ترامب يجمِّل إدارته من فلوريدا ويصنف الإعلام «عدواً أول»

ماكين يهاجم «الرئيس العاجز»... وتثبيت «مشكك بالاحتباس الحراري» على رأس وكالة البيئة

نشر في 19-02-2017
آخر تحديث 19-02-2017 | 00:04
أنصار ترامب يستقبلون موكبه أمام مقر إقامته في بالم بيتش بولاية فلوريدا أمس الأول (أ ف ب)
أنصار ترامب يستقبلون موكبه أمام مقر إقامته في بالم بيتش بولاية فلوريدا أمس الأول (أ ف ب)
من مطار أورلاندو ملبورن في ولاية فلوريدا، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نفس الموقع الذي خاطب منه جماهيره خلال حملته الانتخابية في شهر سبتمبر لتحسين صورة إدارته، معتبراً أن الإعلام عدو الشعب الأول، في وقت ثبت مجلس الشيوخ مرشحه لرئاسة وكالة حماية البيئة سكوت برويت، حليف قطاع الوقود الأحفوري والمشكك في ظاهرة الاحتباس الحراري.
استأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، جولاته بحضوره تجمعا في فلوريدا لإعادة الاتصال مع قاعدته الانتخابية ومحاولة تحسين الوضع، بعد شهر أول من الفوضى في البيت الأبيض وعلاقة سيئة مع وسائل الإعلام، التي اتخذها عدوا جديدا، باستثناء شبكة "فوكس" نيوز، خاصة بعد انتهاء حملته الانتخابية وغياب إمكان مهاجمة المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون.

وشارك الرئيس الأميركي في تجمع شعبي في أورلاندو بولاية فلوريدا، وهو نوع من التعبير الشعبي الذي يقدره، بعدما احتفى أمس الأول في أحد مصانع بوينغ بالوظائف الأميركية التي كانت من القضايا التي سمحت بفوزه في الانتخابات.

وليس من النادر أن ينتقد الرؤساء الأميركيون وسائل الإعلام، لكن حدة الهجمات المتكررة لترامب بدت غير مسبوقة.

وقال بن رودس الذي كان من المستشارين المقربين للرئيس السابق باراك أوباما إن هذه الانتقادات لوسائل الإعلام تشكل "هدية لكل المستبدين"، و"ستضر بمصداقية أي محاولة اميركية لدعم حرية الصحافة في العالم".

وبعيد هبوطه في فلوريدا، حيث سيمضي عطلته الأسبوعية الثالثة منذ توليه الرئاسة، في منزله الفخم في مارا لاغو، أطلق ترامب دفعة جديدة من التغريدات ضد وسائل الإعلام.

وكتب: "وسائل الإعلام الكاذبة؛ نيويورك تايمز، إن بي سي نيوز، إيه بي سي، سي بي إس، سي إن إن ليست عدوة لي، بل عدوة للشعب الأميركي".

وكان ترامب قد نشر تغريدة سابقة استهدف فيها بالهجوم صحيفة نيويورك تايمز وقناتي "سي إن إن" و"إن بي سي" والعديد من وسائل الإعلام الأخرى، وختمها متعجبا بالقول إن الأمر "مثير للاشمئزاز". غير أنه سرعان ما حذفها.

وبالرغم من مهاجمته هذه المؤسسات، فإنها تسجل ارتفاعا في نسب مشتركيها وزيادة في معدلات قرائها. ويقول مراقبون إن ترامب يود أن يجعل أميركا تعتقد أن الإعلام خارج عن السيطرة، لأنه يود التحكم بما يشاهده الناس من مواد قد يعتبرونها كاذبة أو حقيقية. إلا الناس أصبحوا يميزون بين الصحافة الجيدة والسيئة.

