ترامب ينتقد الديمقراطيين ويدرس معاقبة «الحرس الثوري»

جلسة ساخنة بمجلس الشيوخ لتصديق تعيين سيشونز... وقضاة يحرجون الإدارة بشأن «الحظر»

نشر في 09-02-2017
آخر تحديث 09-02-2017 | 00:04
معارضون لترامب يتظاهرون خارج مبنى غولدمان ساكس في مانهاتن بمدينة نيويورك أمس الأول    (أ ف ب)
معارضون لترامب يتظاهرون خارج مبنى غولدمان ساكس في مانهاتن بمدينة نيويورك أمس الأول (أ ف ب)
لا يزال الرئيس دونالد ترامب يواجه عراقيل سياسية داخلية غير مسبوقة مع وقوف الديمقراطيين عائقاً أمام استكماله تشكيلة حكومته، ومع تصاعد المعارضة القضائية للحظر الذي فرضه على سبع دول تسكنها أغلبية مسلمة، اشتعلت معركة تعيين وزير العدل الجديد.
اتهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب أمس الديمقراطيين في الكونغرس بعرقلة تشكيل الحكومة بعدم منحهم الثقة لكثيرين ممن يرشحهم لتولي حقائب وزارية مهمة.

وكتب ترامب بهذا الخصوص على حسابه في "تويتر"، إنه لعار، عدم اكتمال تشكيل مجلس الوزراء حتى الآن. إنها أطول مدة تأخير في تاريخ البلاد. إنها عرقلة من الديمقراطيين".

وتجدر الإشارة إلى أن 6 وزراء فقط حصلوا على الثقة حتى الآن من أصل 21 وزيرا رشحهم الرئيس ترامب في مناصب سيادية وأخرى مهمة يجب منحهم الثقة من الكونغرس وفقا لدستور الولايات المتحدة، أما بقية الوزراء فيأتي قرار تعيينهم من الرئيس مباشرة دون الرجوع للكونغرس.

جلسة سيشونز

في غضون ذلك، احتد السجال في مجلس الشيوخ الاميركي أمس الأول حول المصادقة على ترشيح جيف سيشونز لوزارة العدل.

واتهم زعيم الاكثرية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، السناتورة الديمقراطية والمرشحة المحتملة للانتخابات الرئاسية 2020 اليزابيث وارن بالطعن بسيشونز عقب قراءتها لرسالة تنطوي على انتقاد شديد اللهجة للمرشح إلى منصب وزير العدل كتبتها كوريتا سكوت كينغ، أرملة زعيم حركة الحقوق المدنية الراحل مارتن لوثر كينغ.

وقال ماكونل إن "السناتورة طعنت بدوافع وسلوك زميلنا"، واتخذ خطوة استثنائية باستحضار مادة تمنع التعليقات الحادة والانتقادات بين الاعضاء.

وتفاقمت الضغوط خلال جلسة مناقشة تثبيت سيشونز، الذي منع سجله بخصوص الحقوق المدنية تعيينه قاضيا فدراليا ابان الثمانينيات.

وكتبت كينغ حينها ان لجنة القضاء في مجلس الشيوخ حذرت من أن سيشونز كان يقوم بترهيب المصوتين السود وان تثبيته كقاض سيكون له أثر مدمر على النظام القضائي.

تصديق ديفوس

وحصلت وزيرة التعليم بيتس ديفوس، على الثقة بشق الأنفس، فقد صوت 50 بـ"نعم" مقابل 50 آخرين بـ"لا"، ولكن صوت نائب الرئيس مايك بينس ورئيس الكونغرس والذي يحسب صوته بصوتين حسب لوائح المجلس، قد رجح الكفة لمصلحة ديفوس.

معركة الحظر

وفي شأن الهجرة، أعلنت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو أنها لن تصدر حكمها في الطعن المقدم بشأن الامر التنفيذي الذي اصدره الرئيس دونالد ترامب ومنع فيه مؤقتا سفر لاجئين ورعايا سبع دول تسكنها أغلبية مسلمة الى الولايات المتحدة.

وعقدت محكمة الاستئناف الفدرالية في سان فرانسيسكو جلسة أمس حول مرسوم ترامب الذي تدافع الحكومة عن حق الرئيس في إصداره لحماية البلاد من هجمات الجهاديين.

وواجه محام بالحكومة الأميركية من مؤيدي أمر ترامب التنفيذي، تشككا من جانب هيئة محكمة الاستئناف.

