إدارة ترامب تدافع عن الحظر وتنفي البحث في توسيعه

خامنئي للرئيس الأميركي: نشكرك لأنك عريت أميركا... وأوباما مسؤول عن فتنة 2009 والعقوبات

نشر في 08-02-2017
آخر تحديث 08-02-2017 | 00:05
ترامب مع جنود بقاعدة ماكديل الجوية بفلوريدا أمس الأول (أ ف ب)
ترامب مع جنود بقاعدة ماكديل الجوية بفلوريدا أمس الأول (أ ف ب)
حاولت وزارة العدل الأميركية الدفاع عن الحظر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على مواطني سبع دول تسكنها أغلبية إسلامية من دخول الولايات المتحدة، في حين تستمع محكمة فدرالية، اليوم، إلى مرافعات الإدارة، وحجج محامي ولايتي واشنطن ومينيسوتا اللتين رفعتا دعوى قانونية تعتبر الحظر مضراً بمصالح الولايات المتحدة الأميركية على المدى البعيد.
دافعت الإدارة الاميركية، التي تتعرض لانتقادات من كل الجهات عن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب حول الهجرة بـ"ممارسة قانونية لسلطة الرئيس" ونددت بالتفسير المبالغ فيه للقاضي الفدرالي الذي اعترض القرار.

وتواجه الإدارة جبهتين؛ قضائية وسياسية، ضد المرسوم المثير للجدل الذي يمنع سفر مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة هي العراق وسورية وايران وليبيا والصومال والسودان واليمن مدة ثلاثة اشهر، ويجمد استقبال اللاجئين أربعة أشهر.

دفوع الوزارة

وكتبت وزارة العدل الأميركية في دفوع قدمتها أمس الأول إلى محكمة الاستئناف الفدرالية أن "الامر التنفيذي ممارسة قانونية لسلطة الرئيس على دخول الاجانب الى الولايات لمتحدة وقبول اللاجئين".

واعتبرت الوزارة أن الاتهام القائل بأن هذا الأمر التنفيذي يستهدف المسلمين اتهام غير صحيح، وأن القيود التي تضمنها الأمر التنفيذي محايدة في ما خص الدين.

وحددت المحكمة جلسة استماع عبر الهاتف لمرافعات وحجج محامي ولايتي واشنطن ومينيسوتا والإدارة الأميركية في هذه القضية اليوم في الساعة (23.00 ت غ) في سان فرانسيسكو.

ويفترض ان تبت المحكمة الفدرالية في قرار تعليق تنفيذ المرسوم على كل الاراضي الاميركية، والذي اتخذه القاضي الفدرالي في سياتل جيمس روبارت يوم الجمعة الماضي.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أمس الأول، إن الإدارة الأميركية واثقة بانتصارها في هذا النزاع القضائي. وقال سبايسر للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: "بكل وضوح القانون في صف الرئيس. إنه يملك بصيرة كبيرة تؤهله للقيام بما هو في مصلحة الأمة لحماية شعبنا ونشعر بثقة كبيرة بأننا سننتصر في هذه المسألة".

إلى ذلك، قال وزير الأمن الداخلي الأميركي جون كيلي أمام لجنة بالكونغرس، أمس، إن الولايات المتحدة لا تدرس إضافة دول أخرى إلى الحظر، وذلك رداً على تقارير ذكرت أن حكومة ترامب تدرس إضافة 12 دولة إلى القائمة.

ترامب

من جهته، تعهد ترامب أمس الأول ببرامج قوية لمراقبة الحدود لمنع دخول "الارهاب الاسلامي المتطرف" الى الولايات المتحدة. ومع تعليق الحظر وصل المسافرون من الدول المستهدفة الذين يحملون تأشيرات سارية الى الاراضي الاميركية.

وخلال زيارة لقاعدة ماكديل في تامبا بولاية فلوريدا القيادة الوسطى للقوات الاميركية، تعهد ترامب أمس الأول بأن الولايات المتحدة وحلفاءها سيلحقون الهزيمة بقوى الموت، وبأنهم سيحولون دون تمركز الجهاديين في الاراضي الاميركية، لكن دون ان يعطي تفاصيل حول استراتيجيته لتحقيق ذلك.

وقال ترامب "لقوى الموت والدمار، اعلموا بأن أميركا وحلفاءها سيلحقون بكم الهزيمة"، مضيفا "سنتغلب على الارهاب الاسلامي المتطرف، ولن ندعه يتجذر في بلادنا".

وكان ترامب وقع مرسوما أواخر يناير يعطي القادة العسكرين مهلة حتى أواخر فبراير لتقديم "استراتيجية شاملة لهزيمة تنظيم داعش".

وأضاف ترامب ان الجهاديين يخوضون "حملة ابادة جماعية، ويرتكبون فظائع في جميع أنحاء العالم".

