الإصلاح السياسي بين المناورة والمصادمة

نشر في 11-02-2017
آخر تحديث 11-02-2017 | 00:05
 أحمد العنزي معلوم عند ذوي الألباب وأصحاب الرأي والأسباب أن العاقل يعتبر من الدروس التي عركته في الحياة وصهرته بحلوها ومرها، والمظنون من الشخص الرشيد صاحب الفهم السديد أن يتجنب تكرار الخطأ الذي وقع فيه غيره "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، وأن يتجاوز وسائل الإصلاح التي تؤدي إلى الفساد، ولو كانت النية حسنة والسعي لتقدير مآلات الأحداث وحدود المطالبات، وفق المتاح من الإمكانيات.

الإصلاح كلمة جميلة المبنى ولطيفة المعنى، تنجذب لها النفوس، يوظفها أهل البناء وأهل الهدم، والنتائج هي التي تصدق الدعاوى لكلا الفريقين السابقين، فتأكد دائماً واجعلها قاعدة في ذهنك أن أي دعوة للإصلاح تؤدي إلى سفك الدماء وانفلات الأمن ونشر الذعر بين الناس وضعف هيبة الدولة وتسلط بعض الناس على بعض، هي هلاك وإهلاك، وإن حلف مدعيها خمسين يميناً في شهر رمضان وفي جوف الكعبة! لأن من الكليات الضرورية التي جاء بها الإسلام وقبلتها العقول السليمة، المحافظة على "الدين والنفس والعقل والنسل والمال"، فكل دعوة إصلاح تصادمها فهي دعوة فساد. ومن المقرر أن مجلس النواب يعتبر من أرقى وسائل الإصلاح، لما لديه من أدوات رقابية وسلطة سن القوانين، وهو يمثل رأي المواطنين إن أحسنّا الاختيار! والمجلس الناجح أو بالأحرى النائب الناجح هو الذي يجيد المناورة السياسية بحسب الإمكانيات المتوفرة، بعيداً عن الهوى الحزبي والنفس الانتقامي والشغب الصبياني، ووفق برنامجه الانتخابي الذي عرضه على الناخبين، ويحافظ على حقوق المواطنين ويسعى لرفع المظالم عنهم، وبذل الشفاعات الحسنة لهم، فهو مؤتمن على مصالحهم.

ويأتي الخلل عندما لا يحسن النائب المناورة، ويحمل دوماً لواء التصادم مع الحكومة، ويفتقد لترتيب الأولويات، فينافح عن القضايا الصغيرة على حساب الكبيرة، والسياسة فعل الممكن لا السعي خلف التكسب الانتخابي على حساب استقرار البلد. لا تخلو دولة من الفساد هذا أمر طبيعي، لكن الضرر لا يُزال بمثله، فماذا لو تم حل المجلس لأجل قضايا ممكن تأجيلها أو إصلاح بعضها؟ وجودك لتقليل الفساد هو إصلاح بذاته.

*همسة: عزيزي النائب... عمر المجلس قريب من 3 أشهر والإصلاح يتطلب الرويّة والتعقل وترتيب الأولويات.

back to top