«توغل» الأسد شمالاً ينذر باشتباك قواته مع تركيا

• الجربا يقود «قوات نخبة عربية» في معركة الرقة
• ديميستورا يروّج لمرحلة انتقالية من 3 مراحل

نشر في 03-02-2017
آخر تحديث 03-02-2017 | 00:04
سورية نازحة من دير الزور تحمل متاعها وسط الثلوج في مخيم الأهوال بالحسكة أمس الأول	(أ ف ب)
سورية نازحة من دير الزور تحمل متاعها وسط الثلوج في مخيم الأهوال بالحسكة أمس الأول (أ ف ب)
في خطوة تهدد بإطلاق شرارة مواجهة مع تركيا، وسّع جيش الرئيس السوري بشار الأسد نطاق سيطرته حول مدينة حلب وطوّر عملياته العسكرية شمال المحافظة، حيث تجري أنقرة عملية "درع الفرات" ضد تنظيم "داعش".
في تحذير ينذر باقتراب مواجهة محتملة مع القوات التركية، التي تقود عملية «درع الفرات» في الشمال، أعلن جيش الرئيس السوري بشار الأسد رسمياً لأول مرة، أمس، أن تقدمه الأخير في ريف حلب الشرقي مجرد نقطة بداية لمزيد من العمليات لطرد تنظيم «داعش» وتوسيع هيمنته على الحدود.

وتمكنت قوات الأسد من دفع «داعش» للتقهقر سريعاً في الأسبوعين الماضيين لتصبح على بعد 6 كيلومترات من مدينة الباب التي يستميت فيها التنظيم للاحتفاظ بها.

وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية، في بيان، أن «وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تمكنت خلال عمليتها العسكرية الواسعة ضد تنظيم داعش الإرهابي من تحرير أكثر من 32 بلدة ومزرعة بمساحة إجمالية بحدود 250 كيلومتراً مربعاً شمال شرق حلب»، إضافة إلى 16 كيلومتراً من الطريق السريع الذي يربط حلب بالباب الواقعة إلى شمالها الشرقي.

ويخاطر تقدم النظام بإثارة مواجهة مع تركيا التي أرسلت دبابات وطائرات عبر الحدود لدعم فصائل المعارضة بصورة منفصلة، في محاولة أيضاً للسيطرة على الباب، شمال سورية الذي يعد من أكثر الميادين تعقيداً في الحرب المتعددة الأطراف، إذ يحارب النظام وتركيا والمعارضة المتحالفة معها وتحالف قوات سورية الديمقراطية (قسد)، مدعومة من الولايات المتحدة، تنظيم «داعش» هناك في الوقت الحالي.

واعتبرت القيادة «أن إنجاز العملية العسكرية يوسّع دائرة الأمان حول مدينة حلب، ويشكل منطلقاً لتطوير العمليات العسكرية في مواجهة تنظيم داعش وتوسيع مناطق سيطرة الجيش والتحكم بطرق المواصلات التي تربط المنطقة الشمالية بالمنطقة الشرقية»، مؤكدة التزامها بحماية المدنيين والحفاظ على وحدة أراضي سورية.

وقال مصدر في التحالف العسكري الموالي للأسد، أمس الأول، إن الجيش السوري يهدف إلى الوصول إلى الباب، ومستعد «بالتأكيد للاشتباك مع الجيش السوري الحر» الذي يقاتل إلى جانب الجيش التركي إذا لزم الأمر، مؤكداً أن الهدف الرئيس هو إحباط «طموحات تركيا» وضمان مواقع أقوى للجيش في تلك الجبهة، بدلا من المبادرة إلى إطلاق مواجهة مباشرة مع العسكريين الأتراك.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الهجوم التركي دفع مقاتلي المعارضة الذين، حارب بعضهم ضد الأسد أيضاً في حلب، إلى أطراف مدينة الباب، التي رفضت أنقرة الأسبوع الماضي فكرة تسليمها بعد طرد «داعش» منها.

«درع الفرات»

وفي إطار «درع الفرات»، أعلنت رئاسة الأركان التركية أمس تنفيذ غارات جوية أدت إلى مقتل 51 عنصراً من «داعش» وتدمير 85 هدفاً في مناطق الباب وتادف وقباسين وبزاعة بريف حلب.

وبعد اجتماع حضره الرئيس رجب طيب إردوغان، أكد المجلس تمسكه بحماية وتعزيز وقف إطلاق النار ونتائج محادثات أستانة، التي تناولها بالتفصيل، مشدداً على مواصلة تركيا جهودها لبدء مرحلة الانتقال السياسي في سورية، مع تأكيد التزامها بمسؤولياتها الإنسانية.

إلى ذلك، كشف المعارض البارز أحمد الجربا أن قوة من النخبة العربية مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل تحت قيادته تتلقى تدريباً مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استعداداً للمشاركة في الحملة العسكرية لطرد «داعش» من معقله في الرقة.

وقال الجربا، الذي أسس «تيار الغد السوري» في مقابلة مع «رويترز» بالقاهرة إن «هناك برنامجا مع قوات التحالف للتدريب. سنكون حاضرين بهذه المعركة بقوة ونحن في طور التجهيز لها لتحرير بلادنا وتطهيرها من هذا السرطان الإرهابي الذي هو داعش».

في المقابل، شن تنظيم «داعش» هجوماً كبيراً ليل الأربعاء- الخميس على مطار السين العسكري في ريف دمشق قتل 14 جندياً نظامياً، واستولى على عدة مواقع في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد مصدر ميداني سوري بأن أكثر من 300 جندي اضطروا إلى الانسحاب من معمل أسمنت البادية شرق مدينة دمشق باتجاه قاعدة الضمير العسكرية، وعادوا بعد ساعات بهجوم كاسح استعادوا خلاله قرية أم الرمان شرق مدينة الضمير.

وفي حمص، وسع النظام نطاق سيطرته في منطقة التيفور خلال عملياته العسكرية الواسعة لطرد «داعش» من الريف الشرقي وسيطر على مزرعة فضة وبيت فضة وقصر الحير الغربي بعد تكبيد داعش خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.

مرحلة انتقالية

سياسياً، أجرت المجموعة العربية في الأمم المتحدة مباحثات مع المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا أعلنت فيها تأكيده أن العملية الانتقالية ستتم على 3 مراحل، تتضمن تشكيل حكومة انتقالية ودستور.

وإذ حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس على غرار مبعوثه من إمكانية تحديد ممثلي وفد المعارضة إلى المفاوضات المرتقبة في 20 من فبراير، في حال لم تتمكن الأخيرة من ذلك، ذكرت فصائل المعارضة المسلحة في بيان أنها لا يمكنها أن تقبل دعوة لمحادثات سلام لا تؤدي إلى نقل السلطة لهيئة حكم انتقالي.

فصائل المعارضة ترفض أي محادثات لا تؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي
back to top