منى الدويسان تستحضر التراث بلغة تجريدية

• «نسمات شيراز» لوحات تونسية مستوحاة من تراث الزخارف العربية

نشر في 16-02-2017
آخر تحديث 16-02-2017 | 00:00
شهدت القاهرة أخيراً فعاليات تشكيلية عدة، من بينها معرض «فارس الشرق» للفنانة الكويتية د. منى الدويسان في غاليري «النيل» بحي الزمالك، وضمّ مجموعة من أحدث لوحاتها التجريدية. كذلك استضافت ساقية الصاوي «نسمات شيراز» للفنانة شيراز التونسية، وفي قاعة الباب بدار الأوبرا المصرية أقيم معرض «استعادة بين الملموس والمتخيل» للفنان د. محمد عرابي، بحضور لفيف من النقاد والفنانين ومحبي الفنون الجميلة.
استضاف غاليري «النيل» في القاهرة معرض «فارس الشرق» للفنانة التشكيلية الكويتية د. منى الدويسان، وضمّ مجموعة من لوحاتها في مجال التصوير، تناغمت جمالياتها بين الرمز والسوريالية والتجريد، وتكوينات ذات خصائص تاريخية، بحضور عدد كبير من الفنانين والنقاد والشخصيات العامة.

عن هذه التجربة، قالت الفنانة د. منى الدويسان: «يُعد هذا المعرض أحد أهم عروضي الشخصية والمنفردة، ويرجع ذلك لأسباب عدة في مقدمها أنني أقيمه في العاصمة المصرية القاهرة، تلك المدينة العريقة التي يمثّل العرض في قاعاتها ووسط فنانيها حلماً للفنانين العرب».

ألمحت الدويسان إلى أن «فارس الشرق» يأتي استمراراً لمحاولتها الجادة والممتعة في ممارسة فن التصوير الذي عشقته منذ كانت تلميذة، وزاد عشقها له بتدعيمه بالدراسة الأكاديمية بكلية التربية الأساسية «التصميم الداخلي»، ورغم اتجاهها إلى العمل الإعلامي لحقبة من الزمن وتحققها فيه من خلال الإذاعة الكويتية، فإن ممارسة الفن ظلّت شغلها الشاغل، وهمها الممتع الذي لم تستطع مقاومة ابتعادها عنه.

أشاد الحضور بلوحات الدويسان، وقدرتها على المزج بين جماليات التجريب واستحضار خصائص التراث الكويتي، والعربي عموماً، وطرح مضامين فكرية ذات أفق رمزي من خلال مساحات الضوء والظلال، والإيحاء اللوني بتحديات اللحظة العربية الحاضرة، ما يمنح الرائي متعة بصرية وارتحالاً إلى مغامرة تشكيلية من لوحة إلى أخرى، لتكتمل ملامح التفرد في فضاء التصوير، فضلاً عن استعارة الأطر النحتية بطريقة الرسم الغائر.

يذكر أن منى الدويسان، خريجة كلية التربية الأساسية (تصميم داخلي- الكويت عام 1988)، وعضو مجلس إدارة في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وعضو رابطة الحرف اليدوية في باريس، وعضو اتحاد التشكيليين العرب. أقامت معرضها الشخصي الأول في مايو 2010 بقاعة الفنون في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، والمعرض الشخصي الثاني في مايو 2016 بغاليري دار الفنون بالكويت، فضلاً عن مشاركات عدة لها في الكويت وخارجها.

زخارف وألوان

في سياق متصل، وبحضور عدد كبير من النقاد والفنانين ومحبي الفنون الجميلة، افتتح الفنان الكبير د. طه قرني معرض «نسمات شيراز» للفنانة شيراز التونسية، في ساقية الصاوي بالقاهرة، وضمّ مجموعة من أحدث لوحاتها المستوحاة من تراث العمارة والزخارف العربية، والتي تستحضر عبق التاريخ من أبرز المعالم الأثرية.

عن تجربتها الفنية، قالت شيراز التونسية: «بدأت الرسم منذ سنواتي الأولى، كهاوية تستحثها الألوان بلغتها التلقائية، ومع تقدم التجربة واختمارها، تحوّلت الهواية إلى احتراف، فقدمت مشاركات عدة في معارض بباريس، كذلك شاركت بمعارض اليونسكو 2016 بمناسبة أسبوع المرأة الإفريقية والمتغيرات المناخية، ومعرض العيد الوطني التونسي بدعوة كريمة من السفارة بباريس، كذلك لدي مشاركات في المجتمعات المدنية المختلفة».

وألمحت الفنانة إلى أن «لمسات شيراز» يمثّل مرحلة فنية جديدة في رحلتها مع الفن التشكيلي، وعالمها الأثير في فضاء المعالم الثقافية، ومن خلال الموتيفات والوحدات الزخرفية التراثية، والتي تحمل عبق التاريخ التونسي والمتمثل في أم الفنون «العمارة» وترجمته إلى لمسات لونية بهيجة، ومتناغمة مع طاقة شعورية مفعمة بحب الوطن والانتماء إلى الأرض العربية، بكنوزها التاريخية وحاضرها المشرق.

الملموس والمتخيل

افتتح د. خالد سرور معرض «استعادة بين الملموس والمُتخيل» للفنان د. محمد عرابي، في قاعة «الباب» بدار الأوبرا بالقاهرة، وضمّ 25 لوحة فنية بمقاسات متباينة لم تُعرض سابقاً، وتجسد مراحل متعددة من مسيرته الفنية، وارتحاله إلى أماكن مختلفة، ذلك منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وحتى العام الماضي.

عن معرضه قال الفنان د. محمد عرابي: «الأعمال تمثّل محطات مهمة في علاقتي مع الفن، والأماكن التي أرى أنها تسكننا، وعلاماتها تحمل مفاتيح للسفر عبر أزمنة الروح، وربما تكون في الماضي القريب أو البعيد، أو حتى استشرافاً لأزمنة مقبلة، وهذا كله لا ينفصل عن واقعنا المعاش وطبقاته المتراكبة وأطرافها المترامية سياسياً وفكرياً واقتصادياً».

ألمح عرابي إلى أن «استعادة بين الملموس والمُتخيل» يجسد قضاياً إنسانية محلية وعالمية، تؤكد في مجملها أن الإنسان المعاصر يعيش أزمة بفعل انعزاله عن الطبيعة الأم وعن ذاته، ما يعمّق فكرة الاغتراب وفقدان التواصل. من هنا، ترتكز اللوحات على استحضار المخيلة في انفراطها وتمدّدها إلى طبقات ومستويات متعددة من الحلم والماورائي.

تخرج محمد عرابي في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان بمصر، قسم تصوير عام 1984، وحصل على درجة الماجستير في 1991، وحاز درجة دكتوراه في التصوير عام1996 ، وتدرج في العمل الجامعي إلى أن صار عميداً لكلية الفنون الجميلة في الأقصر، وأقام معارض فنية عدة في القاهرة والأقصر وفي واشنطن ودمشق والإسكندرية، وغيرها من مدن مصرية وعربية وأجنبية، ونال جوائز وتكريمات، وله مقتنيات لدى مؤسسات رسمية وأفراد في مصر وخارجها.

يسلط «صورة وحكاية» الضوء على واقع وتحديات المجتمع في لبنان وفي دمشق وقصص اللجوء المختلفة

مشاريع «ذاكرة» تهدف إلى زيادة الوعي بين المصورين المحترفين والهواة على حد سواء
back to top