خاص

حجازي لـ الجريدة•: أوروبا أدركت أن مصلحتها في استقرار مصر

«أتوقع استثمار ألمانيا في تنمية محور قناة السويس ونتطلع إلى دعم برلين للإصلاح الاقتصادي»

نشر في 02-03-2017
آخر تحديث 02-03-2017 | 00:00
سفير مصر السابق في برلين، محمد حجازي
سفير مصر السابق في برلين، محمد حجازي
توقع سفير مصر السابق في برلين، محمد حجازي، أن تستثمر ألمانيا في مشروع تنمية محور قناة السويس، مرجحاً أن تتصدر ملفات بعينها مباحثات القمة المرتقبة في القاهرة اليوم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أبرزها مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والتعاون الثنائي اقتصادياً وسياسياً، وأكد في حوار مع «الجريدة» أن موقف برلين تغير بشأن «ثورة 30 يونيو»، بعدما اتضح للعالم حقيقة ما حدث في مصر. وفيما يلي نص الحوار:


* ميركل كانت تصف ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب على نظام حكم جماعة «الإخوان»، قبل أن تغير موقفها وتعتبرها ثورة شعبية، فما سر هذا التحول؟

- الموقف الألماني من «30 يونيو» تغير، بعد أن شاهد العالم أجمع الدور المحوري والفاعل لمصر في محاربة الإرهاب، والعمل المتواصل لتوضيح حقيقة ما حدث في مصر إبان حكم جماعة الإخوان، وإدراك أن مصر نقطة ارتكاز وتحرك فاعل ونشط في السياسة الدولية، ولها دور ريادي كبير في المنطقة، والمجتمع الدولي تفهم أبعاد ما حدث في مصر، وأنها تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، كما أن أمن مصر واستقرارها من استقرار الشرق الأوسط، ومصلحة أوروبا في استقرار مصر ونجاحها، وقادة أوروبا أدركوا أن دعم استقرار مصر الإقليمي ودعم اقتصادها مصلحة أوروبية.

* كيف ترى أهمية قمة السيسي - ميركل اليوم؟

- تكتسب القمة أهمية خاصة في أبعادها السياسية والاقتصادية، فالأوضاع في سورية وليبيا واليمن والعراق، والقضية الفلسطينية، وتحريك الجمود في عملية السلام على أساس حل الدولتين، ستكون حاضرة على جدول المباحثات بين السيسي وميركل، كما أنها ستبحث قضايا أخرى عديدة، منها على سبيل المثال قضايا تخص إفريقيا، ووضع المؤسسات السياسية الألمانية والمجتمع المدني في مصر، كما تتناول الشأن الأميركي، ومواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، التي تثير قلق الدول الأوروبية، ومن بينها ألمانيا، خاصة أن ترامب معجب بسياسة الرئيس السيسي فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، الذي يثير قلق أوروبا.

* ماذا عن التعاون الثنائي بين القاهرة وبرلين، خاصة في ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أقرته الحكومة المصرية أخيرا؟

- بالتأكيد ستشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا خلال الفترة المقبلة، بعد أن نجحت مصر في وضع نفسها مجددا في صدارة الدول، كأحد منطلقات ومفاتيح الحلول لكثير من القضايا الدولية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وقضايا القارة الإفريقية، ومكافحة الإرهاب، فضلا عن أنها محرك أساسي في عملية السلام، وتتطلع مصر إلى دعم ألمانيا لها في برنامج الإصلاح الاقتصادي، من خلال سد الفجوة التمويلية في صندوق قرض النقد الدولي، حيث تقدم 1.3 مليار يورو دعما تنمويا لمصر، بخلاف وجود برنامج لمبادلة الديون بين البلدين.

* هل تتوقع تمخض هذه القمة عن دخول ألمانيا مجال التصنيع وتنفيذ مشروعات جديدة في مصر؟

- نعم، أتوقع أن تدخل ألمانيا مجالات التصنيع والتنمية بقوة خاصة في مشروع التنمية الاقتصادية لمحور قناة السويس، بعد الزيارة التي قام بها رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أحمد درويش، إلى ألمانيا للترويج لمشروعات المنطقة، وعرضه على المسؤولين الألمان فرص الاستثمار الاقتصادي فيها، وأعتقد أن الرئيس السيسي لديه الرغبة في توطين الصناعة الألمانية بمصر، وكذلك العمل على مساهمة ألمانيا في مشروعات التنمية الزراعية في مصر، حيث سيرافق ميركل خلال الزيارة بعض المسؤولين بينهم وزير الزراعة ونائب رئيس البرلمان، ووفق معلوماتي سيوقع الجانبان اتفاقيات اقتصادية وثقافية، وأخرى في مجال العلوم والمجتمع المدني.

* تحدثت عن استثمارات ألمانية في المجال الزراعي، فما طبيعتها؟

- تستهدف الزيارة تنفيذ حزمة مشروعات قومية في مجال الزراعة، الذي يضم 3 مشروعات رئيسة، هي مشروع «إنتاج مليون رأس ماشية»، ومشروع «المليون ونصف المليون فدان»، وتنمية منطقة بحيرة ناصر من خلال استزراع المناطق المحيطة بالبحيرة، وتجدر الإشارة أيضا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 5.3 مليارات يورو سنويا، وأخيرا تلقت مصر عروضا من 25 شركة ألمانية للتعاون في مجال إنتاج الآلات والمعدات.

back to top