معهد المخطوطات يناقش النص التراثي التاريخي

نشر في 03-03-2017
آخر تحديث 03-03-2017 | 00:02
جانب من الندوة
جانب من الندوة
نظم معهد المخطوطات العربية في القاهرة، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، فعاليتَه الثقافية الأولى للعام الجاري بعنوان «النص التراثي التاريخي.. تقاليد الكتابة وطرق التعامل»، ونوقشت خلالها قضايا تراثية شائكة تهمّ المثقف العربي المعاصر، بحضور كوكبة من أساتذة التاريخ والمتخصصين في هذا المجال.
قال مدير المعهد د. فيصل الحفيان إن فعالية «النص التراثي التاريخي.. تقاليد الكتابة وطرق التعامل» ترتكز على التاريخ بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتؤكد أنه لا يمكن السير قدماً من دون استخلاص تجارب الأسلاف، لا سيما أن حيواتهم وصلت إلينا عبر نصوص مكتوبة وحكايات مدونة، وصدرت عن مؤرخين اختلفت آراؤهم حول الحادثة الواحدة. من ثم، لا بد من أن نستكنه حقيقةَ كتابة النص التاريخي، وطرائق المؤرخين في تناولهم الحوادث، والإفادة من عوامل الضعف والقوة في حياة الأمم.

وأوضح الحفيان أن التحقيق أعلى آليات تناول النص التاريخي، ويعني استدعاء تاريخية النص المخطوط، واستجلاء غوامضه وإشكالياته، وفي هذا النوع من التناول آراء ومدارس وقضايا تستدعي التحليل والنقاش العلمي في هذه الفعالية، وستتبعها ثلاثة منتديات تراثية خلال العام الجاري.

وانتهى د. فيصل الحفيان إلى أن النص التراثي هو نص تاريخي في المقام الأول، ومقبل من حقبة تاريخية لم نكن فيها، لافتاً إلى أن المؤرخين المسلمين الأوائل بذلوا جهداً كبيراً في تدوين التاريخ، وليس صحيحاً أن نعدهم نقلة فحسب، فكل منهم أضاف لبنةً إلى صرحِ تاريخنا، حتى استوى هذا البناء في هيئة نظريات تعلِّل وتنقد وتستخلص الدروس المستفادة.

تراجم وتدوينات

من جهته، تحدث د. أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ في الأزهر، عن طرائق الكتابة التاريخية، وتقاليدها لدى المؤرخين المسلمين، موضحاً أنها بدأت في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري مع مدرسة المدينة، ثم مدرسة العراق، وكانت مرتبطة بمقتضيات دينية محضة، ذلك بتدوين مغازي الرسول الكريم، الأمر الذي عده يوسف هوروفيتس صاحب كتاب «المغازي الأولى ومؤلفوها» امتداداً لأيام العرب في الجاهلية.

وأوضح سيد أن تدوين السيرة النبوية الشريفة، كان بمثابة النواة الأولى للروايات الإخبارية، وشكلت أهم عنصر في تطوّر علم التاريخ لدى المسلمين، وظلّ «اتجاه أهل الحديث» سائداً في مدرسة المدينة، وكان ثمة اتجاه آخر، أوجدته الصراعات والفتن المبكرة في الدولة الإسلامية، وهو اتجاه الحاميات القبلية، ومثلته الكوفة والبصرة «مدرسة العراق»، كذلك شهد التاريخ الإسلامي أنساقاً تأليفية عدة، من بينها كتب الحوليات، والتراجم العامة، والطبقات، والتاريخ العام، ولم ينشر منها إلا القليل في عالمنا العربي.

يذكر أن د. أيمن فؤاد سيد (68 عاماً) أستاذ التاريخ ومدير مركز تحقيق النصوص في الأزهر، وله مؤلفات كثيرة أبرزها {دار الكتب المصرية تاريخها وتطورها}، و{الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات}، كذلك نال جوائز وتكريمات عدة، من بينها جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة المصري عام 2006.

ثمة محققون عرب وقعوا في أخطاء تحقيق المستشرقين لكتب التراث ... د. بشار معروف
back to top