صنع في أميركا

وخلال زيارته لتشارلستون، أمس الأول، شدد ترامب على سياسة "صنع في أميركا" في مجال التصنيع. وقد اختار زيارة مصنع لمجموعة الصناعات الجوية (بوينغ) رفض موظفوه أخيرا الانضمام الى نقابة وصنع أحدث انتاج لها، وهي النسخة الجديدة لطائرات الرحلات الطويلة دريملاينر.

وقال ترامب أمام الحشد: "هذا هو شعارنا، أن نشتري المنتجات الأميركية ونوظف اميركيين. نريد منتجات مصنوعة في أميركا، مصنوعة بأيد اميركية".

وأضاف ترامب: "يجب أن يكون التصنيع في بلدنا أكثر سهولة، والمغادرة أكثر صعوبة. لا أريد أن تغادر شركات بلدنا".

وقال الرئيس، وهو يبتسم أمام حشد متحمس في قاعة هائلة لمجموعة الصناعات الجوية الأميركية: "نحن هنا احتفاء بالهندسة الأميركية والإنتاج الأميركي وكذلك الوظائف". وهتف الحشد "أميركا أميركا".

وأضاف ترامب الذي تحدث بالارتياح نفسه الذي كان يبدو عليه خلال حملته الانتخابية: "ليبارك الله أميركا وليبارك الله بوينغ". وكرر النقاط نفسها أي عقوبات على الشركات التي تنقل وظائف إلى الخارج، ووعد بخفض الضرائب، و"الحد بشكل كبير من أنظمة العمل القاسية".

كما تحدث، أمس الأول، عن إمكان تقديم طلبية كبيرة لشراء طائرات "إف/ آيه- 18 سوبر هورنيت" الحربية، التي تنتجها بوينغ، والمنافسة لطائرات "إف- 35"، التي تصنعها مجموعة "لوكهيد مارتن" التي اعتبر أنها مكلفة جدا.

من جهتها، أعلنت المجموعة الأميركية للاستشارات والخدمات المعلوماتية (اكسينتشر)، أمس الأول، أنها تريد استحداث "15 ألف وظيفة لمؤهلات رفيعة" في الولايات المتحدة حتى 2020. وكل هذه الإعلانات تحفز يوما بعد يوما البورصة الأميركية.

ماكين يهاجم

وبعد يوم من إعلان ترامب في مؤتمر صحافي أن إدارته "آلة متناغمة منضبطة"، قال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، السيناتور الجمهوري جون ماكين، إن "إدارة ترامب في حالة اضطراب".

وردا على سؤال حول هذا الموضوع في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية والدفاعية، قال ماكين إن "الاستقالة الأخيرة لمايكل فلين مستشار الأمن القومي لترامب بمنزلة مؤشر على أن كل شيء لا يسير على ما يرام في البيت الأبيض".

كما هاجم ماكين إدارة ترامب لعجزها عن الفصل بين الحقيقة والكذب، مشيرا إلى أن ترامب "يناقض نفسه أحيانا". كما دعا ماكين ترامب إلى الاهتمام بما "يفعله أكثر مما يقوله".

التعيينات

وفي شأن التعيينات، حملة الاضطرابات التي أصابت فريقه، ثبت مجلس الشيوخ الأميركي أمس الأول حليف قطاع الوقود الأحفوري المشكك في ظاهرة الاحتباس الحراري، سكوت برويت، الذي اختاره ترامب على رأس وكالة حماية البيئة، علما بأنه قاضاها مرارا في السابق.

وشكل النائب العام لولاية أوكلاهوما برويت أحد خيارات ترامب الأكثر إثارة للخلاف في تشكيلة إدارته، وعقد الديمقراطيون جلسة نقاش استغرقت الليل بكامله في مسعى عقيم لمنع تثبيته.

ويثير تثبيت برويت بـ52 صوتا مقابل 46 ارتياح البيت الأبيض بعد يومين على انسحاب مرشح ترامب لوزارة العمل لدواع عائلية ومهنية، بحسبه.

back to top