زينة مكي: محظوظة بما حققت في مصر وسعيدة بـ«اختيار إجباري»

نشر في 06-03-2017
آخر تحديث 06-03-2017 | 00:00
تفيض جعبة الممثلة اللبنانية زينة مكي بالمسلسلات اللبنانية والسورية والمصرية. تطلّ راهناً في الدراما اللبنانية «الشقيقتان» (تأليف كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج «إيغل فيلمز». يُعرض عبر محطة LBCI اللبنانية)، وتشارك مصرياً في مسلسل «اختيار إجباري» (تأليف حازم متولي، وإخراج مجدي السميرة. يُعرض عبر قناة DMC). كذلك تحضر في الدراما السورية - اللبنانية المشتركة «مذكرات عشيقة سابقة (تأليف نور الشيشكلي، وإخراج هشام شربتجي، وإنتاج Mars Media Production) إضافة إلى تصوير مسلسل رمضاني عربي هو «تشويش» للمخرج سليم الترك.
عن مجمل أعمالها تحدّثت إلى «الجريدة» في هذا الحوار:
أعمالك الدرامية كثيرة، أخبرينا عنها؟

أؤدي دور «شادية» في مسلسل «الشقيقتان»، وهو دور جديد مفاجئ لي وللجمهور. على عكس ما يعتقد بعضهم، لم يكن تحضيره صعباً ولم يستوجب جهداً كبيراً لأن الشخصية سلسة لم تتطلّب سوى فهم ماهية حالتها النفسية لتقمصها وتجسيدها.

ألم تخشي ردود فعل الجمهور تجاه تقديم شخصية فتاة أنانية وسارقة على عكس أدوارك السابقة؟

انتظرت طويلاً أن يعرض عليّ منتج أو مخرج شخصية مختلفة جداً عن أدواري السابقة لأنني رغبت دائماً في تقديم دورٍ مستفزٍّ. صحيح أن بعض الناس يخلط بين الشخصية التمثيلية وبين شخصية الممثل الحقيقية، إنما أعتبر أن كره الجمهور لـ«شادية» دليل على نجاحي في تجسيدها، ما منحني رضىً شخصياً.

لكنها لا تمتّ إلى أخلاقياتك بصلة وبعيدة جداً عن نظرتك إلى الحياة والعائلة.

طبعاً. امتدّت فترة التصوير طيلة فصل الصيف وخلال هذه المدّة عشت الشخصية بتفاصيلها، لذا تضايقت جداً عند أداء بعض المشاهد، وكنت أتساءل كيف يمكن أن تقوم بهذه التصرّفات؟ فشكلت تحدياً كبيراً بالنسبة إليّ.

تؤدين دور ابنة الممثلة المخضرمة رولا حمادة. كيف تصفين هذه الثنائية؟

بنينا علاقة متينة قبل بدء التصوير لنتعارف أكثر ونتقرّب من بعضنا بعضاً، ما انعكس أداءً حقيقياً في المسلسل. احتضنتنا رولا حمادة أنا وزملائي أثناء التصوير كأننا فعلاً أبناؤها فأعطتنا التوجيهات اللازمة في الأداء لمساعدتنا وإرشادنا.

«اختيار إجباري»

أي دور تؤدين في مسلسل «اختيار إجباري»؟

صحيح أن دوري ليس بطولة أساسية لكنه ليس إسقاطاً أيضاً، بل مبرر ضمن سياق الأحداث، حيث أؤدي دور لبنانية تُدعى «لانا» تعيش في دبي، مرتبطة بشاب مصري هو كريم فهمي الذي يحاول إقناع والدته بقبول ارتباطه بامرأة لبنانية، فنكتشف من خلال المسلسل نظرة المجتمع المصري إلينا.

هل استطعت من خلاله تحقيق انتشار معيّن لدى الجمهور المصري؟

لم أتصوّر أنني سأحقق الانتشار سريعاً هناك حيث بات الجمهور المصري يناديني باسم «لانا» حين نلتقي في الأماكن العامة. للأسف، ثمة نظرة خاطئة إلى المرأة اللبنانية عموماً والممثلة اللبنانية خصوصاً، وقال لي بعضهم: «لما قالولنا بنت لبنانية جايه افتكرنا حاجة تانية خالص». هم يظنون أننا كلنا مصطنعات وسطحيات ومشهورات بجراحات التجميل والإغراء. لذا شعرت بمسؤولية تجاه تغيير هذه الصورة المسبقة عنّا. وأدّت شركة الإنتاج دوراً في إظهار حقيقة المرأة اللبنانية من خلال شخصيتي، وهذا سبب اختياري الدور في الأساس.