وتابع ان "الارهابيين الإسلاميين عازمون على ضرب بلادنا، كما فعلوا في اعتداءات 11 سبتمبر، وكما فعلوا من بوسطن الى اورلاندو مرورا بسان برناردينو، وفي جميع أنحاء أوروبا".

وأوضح لتحقيق ذلك "نحن بحاجة لبرامج قوية تتيح للناس الذين يحبون بلادنا القدوم لا الاشخاص الذين يريدون تدميرنا".

انتقاد الإعلام

واتهم ترامب وسائل الاعلام "غير النزيهة أبدا" بأنها "لا تريد في حالات عدة تغطية هذه الهجمات" دون ان يعطي أدلة تدعم اقواله، مكتفيا بالقول، ان وسائل الاعلام هذه "لديها اسبابها وأنتم تعرفونها جيدا".

وبعدها وزع البيت الابيض قائمة بـ78 هجوما، قال إن تنظيم داعش "نفذها أو كان ملهما لها"، وقال إن معظمها لم يتلق التغطية الاعلامية اللازمة. واللائحة تغطي الفترة من سبتمبر 2014 حتى ديسمبر 2016.

وبالإضافة إلى هجوم برلين الذي وقع في ديسمبر في السنة الماضية، تضم القائمة أيضا هجمات بارزة مثل الهجوم الذي وقع في نيس يوليو الماضي، وإطلاق النار في ملهى بلس في أورلاندو بفلوريدا في يونيو الماضي، وإطلاق النار في سان بيرنادينو في كاليفورنيا في ديسمبر 2015، والهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر 2015.

وأكد ترامب دعم إدارته لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بقوة، مطالبا في نفس الوقت جميع أعضاء الحلف بتقديم التزاماتهم المالية بشكل كامل ومناسب.

خامنئي

إلى ذلك، رأى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أمس أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يكشف "وجه أميركا الحقيقي". وقال خامنئي في خطاب ألقاه أمام عسكريين في طهران: "إننا ممتنون لهذا السيد (ترامب)... لقد أظهر وجه أميركا الحقيقي. ما نقوله منذ أكثر من ثلاثين عاما عن الفساد السياسي والاقتصادي والاخلاقي والاجتماعي داخل نظام السلطة الأميركي، جاء هذا السيد وكشف عنه خلال الحملة الانتخابية وبعدها". وقال انه "يظهر من خلال ما يفعله واقع أميركا، واقع حقوق الإنسان في هذا البلد: يكبلون طفلا في الخامسة من العمر".

وذكرت وسائل الاعلام الايرانية الاسبوع الماضي أنه تم تكبيل طفل إيراني عمره خمس سنوات في أحد المطارات الأميركية بعد إصدار ترامب الأمر التنفيذي بحظر الهجرة والسفر مؤقتا من سبع دول ذات أغلبية مسلمة بينها إيران إلى الولايات المتحدة.

وقال المرشد: "هذا الرجل (ترامب) يدعي أن (الرئيس السابق باراك) أوباما كان لطيفا معنا، ويجب أن نشكره. على ماذا يجب أن نشكر اوباما على الفتنة التي أثارها ضدنا عام 2009 أو العقوبات الاقتصادية التي حاول من خلالها افشال إيران، لكن الشعب الايراني افشلها بمقاومته؟ أم يجب أن نشكره على ايجاد "داعش" او اشعال الحروب في سورية والعراق؟

وأضاف: "يقول (ترامب) يجب ان تهابوني! لن أعطيه الجواب اليوم، انتظر يوم 22 بهمن (ذكرى انتصار الثورة في إيران) وستأخذ جوابك وترى الى اي مدى يهابك الشعب الإيراني".

وتنظم مسيرات وتظاهرات بعد غد الجمعة بمناسبة الذكرى الـ38 للثورة التي أطاحت نظام الشاه وجاءت بحكم رجال الدين. وسيقام عرض عسكري ضخم في طهران يلقي خلاله الرئيس حسن روحاني كلمة.

وكتب ترامب على "تويتر" قبل أيام ان "إيران تلعب بالنار، لا يدركون كم كان الرئيس أوباما لطيفاً تجاههم. ليس أنا!"، قبيل الإعلان عن عقوبات محددة الأهداف ضد إيران ردا على تجربة صاروخ بالستي في 29 يناير.

روحاني

من ناحيته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية كان اتفاقا مفيدا للجميع بخلاف ما يعتقد الرئيس الأميركي، مشيرا إلى أن الاتفاق يمكن أن يستخدم كمنصة انطلاق لنزع فتيل التوتر في المنطقة. وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة "يقرأ الرئيس الأميركي الجديد نص الاتفاق النووي لكنه لا يقبله. يقول إن هذا أسوأ اتفاق في التاريخ"، وأضاف: "هذا اتفاق متبادل المنفعة. الجميع مستفيد منه... يمكن استخدام المفاوضات النووية كمثال لمحادثات أخرى من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة".

back to top