باسكال مشعلاني: أتمنّى لقب «سفيرة الأغنية اللبنانية»

• النجمة اللبنانية تتحدّث عن أغانيها الجديدة وتكريماتها الأخيرة

نشر في 03-02-2017
آخر تحديث 03-02-2017 | 00:00
لا تحتاج باسكال مشعلاني إلى مقدمات للتعريف بها، فهي تملك مسيرة فنّية طويلة مكللة بنجاحات وتكريمات، آخرها تلك التي حصدتها في مصر «أم الفن» كما قالت النجمة اللبنانية التي تنتظر وجمهورها بفارغ الصبر ولادة ألبومها الجديد في مارس المقبل ويصادف فيه عيد ميلادها أيضاً، مما يجعل الفرحة فرحتين.
بعفويتها المعهودة وخفة دمها، تطلّ باسكال مشعلاني على صفحات «الجريدة» لتكشف عن تفاصيل ألبومها الجديد وعن سعادتها بالتكريمات التي حصدتها أخيراً ورغبتها في إنجاب طفل جديد، وغيرها من مواضيع في هذا اللقاء.
لا شك في أن 2016 كان عام تكريمك بامتياز في مصر. ماذا تعني لك التكريمات التي حصدتها؟

أفتخر بها كوني كرّمت في مصر أم الدنيا ومن جهات رسمية ومحترمة مثل وزراة الثقافة واتحاد الإذاعة والتلفزيون. لا شك في أن هذه التكريمات أسعدتني كثيراً كونها تأتي من «أم الفن» التي كرّمتني على مشواري الفني وعلى نجاح فيديو كليب أغنية «راجعة»، من ثم لا يمكن الشك أبداً في مصداقيتها إذ هي بعيدة كل البعد عن الجوائز المتفق عليها مسبقاً أو المدفوعة سلفاً والتي تكون في طبيعة الحال مزيفة وغير حقيقية.

ماذا يعني لفنانة لبنانية أن تُكرم في بلد مثل مصر؟

هذا التكريم إحدى أهم الجوائز على قلبي. تكريمي في «أم الدنيا» دليل قاطع على أنه ليس من المفترض أن تغنّي اللون المصري فحسب لتُكرم وتفرض نفسك كفنان في بلد مثل مصر، وهنا تكمن القوة. كذلك يؤكد أن الجمهور المصري يحب الأغنية اللبنانية، وهو الأمر الذي بدا جلياً في حفلات أحييتها أخيراً حيث طالبني الحضور بأداء كثير من أعمالي اللبنانية مثل «نور الشمس»، و«بحبك أنا بحبك» وغيرهما الكثير.

بين مصر ولبنان

هل يحزنك أن لبنان لم يكرّمك كما فعلت مصر؟

سبق أن كرّمت أكثر من مرّة من الجيش اللبناني، الأمر الذي أفتخر به كثيراً، فضلاً عن التكريمات التي حصدتها على صعيد المهرجانات وغيرها. أما إن كنت تقصد بسؤالك جائزة «الموركس دور»، فقد اتصلوا بي العام الماضي بهدف تكريمي إلا أن ظروفاً معينة لا أذكرها حالت دون ذلك. أتمنى أن أكون هذا العام من ضمن الأسماء المكرمة وأنا على استعداد لأي حديث معي في هذا الشأن.

ولكنهم تأخروا في ذلك ألا توافقينني الرأي؟

صحيح، خصوصاً أنني كُرمت في أكثر من دولة عربية من بينها المغرب وتونس، ولكن هذه حال لبنان، فثمة فنانون كثر يستحقون أن يُكرموا قبلي إلا أنهم لم يحظوا بهذه الفرصة لغاية اليوم!

نلاحط في الآونة الأخيرة تكريمات عشوائية لا تأخذ بعين الاعتبار لا مسيرة الفنان ولا نجاحاته. ما رأيك؟

كما تعلم المصالح تؤدي دورها في هذا الإطار. ثمة فنانون يُكرمون من دون النظر إلى تاريخهم الفني أو على حساب فنانين ربما يستحقون التكريم أكثر منهم. ولكن لا يخلو الأمر من جهات تحسن الغربلة والاختيار. لا يعنيني التعليق على هذا الموضوع، بل تهمني محبة الجمهور لي والتكريمات التي حصدتها على مدار مسيرتي المهنية. من جهة أخرى، للتكريمات من الخارج نكهة خاصة إذ تأتي تقديراً لمسيرتك الفنية الطويلة والنجاحات التي حققتها، ولا يتدخل فيها أي وسيط، ولكن طبعاً يبقى التكريم الذي تحصده في وطنك الأم عزيزاً على قلبك.