أي شخصيّة ستكونين في «مذكرات عشيقة سابقة»؟

أصوّر شخصية «سارة» زوجة مصفّف شعر (طوني عيسى) يخونها مع فنانة مشهورة (نيكول سابا)، ولما كانت أماً لطفلٍ مريضٍ فتسكت عن خيانة زوجها مع مصدر رزقهما، لتعيش صراعاً بين عزّة النفس والحاجة إلى هذا المصدر المادي لعلاج الطفل. فنرى ضعفها وانكسارها حينما تكون منطوية على ذاتها، وقوّتها حينما تكون في المجتمع. إنه دور متعب نفسيّاً وأحد أجمل الأدوار التي أديتها.

الانتشار في مصر

ماذا عن مسلسل «تشويش»؟

كان يُفترض تصويره كفيلم سينمائي إنما تحوّل إلى مسلسل رمضاني تقتصر مدة الحلقة منه على 10 دقائق صوّرت بتقنية سينمائية.

كيف حققّت الدخول سريعاً إلى الدراما المصرية؟

أعتبر أنني محظوظة جداً بما حقّقت، إذ لم يخطر في بالي يوماً أنني سأصل بسرعة إلى هناك. شعرت بخوف ومسؤولية كبيرة لأن الجمهور المصري صعب جداً وهو يراقب وينتقد بشدّة من دون مسايرة. كانت شركة الإنتاج «أروما» تبحث عن ممثلة أعمالها الدرامية معدودة، وشكلها الخارجي حقيقي وطبيعي، لأداء دور الفتاة اللبنانية في «اختيار إجباري»، وكنت أنا.

كيف تصفين هذه التجربة؟

حينما عملت هناك، فهمت سبب اعتبار مصر منبع السينما ونجومها. ما يميّز الدراما هناك هو خصوصية كل فرد في فريق العمل، أي أن كلاً منهم يعرف جيّداً المهام الموكلة إليه ولا يتعدّى على مهام غيره. فللممثل خصوصيته في قراءة النص والإضافة إليه والارتجال. كذلك تقنية التصوير مختلفة، إذ يستخدمون ثلاث كاميرات من مواقع عدّة ليتمكن الممثل من التحرّك بحرية أكثر. بُهرت صراحة بهذه التجربة الجميلة وفوجئت.

تجسّدين دور فتاة لبنانية في عمل محلي مصري، ما أهمية ذلك بالنسبة إليك شخصياً؟

شعرت بأنني أمثّل وطني في عمل مصري صرف خصوصاً أنني أجسّد دور فتاة لبنانية تحاول عبر إبراز عادات وتقاليد بلادها توضيح النظرة الخاطئة تجاه المرأة اللبنانية. من جهة أخرى، قلقت لناحية تمسّك الجمهور المصري ببعضه البعض ورفضه الدخلاء، لكنني عندما لمست محبته تجاهي وتقبّله حضوري في عمل مصري، فرحت كثيراً.

تؤمن الدراما المصرية انتشاراً واسعاً واستقراراً مادياً أيضاً، فهل يمكن أن تتخلي عن الأعمال اللبنانية المحلية لاحقاً؟

أبداً. أنا انتقائية ولن أتغير. سأختار دائماً النص الأفضل والدور المقنع الذي يستفزّني بغض النظر عن هوية العمل، والدليل على ذلك قبولي دور»شادية» المتواضع في «الشقيقتان»، قبل تعديل حجمه لاحقاً، ذلك لأنه يشكّل إضافة إلى مسيرتي. صحيح أنني أرغب في زيارات كثيرة إلى مصر وفي مشاركات كثيفة في الدراما المصرية لكنني لن أغيّر قناعاتي.

ما يعني أن قبولك الأعمال العربية لم يهدف إلى الانتشار.

أبداً. أعمالي الدرامية قليلة لأنني أسعى إلى الأفضل رغم تلقي عدد من العروض. حينما قرأت نص «الشقيقتان» واطلعت على ماهية دوري وحجمه وممن يتكوّن فريق العمل، اخترت المشاركة فيه وكان الخيار موفقاً. كذلك عندما اطلعت على «مذكرات عشيقة سابقة» و«اختيار إجباري»، لاحظت التنوّع ونوعيّة الدورين المعروضين عليّ.

