ميركل تشيد بعد لقاء السيسي بالقرارات الاقتصادية «الشجاعة»

250 مليون دولار لتحسين أحوال اللاجئين... و«الناتو» يحدد نقطة اتصال مع القاهرة

نشر في 03-03-2017
آخر تحديث 03-03-2017 | 00:03
بدا أن هناك توافقا بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد إثر القمة الثنائية بينهما في القاهرة، أمس، إذ اتفق الطرفان على مكافحة الإرهاب، فيما أشادت ميركل بقرارات مصر الاقتصادية التي اتخذت في الآونة الأخيرة وأبدت دعمها لجهود مصر في حل الأزمة الليبية.
اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على تعزيز التعاون بين بلديهما، خلال قمة ثنائية عقدت في القاهرة، أمس.

وشهد مؤتمر صحافي مشترك عقد عقب اللقاء توافقاً في عدد من الملفات، خاصة التعاون الاقتصادي ومكافحة الإرهاب وأوضاع اللاجئين والأزمة الليبية، التي حظيت بجانب كبير من المباحثات.

ورحب السيسي بضيفته الألمانية التي تزور مصر لأول مرة بعهده، مؤكداً أن الزيارات المتبادلة بين مصر وألمانيا تعكس قوة العلاقات بين البلدين.

وأضاف أنه أطلع ميركل على خطوات مصر خلال السنوات الثلاث الماضية لتحقيق الاستقرار، مشيدا بدعم برلين للقاهرة اقتصادياً.

وأشار إلى أن المباحثات تناولت القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، قائلاً: "آن الأوان لتنسيق الجهود لحل أزمة الشرق الأوسط، وملف تدفق اللاجئين غير الشرعيين ومواجهة قوى التطرف"، مؤكدا أن مصر تخوض معركة حاسمة ضد الإرهاب.

وشدد الرئيس المصري على أنه لا يوجد في مصر معسكرات للاجئين، مشيراً إلى أن عدد اللاجئين في مصر يبلغ نحو 5 ملايين يعيشون وسط المصريين.

وردا على سؤال حول حقوق الإنسان في مصر، طالب السيسي "الدول الصديقة" بـ"النظر بنظرة مختلفة إلى مصر، التي تعيش ظروفا مختلفة، نتيجة الإرهاب"، متمنياً ألا يتكرر مع ألمانيا ما شهدته مصر من عمليات إرهابية.

إشادة ميركل

من جهتها، أشادت المستشارة الألمانية خلال المؤتمر الصحافي، بما اتخذته مصر من قرارات اقتصادية، خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن قرار تحرير سعر الصرف في نوفمبر الماضي، يعد قراراً شجاعا، كاشفة عن أن بلادها ستدعم مصر بـ 250 مليون دولار أميركي، في ظل وعي برلين بأن مصر تمر بمرحلة اقتصادية مهمة جدا، وأنها ستقدم دعما إضافيا بـ 250 مليون دولار مطلع العام المقبل، لتحسين حياة المهاجرين.

وشددت ميركل على أن مصر استقبلت عددا كبيرا من اللاجئين، كاشفة عن مقترح للجانب المصري في توفير جوانب تقنية لحماية الحدود وتسريع إعادة ألف مصري في ألمانيا إلى بلدهم، قائلة: "هناك تعاون مع مصر لوقف الاتجار في البشر، ومصر استقبلت 500 ألف سوري خلال الفترة الماضية".

ووصفت ميركل التعاون المصري- الألماني بـ "الجيد جداً"، خصوصا على الصعيد الاقتصادي، كاشفة أنه تم بحث موضوع المؤسسات المدنية الألمانية في مصر، والتي تقوم بدور في المجتمع المدني، وأشارت إلى أنه سيتم إبرام اتفاق قريبا يعطي إطاراً قانونياً لعمل المؤسسات المدنية الألمانية في مصر.