كرّمتك وزارة الثقافة المصرية فيما لم تقم بذلك نظيرتها في لبنان!

فليكرموا أولاً الفنانين الذين يستحقون التكريم قبلي مثل الفنان الكبير ملحم بركات رحمه الله. حين تتحسن الأوضاع في لبنان وتعود السياحة إلى سابق عهدها فهذا بحدّ ذاته تكريم لي!

في لبنان يُكرّم الفنان بعد وفاته!

صحيح. فنانون كثيرون كُرِّموا بعد وفاتهم أو في مرحلة متأخرة من حياتهم، كذلك أسماء كثيرة تستحق التكريم إلا أنها لم تُكرم بعد وربما يعود ذلك إلى التلهي بالأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد.

تفاؤل وأمل

يبدو أن العهد الرئاسي الجديد في لبنان يبشر بالخير.

إحساسي يقول لي إن ثمة ازدهاراً كبيراً ينتظر لبنان في العهد الجديد، خصوصاً في ما يتعلق بالقطاع السياحي، كذلك لدي أمل كبير في تأمين فرص عمل جديدة للفئة الشابة في لبنان.

كيف تقيمين عام 2016 على الصعيد الشخصي؟

لا شك في أنها كانت سنة جميلة على الصعيد الصحّي أولاً كون الصحة هي الأغلى في حياة الإنسان، فضلاً عن التكريمات التي حصدتها ونجاح «راجعة» كلمات ولحناً وتصويراً، فأنا دوماً أنظر إلى الأغنية كعمل كامل متكامل. أما عام 2017 فسيتكلل بإصدار ألبوم جديد وعدد من مشاريع وتكريمات سأكشف عنها في الوقت المناسب.

ماذا عن تفاصيل الألبوم؟

سيتضمن أكثر من 10 أغانٍ جديدة تتأرجح بين اللهجتين اللبنانية والمصرية، على أن يصدر أول من مارس المقبل لأن هذا الشهر عزيز على قلبي كون عيد ميلادي يصادف فيه كذلك عيد الأم والطفل، ولأنه شهر الربيع والمرأة. أنا متفائلة جداً بالألبوم، واستمتعت كثيراً بمختلف مراحل تنفيذه، إذ يضمّ ألواناً متنوعة من اللبناني الكلاسيكي الجميل إلى «البوب» اللبناني الذي اعتاد عليه الناس، فضلاً عن المصري الكلاسيكي و«البوب» المصري، والطرب اللبناني، وأغنية خاصة بالأعراس وأخرى شبابية تتميّز بإيقاعها السريع، بالإضافة إلى تجديد «على الله تعود» للعملاق الكبير وديع الصافي.

وديع الصافي

اختيار أغنية للفنان الكبير وديع الصافي خطوة فيها كثير من التحدي كونها تتناسب أكثر مع طبقات الرجل الصوتية.

لا شك في أنها خطوة لا تخلو من التحدي، وأقدمت عليها لأن قلة هن الفنانات اللواتي تجرأن على أداء أغنية للكبير وديع الصافي، فأغنياته لطالما كانت حكراً على الفنانين الرجال. كذلك جاء تجديدها من باب حبي الكبير لهذا العملاق الكبير الذي أعتبره حالة فنّية لن تتكرّر.

لماذا وقع اختيارك على هذه الأغنية تحديداً؟

اخترتها من بين أربع أغانٍ بعدما وجدت أنها تتناسب وقدراتي الصوتية. ولما كان الفنان يجب أن يصل إلى مرحلة معينة يسعى فيها إلى تحدّي نفسه وصوته، فوضعت في الأغنية بصمتي الخاصة، وأتمنى أن يحبها الناس بصوتي. كذلك لا يختلف اثنان على أن تجديد أي أغنية من الزمن الجميل خطوة أساسية ليتعرف إليها الجيل الجديد ولتكريم عمالقة الفن الذين رحلوا عنا.

