البوليسية لتمشيط الشوارع والسيارات، وأن قوات الأمن طالبت الأهالي بعدم ترك أكياس القمامة بجوار الطرق لئلا تستغلها العناصر الإرهابية لوضع العبوات الناسفة.

وكشف مصدر أمني لـ"الجريدة"، أن توجيهات أمنية صدرت باتخاذ أقصى درجات الحيطة والاستنفار مع تزايد عمليات زرع العبوات الناسفة خلال الأيام الأخيرة على طريق القوات في مدن شمال سيناء. وأفاد بأنه تم الدفع بأجهزة إضافية للكشف عن العبوات والمتفجرات الناسفة، قبل استهدافها لقوات الأمن، خصوصاً أن المحافظة شهدت ثلاث وقائع استهداف عبر استخدام العبوات الناسفة.

في السياق، أكد مصدر مطلع أن مصر تتفاوض مع الإمارات وفرنسا للحصول على مدرعات وكاسحات ضد الألغام، لمواجهة تزايد استهداف قوات الجيش والشرطة في سيناء، وأن المفاوضات جارية مع أطراف أخرى لشراء معدات جديدة للكشف عن العبوات الناسفة لضمان تأمين تحركات القوات في شبه الجزيرة المصرية.

عبوة الزيتون

في سياق قريب، انتقلت موجة العبوات الناسفة من سيناء إلى القاهرة، إذ وقع انفجار محدود في مكتب للتأمينات والمعاشات بميدان ابن سندر بحي الزيتون، شرقي القاهرة، أمس الأول، مما أسفر عن إصابة أحد العاملين بالمكتب، وقال مصدر، إن مديرية أمن القاهرة تلقت بلاغاً بوقوع الانفجار، وتبين من التحقيقات الأولية أن منفذ العملية المجهول كان يهدف من ورائها إلى ترويع المواطنين، خصوصاً أن

معظم رواد المكتب من المسنين.

وعن توالي التفجيرات في الأونة الأخيرة، رأى مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد صادق، أن العمليات الأخيرة تؤكد أن معركة مصر مع الإرهاب لاتزال مستمرة ولم تنته، مضيفاً لـ"الجريدة": "الهجمات ستتواصل طالما استمر الدعم اللوجستي من دول خارجية للعناصر الإرهابية في الداخل، بهدف زعزعة استقرار مصر، والإضرار بأمنها القومي"، متوقعاً أن تنجح القوات المصرية في إفشال هذه المخططات.

النازحون الأقباط

في الأثناء، كشف راعي كنيسة الأنبا بيشوي بالإسماعيلية القمص يوسف شكري، لـ"الجريدة"، أن وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، ستسلم اليوم (السبت) 48 وحدة سكنية إلى عدد من الأسر القبطية النازحة من شمال سيناء، كدفعة أولى، وأشار إلى أن الأسر القبطية تقيم حالياً في بيوت الشباب، منذ أن بدأت النزوح قبل نحو أسبوعين.

وأضاف شكري: "الكنيسة تساعد الوزارة في الانتهاء من تجهيز الوحدات السكنية وفرشها، بتوفير بعض الأشياء العينية، من أجل الانتهاء من هذا الملف سريعاً، والعمل على استعادة الأسر نمط حياتها الطبيعي مرة أخرى"، وكانت 160 أسرة مسيحية قد نزحت من سيناء على مدار الأسبوعين الماضيين هرباً من استهداف تنظيم "داعش" لها.

احتواء الأزمة

وفي إطار جهود الحكومة لاحتواء أزمة نقص الخبز في عدد من المحافظات، التي دفعت مواطنين للتظاهر الثلاثاء الماضي، قال مصدر بوزارة التموين، إن وزير التموين علي مصيلحي قرر زيادة حصص خبز الكروت الذهبية لمحافظة الإسكندرية إلى 2000 رغيف يومياً بدلاً من 500 رغيف، بعد دراسة احتياجات المدينة الساحلية.

وقال رئيس شعبة المخابر بالاتحاد العام للغرف التجارية عبدالله غراب، إن مشكلة نقص رغيف العيش بدأت منذ سنوات طويلة وجرت محاولات لحلها، حتى تم تطبيق الكارت الذكي للحصول على الرغيف المدعم، لأن هذا الخبز كان يستخدم في إطعام الحيوانات وصناعة علف الأسماك فكان الدعم يشهد هدراً كبيراً، مشدداً على أن تطبيق الكارت الذكي ساهم في القضاء على هذه الممارسات.

وطمأن المواطنين بأن الدولة حريصة على توفير الخبز بصورة مستمرة، متوقعاً انتهاء الأزمة نهائياً خلال الفترة المقبلة.

48 وحدة سكنية للأقباط النازحين من سيناء
back to top