وقالت إن جهود السلام في ليبيا لم تفشل ولكنها خطوات أولى، مضيفةً: "علينا العمل بشكل مشترك على إنجاح هذه الجهود، ويجب إشراك كل الفاعلين، وأيضا أطراف أخرى مثل تركيا وقطر بدعم من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة"، وقالت إنها وجهت دعوة إلى الرئيس السيسي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين مع رؤساء الدول الإفريقية لمساندة عملية التنمية الاقتصادية في إفريقيا.

محطات

كانت ميركل بدأت زيارتها لمصر منذ صباح أمس، إذ كان في استقبالها رئيس الحكومة شريف إسماعيل في مطار القاهرة الدولي، حيث أجريت لها مراسم استقبال رسمية، في حين شهد السيسي وميركل، في مقر الرئاسة المصرية، عبر آلية الفيديو كونفرانس، افتتاح المرحلة الأولى من إنشاء شركة "سيمنز" الألمانية، ثلاث محطات لتوليد الكهرباء في بني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة بإجمالي استثمارات تتجاوز 6 مليارات يورو.

وقال وزير الكهرباء المصري، محمد شاكر، في المؤتمر الصحافي لافتتاح المحطات الكهربائية، إن الفترة الحالية تشهد مشاريع عملاقة بين البلدين في مجالات الطاقة والكهرباء، فيما قال رئيس شركة "سيمينز"، جوزيف كيسر، إن مشروعات الشركة في مصر يعمل بها أكثر من ألف عامل، كاشفا أنهم يعملون مع 70 شركة مصرية في هذه المشروعات، وأضاف: "نشعر بفخر للتعاون مع مصر".

وحول تداعيات زيارة ميركل، قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، لـ "الجريدة": "الزيارة مهمة للطرفين، على الصعيد الاقتصادي والسياسي، خاصة أن القمة ستتناول مسألة اللاجئين، التي تعتبرها برلين حيوية جدا لأمن أوروبا، وتطمح ميركل في حل ملف الهجرة غير الشرعية مع مصر وعدد من دول المنطقة العربية".

الناتو والقاهرة

في الأثناء، وبما يعكس مدى الانفتاح الغربي على مصر السيسي، أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس، اعتماد سفارة بلجيكا بالقاهرة، كنقطة اتصال في مصر، في إطار الشراكة التي تجمع بين مصر والحلف الذي تقوده واشنطن وتنتظم فيه معظم الدول الأوروبية.

وقال مصدر ديبلوماسي إن خطوة الناتو تأتي بعد إقرار تمثيل ديبلوماسي مقيم لدى الحلف، بما يهدف لتطوير التعاون المشترك وتعزيز الحوار السياسي والعسكري بين الجانبين.

استقبال الكاردينال

وعلى صعيد العلاقات العربية، استقبل الرئيس السيسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاثوليك، الكاردينال اللبناني، مار بشارة بطرس الراعي، وبطريرك الكلدان الكاثوليك العراقي، مار لويس روفائيل ساكو، وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، إن الرئيس رحب بمشاركة البطريركين في مؤتمر "الحرية والمواطنة" الذي نظمه الأزهر الشريف بالقاهرة، مشددا على أهمية تعزيز قيم التسامح والسلام وقبول الآخر، بما يدحض التفسيرات المتطرفة التي تتبناها جماعات الإرهاب.

انخفاض الجنيه

قبل أن يشعر المواطن المصري بتحسن في معيشته جراء ارتفاع سعر صرف الجنيه أمام الدولار في الأسابيع القليلة الماضية، عاد الجنيه سيرته الأولى محققا انخفاضا سريعا أمام العملة الأميركية التي سجلت أمس الخميس 16.4 جنيه في البنوك و17.3 في السوق الموازي الذي عاد بقوة منذ مطلع الأسبوع الجاري، وتوقعت مصادر أن يواصل الجنيه انخفاضه في الأيام المقبلة خصوصا مع بدء موسم العمرة والاستعداد لشهر رمضان الكريم، الذي يشهد ارتفاعا قياسيا في معدل استهلاك المصريين (نحو 100 مليون نسمة) من السلع.

الجنيه يعاود الهبوط أمام الدولار في البنوك والسوق الموازي
back to top