ميركل تشدد على مرجعية الأزهر والكنيسة تطمئنها على الأقباط

• مقتل 4 «إرهابيين» بالجيزة
• المنيا تستقبل 6 أسر نازحة
• مبارك بانتظار «الكسب غير المشروع»

نشر في 04-03-2017
آخر تحديث 04-03-2017 | 00:03
السيسي وميركل على سفح الأهرامات أمس الأول  (الجريدة)
السيسي وميركل على سفح الأهرامات أمس الأول (الجريدة)
أنهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، زيارة رسمية لمصر، بعدما التقت الرئيس عبدالفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الإسكندرية تواضروس الثاني، وحرص الأخير على طمأنة ميركل على وضع الأقباط في مصر، في حين قتلت قوات الشرطة أربعة عناصر «إرهابية» في تبادل لإطلاق النار بالجيزة.
غادرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القاهرة، أمس، بعدما أجرت مباحثات قمة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، شهدت التوافق على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها مكافحة الإرهاب، فضلا عن إعلان دعم برلين للقاهرة في الإجراءات الاقتصادية المتخذة مؤخرا، بالإضافة إلى تدشين ثلاث محطات كهرباء تم إنشاؤها بخبرة ألمانية في مصر.

وقال مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة" إن "القاهرة تعتبر أن زيارة ميركل حققت أهدافها المرجوة"، مؤكداً أنها "ناجحة بكل المقاييس، إذ شهدت انفتاح أكبر وأقوى دولة أوروبية على الدولة المصرية بشكل غير مسبوق في كل مجالات التعاون السياسي والاقتصادي، بخلاف ما أحدثته من تفهم الإدارة الألمانية لحقيقة الأوضاع في مصر، الأمر الذي من شأنه تحقيق دفعة نوعية في العلاقات مستقبلاً".

وزار السيسي وميركل منطقة الأهرامات، مساء أمس الأول، فيما عقد الزعيمان لقاء مع ممثلي "مجتمع الأعمال المصري الألماني"، والذي شارك فيه رؤساء كبرى الشركات الألمانية الذين يرافقون ميركل خلال الزيارة، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال المصريين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، بأن السيسي أكد خلال اللقاء حرص مصر على الاستفادة من الزخم الناتج عن زيارة المستشارة الألمانية، لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بينما رحبت ميركل بما يشهده حجم التبادل التجاري بين البلدين من نمو، وأشادت في هذا الإطار بالتعاون القائم بين الشركات الألمانية والحكومة المصرية، حيث أوضحت أن معدلات الإنجاز لمشروعات إنشاء محطات الطاقة التي تنفذها شركة "سيمنز" في مصر غير مسبوقة عالمياً.

من جهتها، قالت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، سحر نصر، أمس، إنه تم الاتفاق مع ألمانيا على تقديم 500 مليون دولار دعما للبرنامج الاقتصادي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر.

وأضافت نصر، في بيان رسمي، "تم الاتفاق مع الجانب الألماني على تقديم 250 مليون دولار لدعم البرنامج الاقتصادي للحكومة، كما تم الاتفاق على تقديم 250 مليون دولار لدعم عدة قطاعات من بينها المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وتقديم مزيد من الدعم للعمالة المصرية".

الإمام والبابا

وحرصت ميركل على زيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب في مقر المشيخة شرقي القاهرة مساء أمس الأول، مؤكدة أنها تتطلع إلى التعاون مع الأزهر في مجال التصدي الفكري والعلمي للإرهاب، وإظهار صورة الإسلام الحقيقية، وتدريب الأئمة الألمان وتأهيلهم لمواجهة الفكر المتطرف، قائلة إنه "لشرف عظيم أن أحل ضيفة على أعلى مرجعية سنية في العالم".

في الأثناء، التقت ميركل بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني. وقالت الكنيسة، في بيان لها، إن بابا الأقباط أكد أن المسلمين والمسيحيين يعيشون على أرض مصر في مودة ومحبة وعلاقات اجتماعية مشتركة، لكنه أضاف: "تحدث بين الوقت والآخر بعض المشكلات بسبب الفقر أو الجهل أو التعصب أو الازدحام... وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل هذه المشكلات في إطار الأسرة المصرية الواحدة".

وشدد تواضروس على "ظهور ملامح تحسن الوضع المسيحي المصري بعد ثورة 30 يونيو 2013، بإقرار أول قانون لبناء الكنائس، وانتخاب 39 عضوا مسيحيا بالبرلمان مقارنة بعضو واحد سابقا، وزيارات الرئيس السيسي للكاتدرائية في قداس الميلاد المجيد، واهتمام الدولة بإصلاح الكنائس التي أحرقت ودمرت في أحداث أغسطس 2014".

تصريحات تواضروس، تأتي في وقت استقبلت محافظة المنيا، أمس، ست أسر قبطية قادمة من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، إذ نزح العديد من الأسر القبطية من سيناء، بعد مقتل سبعة أقباط على يد إرهابيين ينتمون إلى تنظيم "داعش"، الذي أطلق فيديو منذ أسبوعين توعد فيه مسيحيي مصر.

مصير مبارك

في سياق منفصل، علمت "الجريدة" أن الرئيس الأسبق حسني مبارك (89 عاما)، بات ليلته الأولى عقب قرار محكمة النقض أمس الأول، ببراءته من تهم قتل متظاهري ثورة "25 يناير 2011"، في مستشفى المعادي للقوات المسلحة (جنوبي القاهرة)، برفقه قرينته وأبنائه وسط فرحة عارمة من قبل أنصاره الذين ظهروا أمام المستشفى، في حين عبرت الملايين التي شاركت في ثورة يناير عن غضبها من تبرئة مبارك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال مبارك، في أول تعليق له عقب الحكم، لموقع "مصراوي" الإلكتروني: "أنا بحب مصر، ومش هعلق، والناس هتسمعني بعدين"، فيما قال مصدر مسؤول لـ "الجريدة"، إن الرئيس الأسبق لا يزال ينتظر حكم القضاء في قضية الكسب غير المشروع، والتي لا تزال قيد التحقيق ولم يحبس فيها، وقضية هدايا الأهرام المحجوزة للحكم، وأشار إلى حق مبارك في رفع قضية رد اعتبار حتى يحصل على حقوقه السياسية والمدنية.

مقتل إرهابيين

وبينما قال مصدر أمني، أمس، إن الأجهزة الأمنية نجحت في ضبط خمسة من العناصر "التكفيرية شديدة الخطورة" من المتورطين في قتل الأقباط بالعريش، قتل أربعة من العناصر "الإرهابية" بمنطقة كرداسة بحي الهرم، غربي العاصمة المصرية، خلال تبادل لإطلاق النار مع عناصر قوات الشرطة فجر أمس.

وقال مصدر أمني: "تم رصد تحركات العناصر المطلوبة، وتبين أنهم استأجروا شقة، فتم الدفع بعناصر قطاع الأمن الوطني مدعومة بمجموعات قتالية، وما إن شعر الإرهابيون بالمداهمة حتى بادروا بإطلاق النار، فردت قوات الشرطة بالمثل، مما أسفر عن مقتل الإرهابيين الأربعة".

ألمانيا قدمت دعماً لمصر بقيمة 500 مليون دولار
back to top