لماذا لم تشاركي حتى الآن في الإنتاجات العربية المشتركة في لبنان؟

منذ انطلاقتي المهنية قررت ألا أقبل سوى الدور الذي يعجبني، لذا لم أشارك في أي من هذه الإنتاجات لأنني لم أحب النصوص التي قرأتها. راهناً قرأت بعض النصوص الجميلة جداً، لذا أنا حائرة في الاختيار في ما بينها. إلا أنني سأركّز على الأدوار المختلفة عن بعضها بعضاً لئلا أكرر نفسي، وتلك التي تُعرض في تواقيت مختلفة ولجمهور مختلف.

ثنائية ومواجهة

هل أحببت الثنائية مع كريم فهمي؟

جداً. يتمتع فهمي بكاريزما جميلة شبيهة بكاريزما الممثل رشدي أباظة، وهو فنان متواضع ومعطاء وعفوي، متمكّن في الارتجال كونه كاتباً فوجدت نفسي منسجمة معه أتبعه أثناء التصوير من دون ضياع أو تشتّت أفكار.

تواجهت أداءً مع الفنانة نيكول سابا.

نعم، تواجهنا بعداء، كونها تؤدي دور عشيقة زوجي، فلم نلتق سوى من خلال دوريْنا من دون أن يتسنى لنا التعارف شخصياً. أوّد الإشارة إلى أننا أحياناً نأخذ فكرة مسبقة عن الناس، فإمّا أن تتأكد نظرتنا أو نكتشف صورة معاكسة. بالنسبة إلى نيكول، اكتشفت أنها فنانة تحضّر جيداً لدورها وتؤديه بإحساس كبير وتعيشه بتفاصيله، ففوجئت إيجاباً بطريقة عملها.

أي خبرة اكتسبت من خلال التعاون مع منتجين ومخرجين وكتّاب من هويات مختلفة؟

اكتسبت خبرة واسعة من خلال المشاركة مع فرق عمل من مصر وسورية وتونس ولبنان، حيث تختلف طريقة العمل ومدرسة الإخراج والتنفيذ والتصوير وطريقة التعاطي مع الممثلين الذين يقرأون نصوصهم ويحضّرونها بطريقة مختلفة طبعاً، ما جعلني أتعلّم كيفية التأقلم مع أي فريق عمل عربي في المستقبل.

مبدأ وجمال

تُعرض أعمالك عبر شاشات عربية ما يجعلك مغيّبة لبنانياً.

صحيح، إنما قبولي أو رفضي هذه الأعمال لا يأتي على حساب المحليات لأن مبدأي في هذا المجال هو نفسه لا يتغيّر. لكنني أحاول من خلال صفحاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي إطلاع الجمهور على أعمالي.

ما رأيك في اللواتي يتكلن على جمالهنّ الخارجي بدل الأداء والتخصص لاكتساب إعجاب الجمهور؟

إنه أمر مستفزّ إنما لا يصحّ إلا الصحيح لأن الجمهور ذكي ويميّز بين من تتّكل على جمالها ومن تتّكل على الموهبة والاختصاص وحسن الأداء. تلك «الممثلات» متعديّات على المهنة، لكنني ألوم المنتجين الذين لا يمنحون فرصة لأصحاب الاختصاص والموهبة الكبيرة بل يتكلون على الشكل الخارجي لتسويق أعمالهم أسرع. أما المنتجون في مصر وسورية فيبحثون عن الممثلين الحقيقيين، فيما نجد أن هؤلاء للأسف مغمورون في لبنان.

ما الذي يميّز الأعمال المصرية والسورية عن تلك اللبنانية؟

إضافة إلى تواضع الممثلين الذين مهما كانوا مشهورين ونجوماً يعملون كفريق عمل من دون تمييز، نشعر بالمنافسة الشريفة والجميلة، فيما تسود الغيرة في لبنان.

مشاريع جديدة

تتحدث زينة عن مشاريعها السينمائية الجديدة، وتقول في هذا الإطار إنها تستعد لخوض تجربة سينمائية أجنبية، مشيرة إلى أنها أعجبت بالفيلمين اللبنانيين «اسمعي» و«ورقة بيضا». وتتابع: «أنا فرحة بتنوع الأفلام اللبنانية مهما تفاوتت النوعية إنما أشعر بنواقص معيّنة على أمل بلوغ مرحلة الصناعة السينمائية وتخطي مرحلة الأعمال المنفردة».

أما فيما يتعلق بالأعمال الدرامية، فلديها عروض مصرية تتمنّى أن تتحقق لأنها أحبّت العمل في هذا البلد.

كثيراً ما رغبت في تقديم دورٍ مستفزٍّ كما أظهر في «الشقيقتان»

ألوم المنتجين الذين يتّكلون على الشكل الخارجي لتسويق أعمالهم

نيكول سابا فنانة تستعد جيداً لدورها وتؤديه بإحساس كبير
back to top