التفاؤل... اكتشفوا قوته الحقيقية

نشر في 11-03-2017
آخر تحديث 11-03-2017 | 00:02
No Image Caption
نسمع جميعاً عن منافع التفاؤل، وتثبت أحدث البحوث أن الأشخاص المتفائلين بطبيعتهم يتعافون من الأمراض بسرعة ويتمتعون بمناعة قوية ويعيشون أكثر من غيرهم لأنهم يجيدون التعامل مع الضغط النفسي. لكن لا يكون التفاؤل في محلّه أحياناً.
تعلق في ازدحام سير أحياناً أو تفسد قميصك المفضل أو تتأخر على موعدك... في هذه المواقف يستحيل أن تحافظ على إيجابيتك. سيكون التفاؤل في هذه الحالة مزيفاً وسينعكس سلباً على صحتك. لذا يجب أن تسعى إلى تطوير تفاؤل واقعي، ما يعني الاقتناع بأنك ستتجاوز معظم التحديات عن طريق التفاني والاجتهاد.

يجيد الأشخاص الذين يطوّرون هذا التفاؤل الواقعي استعمال توقعاتهم الإيجابية لبلوغ أهدافهم وزيادة سعادتهم وتحسين صحتهم وتحقيق النجاح أكثر من غيرهم. تشير الدراسات إلى أن 30% من حالات التفاؤل تكون وراثية بينما ترتبط الحالات المتبقية بأسلوب التربية وتجارب الحياة، ما يعني أنك تستطيع اكتساب هذه الميزة!

حدّد أهدافك

لزيادة مستوى التفاؤل الواقعي في حياتك، تقضي أسهل طريقة بالتخطيط لحوادث معينة واستباق المستقبل. قد تكون تلك الخطط بسيطة وتقتصر على التسجل في حصة رياضية خلال عطلة نهاية الأسبوع أو تنظيم حفلة مع الأصدقاء.

لكن تكون المشاريع الكبرى مهمة أيضاً: خطّط للعطلة في السنة اللاحقة أو حاول تحقيق هدف طويل الأمد على مستوى الرشاقة. يجب أن تتطلع دوماً إلى هدف معين لتحسين مزاجك وتقوية حوافزك والنهوض من الانتكاسات. تخيّل أنك تستمتع بالإنجاز الذي تحققه أيضاً. من خلال تكوين صورة عقلية واضحة عن تجربتك، ستكثّف جهودك لبلوغ هدفك.

ضع خططاً احتياطية

يصرّ الشخص المتفائل على تحقيق أهدافه. لكن إذا بدا الهدف مستحيلاً، يوقف هذا الشخص جهوده بوتيرة أسرع من المتشائم ويتجاوز هذه التجربة بأقل أضرار ممكنة. يتوقّع المتفائلون وقوع حوادث إيجابية مستقبلاً، لكنهم لا يترددون في تغيير أهدافهم الأصلية حين يدركون أن أفكارهم غير واقعية.

كي تضمن النجاح، ضع خيارات بديلة منذ البداية. بدل التركيز مثلاً على تحقيق هدف واحد، حدّد أهدافاً متعددة. يعكس أول هدف الإنجاز المثالي الذي تتوق إليه لكن سترضيك الأهداف الأخرى التي تحددها ولو بدرجة أقل. إذا اتّضح لك في منتصف الطريق أن الهدف الأول لن يتحقق، سيسهل عليك بلوغ الأهداف الثانوية.

ابحث عن الفرص

بدل أن تعتبر العوائق كافة نعمة مقنّعة، تقبّل الواقع لكن تذكّر أن الوضع الصعب مؤقّت وأن الأمور ستتحسّن قريباً. إذا كنت تتوقع حصول حدث بطريقة تضمن مصلحتك، ستبذل قصارى جهدك لضمان حصوله حتى لو واجهت بعض العوائق.

إذا منعتك إصابة من الذهاب إلى النادي الرياضي طوال أسابيع مثلاً، غيّر أهدافك المرتبطة بهذا النشاط. يميل الشخص المتشائم في هذه الحالة إلى الاستسلام في مرحلة معيّنة بينما يتذكر المتفائل دوماً أنه سيحقق هدفه لكن في مرحلة لاحقة، ثم يحدد ما يستطيع فعله لتجاوز المشكلة (استشارة اختصاصي، تلقي علاج فيزيائي، ممارسة تمارين خفيفة مثل السباحة...).

باختصار، يتمتع المتفائل بعقلية متطورة تتطلع إلى التقدم وتحقيق النجاح المستقبلي في الظروف كافة.

back to top