أفضل مدخرات ترامب خصومه غير المتزنين

نشر في 08-02-2017
آخر تحديث 08-02-2017 | 00:05
 ناشيونال ريفيو من الجيد بالنسبة إلى الديمقراطيين أن لا مبالاة الكثير من الناخبين، التي أدت إلى خسارة هيلاري كلينتون في شهر نوفمبر، تبددت مع تسلم ترامب سدة الرئاسة، لكن الخبر السيئ بالنسبة إليهم أن نيران الاحتجاجات قد تتأجج بقوة، منفّرة الناخبين المعتدلين ومهددة أي ديمقراطي يتردد في صب الزيت على النار.

لا شك أن رد الفعل التصاعدي تجاه انتصار ترامب يفتقر إلى ما هو أعمق من مجرد إشارة عابرة إلى الأسباب التي منعت اليسار خلال سنوات عهد أوباما الثماني من تحقيق الوعود بـ»التغيير»، معالجة عدم المساواة في المداخيل المتضاعف وركود الطبقة الوسطى، والفوز باحترام أصدقاء الولايات المتحدة أو حتى خصومها.

شكك عدد من الديمقراطيين في الآونة الأخيرة في ميل الحزب الدائم إلى نبرة سلبية معرقِلة، ومن المفترض بالديمقراطيين تعلّم درس من جهودهم العقيمة خلال عهد ريغان، حين هاجموا الرئيس بدل أن يسعوا لاستمالة قاعدة ناخبيه بتبنيهم رسالة إيجابية، ويُوافق السيناتور الديمقراطي كريس مورفي من كونيكتيكت إلى حد ما على هذا الطرح قائلاً: «يجب أن نقدّم رسالة إيجابية عن نمو اقتصادي للجميع وعن بلد يضم الكل. لا يمكننا أن نرد على شتى المسائل».

يوضح مورفي أن عدد مبادرات ترامب ووتيرتها يصعّبان الحفاظ على حالة من الغضب الدائم. ويذكر ديفيد كاتانيس، صحافي من مؤسسة News &World Report الأميركية: «لا يشكل كل هذا حادثاً طارئاً بالنسبة إلى الديمقراطيين، ولكن بما أن شعبية ترامب تتراوح بين 45% و49% وفق استطلاعات الرأي، لا يعكس الغضب النابع من واشنطن والمدن الكبرى في الولايات المتحدة على الأرجح رأي كامل شرائح المجتمع في هذا البلد عموماً. ويعتبر بعض الديمقراطيين أن واقع أن هذه المعارض الشرسة المتواصلة تؤدي إلى نتائج عكسية ينبئ بالسوء».

حتى قرار ترامب التنفيذي، الذي يحظر مؤقتاً سفر مواطني سبع أمم إسلامية إلى الولايات المتحدة، يحظى بتأييد نصف الأميركيين تقريباً، رغم طريقة تقديمه التي انتقدها كثيرون، بمن فيهم محررو «ناشيونال ريفيو»، معتبرين إياها فاشلةً. أما دعم بناء جدار على طول الحدود مع المكسيك فيُقارب الخمسين في المئة أو حتى يتخطاها.

سنشهد أول اختبار لاستراتيجية «المقاومة الشاملة» في وجه ترامب مع معركة الموافقة على تعيين نيل غورساتش الذي اختاره ترامب ليرأس المحكمة العليا. تحض المجموعات اليسارية الديمقراطيين على استخدام كل الأساليب المتاحة بغية منع تعيين غورساتش. على سبيل المثال بعدما أعلن كريس كونز ممثل ديلاوير الديمقراطي في مجلس الشيوخ، أن غورساتش يستحق في رأيه جلسة استماع ومن ثم التصويت على تعيينه، بعثت لجنة حملة التغيير التقدمي الليبرالية برسالة إلكترونية إلى أعضائها، الذين يبلغون المليون، حضتهم فيها على التنديد بكونز.

تشير ستيفاني تايلور، التي شاركت في تأسيس هذه اللجنة: «لا يتقبل الناس راهناً أي ضعف من السياسيين الديمقراطيين»، لكن الادعاءات أن الشعب يود اللجوء إلى مماطلة سياسية في تعيين غورساتش عارية عن الصحة، ففي استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي إن إن»، دعم المشاركون تعيين غورساتش بهامش 36% إلى 49% ويدرك أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون المتعقلون أنهم إن ماطلوا في تعيين غورساتش فسيلجأ زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على الأرجح إلى رفض هذه المماطلة، مما يترك الديمقراطيين مع قدرة أقل على التأثير في مصير المرشح التالي، ولا شك أن خطوة مماثلة ستميل كفة ميزان المحكمة بقوة إلى اليمين.

لكن هذه الاعتبارات العملية توضع جانباً في الوقت الراهن مع السعي الحثيث لتصوير ترامب كـ»زعيم فاشي» يشغل البيت الأبيض، وفي كاليفورنيا يتوقع ريجي جونز-سواير، أحد أعضاء المجلس الديمقراطي في لوس أنجليس، أن تتحول معارضة ترامب «إلى معركة قانونية طويلة، وعنيفة، وشرسة مع امتداد الدماء المُراقة من الولاية الذهبية (كاليفورنيا) إلى العاصمة واشنطن». إن كان الديمقراطيون يعتقدون أن هذا النوع من المعارضة الحزبية المبالغ فيها سيحقق النجاح أو يستميل الناخبين المعتدلين، فأتمنى لهم التوفيق، إذ يبرع ترامب في تنفير الكثير من الناخبين والتفوه بالعبارات الغبية، ولكن قد يتضح أن أفضل أصوله يكمن في أن معارضيه، الذين يميلون إلى المغالاة، أكثر منه مهارة في تقديم أنفسهم بشكل سلبي.

* جون فاند

* «ناشونال ريفيو»

back to top