«مهاجم اللوفر» يخرج من دائرة الخطر والمتحف يفتح أبوابه

• والد الحماحمي لواء شرطة متقاعد يشكك في تورطه
• أحد أشقائه ضابط وآخر في «الرقابة الإدارية»

نشر في 05-02-2017
آخر تحديث 05-02-2017 | 00:03
خرج المتهم بتنفيذ هجوم اللوفر بباريس من دائرة الخطر صحياً، دون أن تتمكن الشرطة الفرنسية من استجوابه، وسط تشكيك من والد المشتبه به بتورطه في الهجوم، متحدثا عن ثغرات في الرواية الفرنسية.
سجل الوضع الصحي للرجل الذي هاجم بالساطور 4 عسكريين أمام متحف اللوفر في باريس وهو يصرخ "الله اكبر"، تحسنا أمس، ولم تعد حياته في خطر.

وقال المصدر إن المهاجم الذي يعتقد أنه عبدالله رضا الحماحمي (مصري - 29 عاما) الذي أصيب بجروح خطيرة في البطن، بعد أن أطلق أحد العسكريين النار عليه، لايزال في وضع صحي لا يسمح باستجوابه في الوقت الحاضر.

وقد وقع الهجوم أمس الأول على مدخل متحف اللوفر الذي تؤمه أعداد كبيرة من السائحين. وانقض المهاجم الذي كان يحمل ساطورين يبلغ طول كل واحد منهما 40 سنتيمترا، على دورية من أربعة جنود، "وهو يصرخ الله أكبر". وأصاب بجروح طفيفة جنديا، ثم ألقى بنفسه على جندي آخر فوقع، كما قال النائب العام في باريس، فرنسوا مولان.

وأطلق الجندي الذي كان على الأرض "النار أول مرة نحو الجزء السفلي من البطن، فلم يتوقف المهاجم، فاضطر الجندي الى إطلاق النار من جديد ثلاث مرات".

إدانات

وقد دانت مصر والسعودية وقطر والإمارات، أمس، الهجوم. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن مصر "تدين الهجوم الإرهابي، وتدعو المجموعة الدولية الى مضاعفة الجهود لمكافحة ظاهرة الإرهاب الخطيرة"، دون أن تشير إلى المهاجم. كما نددت منظمة التعاون الإسلامي بـ "الهجوم الإرهابي".

الوالد

من ناحيته، قال والد الشاب المصري، اللواء المتقاعد في الشرطة رضا الحماحمي إن ابنه بريء، مؤكدا أنه لم يظهر أي ميول للتطرف، مؤكدا أنه كان على تواصل مستمر مع ابنه الذي يعمل مدير مبيعات في الشارقة بدولة الإمارات العربية.

وقال الوالد عن نجله "إنه شاب مسكين. كلنا نحبه"، مشيرا الى أنه لم يلحظ أي علامات على تشدده أخيرا.

وتابع الأب: "رواية الحكومة الفرنسية غير منطقية. طوله 1.65 مترا، وهاجم أربعة حراس؟"

وأكد عدم تطرف ابنه قائلا: "له صور دون لحية"، وتابع: "بيتنا معتدل".

وقال: "جاء الأمن الوطني (أمن الدولة)، وسألوا عن معلومات بخصوصه، وأعطيتهم كل ما أعرفه". وتقيم زوجة عبدالله الحماحمي حاليا عند والدها بالسعودية، برفقة ابنهم

البالغ 7 أشهر وهي حامل حاليا.

وكشف الوالد أن السلطات الإماراتية، حيث يقيم ابنه ويعمل، استجوبت العديد من أصدقائه.

وقال إن ابنه اتصل به منذ أيام ليخبره بأنه سيسافر مع زملائه في مهمة عمل للشركة في باريس، على أن يعود للشارقة السبت، وأنه سينتهز فرصة الحصول على إجازة يوم الجمعة للتنزه في باريس وشراء بعض الهدايا.

وأضاف أن عبدالله اتصل به مساء الخميس، قبل الحادث بيوم واحد، ليطمئنه عليه ويبلغه بانتهاء مهمة عمله بنجاح، وفي مساء اليوم التالي وهو الجمعة فوجئ بوسائل الإعلام الغربية تنشر خبر تورطه في تنفيذ الهجوم على متحف اللوفر، مؤكدا أن ابنه بريء من هذا التهمة لعدة أسباب.

ورأى الوالد أن "متحف اللوفر مؤمن بـ 3 بوابات إلكترونية يصعب معها دخول أي أسلحة بيضاء أو أي أجسام معدنية، فكيف سمح له بدخول المتحف وهو يحمل حقيبتين على ظهره، قيل إنه كان بهما خنجران؟ وتردد في البداية أنه يحمل سكينا اشتراه من فرنسا".

