ترامب يهاجم إيران ويفتح جبهة مع كوريا ويصدم إسرائيل

الإدارة الأميركية تدين تصرفات روسيا بأوكرانيا وتعدل بعض العقوبات عليها بضغط من شركات التكنولوجيا

نشر في 04-02-2017
آخر تحديث 04-02-2017 | 00:05
ماتيس ونظيره الكوري الجنوبي يستعرضان حرس الشرف في سيول أمس (أ ف ب)
ماتيس ونظيره الكوري الجنوبي يستعرضان حرس الشرف في سيول أمس (أ ف ب)
غداة انتقاده لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من أنه ليس طيباً كسلفه باراك أوباما، في وقت توعد وزير دفاعه جيمس ماتيس كوريا الشمالية برد فعال وساحق.
في ظل تصاعد حدة التوتر بين البلدين، إثر إجراء طهران تجربة إطلاق صاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي، وعزم البيت الأبيض فرض عقوبات جديدة عليها، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من اللعب بالنار، وقال على موقع "تويتر"، أمس، إن "إيران تلعب بالنار، وإنهم لا يقدرون كم كان الرئيس أوباما طيبا معهم... لست هكذا!"

وذكرت مصادر مطلعة أمس الأول أن ترامب يعتزم فرض عقوبات على عدد من الكيانات الإيرانية سعيا لزيادة الضغط على طهران، في حين يضع استراتيجية أوسع لمواجهة ما يعتبره سلوكا مزعزعا للاستقرار من جانبها.

وبعد تغريدته بدقائق، رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على "تويتر" قائلا: "إيران لا تعبأ بالتهديدات، لأننا نستمد الأمن من شعبنا. لن نبادر بالحرب، لكن يمكننا دوما الاعتماد على وسائلنا في الدفاع".

وتأتي هذه التصريحات بعد تلويح ترامب باستخدام الخيار العسكري في التعامل مع التحديات الإيرانية خلال لقاء أمس الأول مع مسؤولي شركة "هارلي ديفيدسون" في البيت الأبيض.

روسيا

من جهة أخرى، وفي الوقت الذي يعتبر التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولوية بالنسبة الى ترامب، نددت سفيرته الجديدة الى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، بالأعمال العدائية لروسيا في أوكرانيا.

وشددت هيلي أمام مجلس الأمن أمس الأول على أن العقوبات ستظل مفروضة على موسكو "إلى أن تعيد روسيا السيطرة على شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا".

وبعد أن ثبت مجلس الشيوخ الأميركي تعيين ريكس تيلرسون وزيرا للخارجية، وهو المعروف بعلاقته الجيدة مع بوتين، من المتوقع أن يحدد سريعا توجهات الولايات المتحدة.

عقوبات روسيا

كما عدلت وزارة الخزانة الأميركية، أمس الأول، بعض العقوبات المتعلقة ببيع روسيا تجهيزات في قطاع تقنيات المعلوماتية مثل الهواتف الخليوية واللوحات الالكترونية، كما ورد في مذكرة نشرتها الوكالة المكلفة فرض عقوبات مالية في الإدارة الأميركية.

وقال مكتب مراقبة الموجودات الأجنبية إنه "أصبح يسمح ببعض عمليات التبادل مع روسيا عبر تعديل القرار الصادر عن إدارة الرئيس أوباما في أبريل 2015".

وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" أن تعديل العقوبات ضد هيئة الأمن الفدرالية الروسية جاء بعد تلقي وزارة الخزانة الأميركية شكاوى من شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" و"سيسكو".

لكن البيت الأبيض نفى بسرعة أن تكون هذه التعديلات تشكل تخفيفا في العقوبات، بل تعديلات معينة تخص صناعات أو بضائع أو خدمات محددة.

الاستيطان

وفي خطوة صادمة، قالت إدارة ترامب أمس الأول إن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ربما لا يكون مفيدا في إحلال السلام بالمنطقة. وبالرغم من هذا، قالت إنها لم تتخذ حتى الآن "موقفا رسميا" من الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.

وجاء في بيان للبيت الأبيض "فيما لا نعتقد أن وجود المستوطنات عائق أمام السلام، فإن إنشاء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة لأبعد من حدودها ربما لا يكون مفيدا في تحقيق هذا الهدف".

ويتعارض هذا مع الموقف السابق لترامب الذي ألمح إلى أنه سيكون أكثر تساهلا من سلفه أوباما، تجاه الأنشطة الاستيطانية.

من جهتهم، رحب مسؤولون إسرائيليون، أمس، ببيان للبيت الأبيض بشأن المستوطنات، معتبرين أنه يتغاضى عن البناء في الكتل الاستيطانية القائمة، وليس تلميحا إلى كبح البناء الذي أغضب الفلسطينيين ودولا أوروبية.

وفي ظاهره بدا البيان انتقادا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن خطط بناء استيطاني واسعة النطاق منذ تنصيب ترامب في 20 يناير تشمل بناء قرابة 6000 منزل جديد.

لكن بقراءة أعمق، كان البيان تخفيفا لسياسة إدارة أوباما، بل وحتى سياسة إدارة جورج دبليو بوش، لأنه لا يعتبر المستوطنات عقبة في طريق السلام، أو يستبعد التوسع داخل الكتل القائمة.

كوريا

آسيويا، وخلال زيارة إلى سيول، حذر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، من أن أي هجوم نووي لكوريا الشمالية على الولايات المتحدة أو أحد حلفائها سيقابل برد فعال وساحق".

وماتيس هو المسؤول الأول في إدارة ترامب الجديدة الذي يقوم بزيارة رسمية الى الخارج. بهدف طمأنة كوريا الجنوبية واليابان، الدولتين الحليفتين، بأن الولايات المتحدة ملتزمة أمنيا الى جانبهما ازاء كوريا الشمالية والصين.

كما أكد ماتيس خلال اجتماع مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي في طوكيو، التزام الولايات المتحدة بمعاهدة الدفاع المشترك بين البلدين.

وقال آبي إنه مقتنع بأنه مع ترامب وماتيس بإمكان الولايات المتحدة واليابان أن تظهرا للعالم "أن تحالفهما لا ينفصم".

حكومة نتنياهو تتريث في الرد على انتقاد البيت الأبيض وتفسره بأنه «ضوء أخضر» لاستمرار سياسات الاستيطان
back to top