ماذا عن أغنية «ما كنا ارتحنا» التي سجلتها أخيراً في اسطنبول؟

تحمل اللون الكلاسيكي، وجميلة جداً كلمات ولحناً وتوزيعاً. هي من كلمات الشاعر نادر عبدالله، وألحان الفنان محمد عبيه والتوزيع طبعاً لملحم أبو شديد الذي استخدم فيها إيقاعات منفردة رائعة مثل البوزوكي الشهيرة، لذلك سجلناها في تركيا حيث يحترفون العزف المنفرد على هذه الآلة.

الأغنية اللبنانية سيدة الموقف

هل تقصدت أن تطغى الأغنية اللبنانية على ألبومك الجديد؟

بعد طرح «راجعة» اتصل بي كثير من الفنانين والأصدقاء لتهنئتي وطالبوني بمضاعفة أعمالي اللبنانية، خصوصاً أن مغنين قليلين يؤدون اللون اللبناني، ما شجعنا فعلاً على تنفيذ الألبوم بدقة أكبر، خصوصاً بعد مرور نحو ست سنوات على إصدار آخر ألبوم لبناني مصري لي.

هل تطمحين إلى لقب سفيرة الأغنية اللبنانية إلى العالم العربي؟

أتمنى ذلك، علماً بأن أي فنان لبناني يملك صوتاً جميلاً ويحمل معه الأغنية اللبنانية إلى العالم من خلال حفلات في الخارج فإنه يمثل لبنان، من ثم يكون في طبيعة الحال سفيراً لبلده.

لماذا غابت الأغنية الخليجية عن الألبوم المرتقب؟

لا يزال الألبوم الخليجي الذي أصدرته منذ عامين يلاقي رواجاً عبر تطبيق «أنغامي»، لذا غابت الأغنية الخليجية عن ألبومي الجديد الذي أردت أن يكون لبنانياً، مع إضافة عدد من الأغاني المصرية أسوة بالألبومات التي قدّمتها سابقاً.

ألبوم من الزمن الجميل

هل صحيح أنك في صدد تجديد أغانٍ من تراث الزمن الجميل وضمّها في ألبوم واحد؟

صحيح، وبدأ زوجي ملحم العمل عليه. الفكرة انطلقت منذ أربع سنوات، ولم آخذها على محمل الجدّ آنذاك. ولكن حين لمست تفاعل الناس معي عندما أؤدي أغاني من الزمن الجميل قررت الإقدام على مشروع مماثل، وسألت نفسي: لمَ لا أجدد الأغاني الأحب على قلبي والتي تتناسب وصوتي وأضمها في ألبوم واحد؟ وها نحن اليوم نتحضّر لتسجيلها بطريقة تتماشى مع الزمن الجميل، أي سننفذ كل أغنية بمرافقة موسيقى حية تعزفها فرقة موسيقية في الأستوديو.

بينما يحسب الفنانون ألف حساب قبل إصدار ألبوم غنائي كامل يبدو أنك تسيرين عكس التيار. لماذا؟

لم أكن يوماً ضد الأغنية المنفردة، وسبق أن أصدرت أغاني عدة في هذا الإطار. ولكن يبقى طرح ألبوم جديد خطوة أساسية يجب أن يُقدم عليها الفنان كل ثلاث أو أربع سنوات كحدّ أقصى، خصوصاً أن جمهور الألبوم لا يزال موجوداً.

أم للمرة الثانية

رداً على سؤال عما إذا كانت تخطط لإنجاز عائلي جديد وإضافة فرد آخر إلى العائلة خلال عام 2017 إلى جانب إنجازاتها الفنية، تقول باسكال مشعلاني: «أنا جاهزة لخطوة مماثلة إن شاء ربّ العالمين ذلك، ويبقى هذا الأمر مرتبطاً بمشيئته سبحانه وتعالى كون الإنسان مسيراً وليس مخيراً. أشكر الله على ابني ايلي الذي أرى الدنيا كلها في عينيه، ليحفظه الله ويحفظ الأطفال كلهم. في الوقت نفسه، أعد جمهوري بأن 2017 سيكون مزدحماً بالمشاريع والحفلات والمهرجانات بإذن الله، علماً بأن اهتمامنا في الوقت الراهن ينصب على الألبوم الجديد، خصوصاً أن تسويقه يحتاج إلى وقت، على أن ننظِّم حفلة توقيع في لبنان وعدد من الدول العربية بالتعاون مع شركة روتانا».

فنانون كثر يُكرمون من دون النظر إلى تاريخهم الفني

تحدّيت ذاتي في أغنية «على الله تعود»
back to top