وتساءل الوالد قائلا: "هل من المعقول أن يذهب شاب لتنفيذ جريمة إرهابية وهو يحمل معه أوراقه الثبوتية وجواز سفره والهدايا التي اشتراها من فرنسا في حقيبته التي كان يحملها على ظهره أثناء دخوله متحف اللوفر؟"

وذكر أن ابنه "كان يرتدي ملابس عصرية ولم يضبط يوما متلبسا بارتداء ملابس قصيرة مثل تلك التي يرتديها عناصر الجماعات الإرهابية، وهو يستمع للموسيقي دائماً، وليس لديه أي ميول سياسية أو انتماءات لأي تيار ديني، وإلا من خلال حسه الأمني كضابط سابق كان قد علم بذلك أو لاحظه على الفور، مؤكدا أن عبدالله يكره الجماعات المتطرفة ويكره جرائمهم الإرهابية".

وحول ما كتبه عبدالله على صفحته على "تويتر"، قال والده "أشك في ذلك، ليست صفحته وقد تكون تعرضت لسطو أو سرقة أو هاكرز"، مضيفا أن "ما كتب بها ليست كلمات عبدالله المحب للحياة والكاره للعمليات الإرهابية والجماعات المتطرفة التي تقتل الأبرياء".

وقال الحماحمي إن ابنه الآخر يعمل ضابطا بالشرطة، وجميع أفراد عائلته يعملون بجهات كبيرة ولم يخرج من عائلته أي إرهابيين أو عناصر متطرفة".

وأكدت مصادر أمنية مصرية، صحة الاتهامات التي وجهت إلى المتهم المصري في الحادث، على الرغم من تأكيدها عدم وجود سوابق إرهابية للمتهم، وأن صحيفة الحالة الجنائية الخاصة به بيضاء.

إلى ذلك، قال مصدر رفيع المستوى لـ "الجريدة"، إن المتهم من مواليد 19 يونيو 1988، وسافر إلى دبي في يناير 2016 للعمل في مجال المحاماة، وهو متزوج ولديه طفل، وأن والده ضابط شرطة سابق برتبة لواء، خدم في جهاز الأمن المركزي، ولديه شقيقان أحدهما ضابط والثاني يعمل في هيئة قضائية "الرقابة الإدارية".

وأوضح المصدر أن الصحيفة الجنائية للمتهم خالية من السوابق الجنائية أو السياسية، مشيرا إلى أن الجانب الفرنسي طلب إرسال تحقيقات مع عائلة المتهم، وأرسلت مصر صباح أمس "فاكسا" أوضحت فيه أن العائلة ليست لديها أي توجهات.

المتحف يفتح أبوابه

وأعاد متحف اللوفر فتح أبوابه صباح أمس أمام السياح في باريس الذين وصلوا بأعداد كبيرة غداة الهجوم. وكان طابوران طويلان من السياح الصينيين في الطابق الأرضي، حيث تعرض العسكريون للهجوم.

وذكر مصدر في المتحف أن أحد مداخله، حيث وقع الهجوم، كان أمس لايزال مغلقا.

وكان عناصر من الشرطة يحملون رشاشات يسيرون دوريات بين السياح الذين كانوا يخضعون لعملية تفتيش حقائبهم قبل الوصول الى مدخل المتحف.

وقال السائح التركي علي تالي الذي كان برفقة زوجته: "إننا معتادون على التدابير الأمنية في تركيا". وأكد السائح البالغ الأربعين من العمر، الذي كان في اللوفر أثناء الاعتداء إنه "غير قلق".

وقالت السائحة الروسية إلينا لوردوغن (28 عاما) التي تعيش في ألمانيا لوكالة فرانس برس "اني قلقة لمجيئي اليوم، لكن بما أننا لم نتمكن من زيارة المتحف أمس قررنا أن نعود".

وقد أعادت المحلات التجارية التابعة للوفر التي أغلقت منذ بعد ظهر الجمعة، أيضا، فتح أبوابها.

آخر تغريدات المهاجم

أوردت وسائل إعلام مصرية آخر تغريدات على "تويتر" لمنفذ هجوم اللوفر في باريس، عبدالله الحماحمي، وهي:

• لا تفاوض، لا مساومة ، لا مداهنة .. ثبات لا تراجع ، حرب لا هوادة فيها

• لماذا يخافون من قيام دولة الإسلام؟ لأن دولة الإسلام تدافع عن مواردها وأرضها وعرض المسلمين وكرامتهم.

• "اصبري يا أماه فإنك على الحق هم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم وفيهم الخوف من لوم الناس وهم قد ضمنوا حب رب الناس.

• اللهم إن لنا أخوة في سورية وكل بقاع الأرض.

back to top