وأكد أوجست فلنتيه، المستشار الخاص لوزير العدل، مجددا أن الحكومة تعتقد أن ذلك الأمر التنفيذي يستند إلى السلطة المخولة للرئيس من جانب الكونغرس. لكن عندما سأله القاضي وليام كانبي عن الاستشهاد بجريمة ارتكبها أي أحد تم منحه تأشيرة من الدول السبع ذات الأغلبية المسلمة، أقر فلنتيه بأنه لم يتم تسجيل أي جريمة.

كما نفى استهداف المسلمين، وقال "هذا ليس ما ينص عليه الأمر هنا".

كما سئل أيضا عما إذا كان باستطاعة أي أحد الطعن عليه، وقال إن هناك "طريقا للطعن الدستوري إذا كان هناك مثل هذا الأمر"، مضيفا: "هذا بعيد كل البعد عن ذلك الوضع".

كيلي نادم

من جانبه، قال وزير الأمن الداخلي الأميركي جون كيلي أمام لجنة تابعة للكونغرس أمس الأول إنه كان ينبغي له أن يرجئ المنع إلى أن يقوم بإطلاع الكونغرس على الأمر التنفيذي.

وقال كيلي أمام لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب: "كان المراد هو تنفيذ الأمر بسرعة بحيث لا تسنح فرصة للأشخاص الذين ربما يجيئون إلى هنا ليؤذونا لأن يغتنموا أي فسحة من الوقت تتيح لهم القفز على طائرة والوصول إلى هنا".

وأخذ كيلي على عاتقه مسؤولية عدم إطلاعه الكونغرس بالأمر قبل إعلانه في ساعة متأخرة يوم 27 يناير.

وأضاف أن الاضطرابات الحادثة في المطارات نجمت عن أوامر قضائية نقضت الحظر في اليوم التالي لسريانه، مشيراً إلى أن فريقه في وزارة الأمن الداخلي تحركوا سريعا كي يجري العمل بالمطارات على النحو المطلوب. وبرر كيلي المنع بأن الدول السبع المعنية معروف عنها أن لديها أنظمة غير وافية لتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة بشأن مواطنيها الذين يحتمل أن يمثلوا خطرا.

ووصف كيلي تقارير جرى تداولها الأسبوع الماضي بأن 12 دولة أخرى قد تضاف إلى قائمة حظر السفر بأنها كاذبة. وقال أيضا إن مسألة خفض تمويل المدن التي ترفض التعاون مع قرار الحظر سيتم النظر فيها كل حالة على حدة.

ودافع كيلي عن عدم ادراج السعودية على الحظر، مؤكدا ان لديها اجهزة استخبارات قوية تنسق مع واشنطن.

واتهم وزير الداخلية الاميركي جون كيلي أمس الأول القضاة الذين اوقفوا تنفيذ مرسوم المنع بأنهم يعيشون في "فقاعة أكاديمية" ولا يدركون الخطر الحقيقي على البلاد.

وقال الوزير أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب "انهم يعيشون في عالم اكاديمي جدا، تقريبا داخل فقاعة. في قاعات المحكمة يحميهم أشخاص مثلي (...) واذا حدث أمر سيئ بسبب السماح للناس بالدخول، فلن يحاسب القاضي على قراره، ولكنهم سيأتون إلي".

وحكم القاضي بناء على طلب ولايتي واشنطن ومينيسوتا وأمر بتعليق تطبيق المرسوم بشكل مؤقت على مستوى البلاد. ولكنه أضاف أن الحكومة قلقة خصوصا من ان يتمكن مقاتلو "داعش" من بلوغ الولايات المتحدة.

كندا

وبعد إصدار المنع، أعلنت الشرطة الكندية أمس أن 22 مهاجرا فروا من الولايات المتحدة خلال عاصفة ثلجية وعبروا الحدود مع كندا مشيا على الأقدام ليطلبوا اللجوء فيها، وكان معظم هؤلاء صوماليون. وقد عبروا الحدود الأميركية الكندية بالقرب من قرية إيمرسن التي تبعد 120 كلم إلى الجنوب من وينيبيغ (مانيتوبا وسط كندا)، بعد ساعات من المشي في الثلوج. ومشى هؤلاء اللاجئون خمس ساعات قبل عبور الحدود بينما كانت درجة الحرارة تبلغ 20 تحت الصفر.

عقوبات إيران

في شأن العلاقات الإيرانية- الأميركية، صرح مسؤولون أميركيون بأن إدارة ترامب تبحث اقتراحا قد يؤدي إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كجماعة إرهابية.

وفي سياق متصل، وصلت حاملة الطائرات النووية "يو اس اس جورج بوش" إلى قاعدة سودا-بي في جزيرة كريت اليونانية في البحر الأبيض المتوسط في طريقها إلى مياه الخليج، في تطور لافت بعد تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

back to top