ظاهرة الطلاق

نشر في 04-02-2017
آخر تحديث 04-02-2017 | 00:05
 أحمد العنزي الزواج من الروابط الإنسانية الوثيقة ومن العقود الشرعية الغليظة «وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً»، لما فيه من وداد وذرية وأولاد، وإذا كان الرجل سعيداً في حياته الزوجية فسينعكس ذلك على مسيرته، فيستمد القوة من بيته وينطلق منه ليجابه الحياة، وكذا المرأة إن كانت سعيدة في بيتها فقد حازت الدنيا، وعلى الزوجين أن يحرصا على صيانة المنزل كما يصون التاجر بضاعته من اللصوص، فلكل شيء قُطّاع طرق.

تتحدث الإحصائيات عن ارتفاع معدلات الطلاق، وتضاربت الأرقام بين نسب تدق ناقوس الخطر وأخرى معتدلة لبعض الدول، وفي دراسة للأستاذ محمد العوضي (من عام 2003 إلى 2012) أشار إلى ارتفاع معدلات الطلاق في الكويت، وأنها الأولى خليجياً! وهذا الأمر في الحقيقة يتطلب منا وقفة جادة للنظر في الأسباب وسبل الوقاية والعلاج.

ولقد شاركت في حل مشاكل أسرية كثيرة، فدخلت فيها مصلحاً ومحكماً، وأقمت بعض الدروس وألقيت بعض الخطب من منبر الجمعة للتوعية بالطلاق وآثاره السيئة، وقد تمر بالأسرة السعيدة بعض الرياح الشديدة والأمواج العاتية، فيحصل ما لا يحمد عقباه إذا لم يتم تدارك الأمر بحكمة ووعقل.

وفي مقدمة أسباب الطلاق التي رأيتها، أولاً: «تدخل» الأهل والأصدقاء، إذ يوسعون الفجوة ويضخمون الصغائر، وقد حذر النبي، صلى الله عليه وسلم، من التدخل السلبي فقال: «ليس منّا من خَبَّبَ امرأة على زوجها»أي أفسد امرأة على زوجها، ثانياً: «المقارنات»، وهي كفيلة بهدم العلاقة الزوجية، فيقارن زوجته بغيرها أو تقارن زوجها بغيره، فيدب النفور بينهما، والقناعة كنز لمن يعقل، ثالثاً: «الخلاف المالي»، وأقبحه بخل الزوج! كأن تطالب الزوجة بزيادة النفقة أو تكون موظفة ولا تنفق على بيتها، وهي أصلاً غير مطالبة، لكن من حسن العشرة أن تشارك زوجها أعباء الحياة، رابعاً: «الشك»، وهو من أشد معاول الهدم، فيشك في سلوك زوجته لسوء ظنه، أو لسوء أفعاله! فالشك من أسوأ الأمراض النفسية التي تفسد علاقة الزوجين، فأغلق باب الظنون، ولك الظاهر، والله يتولى السرائر، خامساً: «سوء المعاملة»، بالجفاء العاطفي والسب وقد تصل إلى الضرب! والراحمون يرحمهم الرحمن.

همسة: العلاج يتمثل في تجاوز الأسباب التي ذكرناها، وكوخ تضحك فيه المرأة خير من قصر تبكي فيه.

back to top