خاص

الجريدة• تحاور قاتل أسرته في قنا: ليتني قتلتُ نفسي

حسن قتل زوجته وأخته وأبناءه الخمسة بـ 25 رصاصة... وشقيقته: مريض عقلي

نشر في 02-02-2017
آخر تحديث 02-02-2017 | 00:03
No Image Caption
شهدت قرية فاو التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا، صعيد مصر، جريمة قتل بشعة، أثارت جدلا واسعا في الشارع المصري، عكستها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي نقلت تعليقات النشطاء بكثير من الصدمة، حيث أقدم مزارع على قتل زوجته وشقيقته وأبنائه الخمسة، في حادث أصاب أهالي القرية الهادئة بالذهول.

"الجريدة" حاورت القاتل محمد حسن (39 عاما) الذي وقف ببصر شاخص لا يصدق ما حدث، يبكي في هستيريا، ويقول صارخا: "أنا ما استحقش أعيش... مش عارف عملت كده إزاي... الكلب يخاف على أولاده... معقول ما طلعش قلبي أحن على ولادي من الكلب؟.. هما في الجنة وأنا رايح النار... اعدموني بدون محاكمة، مش عاوز أعيش في النار دنيا وآخرة".

الروايات التي فسرت سبب قيام حسن بجريمته كثيرة، وحين سألته "الجريدة" عن السبب الحقيقي، انهار قائلا: "ماحدش يسألني عملت كده إزاي... أتمنى أولادي يسامحوني، أنا لبسني جن... ماكنتش في وعيي.. ماحستش بنفسي غير والدم مغرق المكان... ليتني قتلت نفسي".

كرجل فقد عقله، مضى يسأل نفسه: "إيه يعني مصاريفهم كتير... وإيه يعني بيعملوا دوشة".

أصداء الحادث مازالت تهز مشاعر المصريين، وتعج مواقع الـ "سوشيال ميديا" بأسئلة على شاكلة: "كيف لرجل أن يقتل جميع أفراد أسرته بدم بارد، كيف أنهى حياتهم بـ ٢٥ طلقة في لحظة واحدة، دون أن تأخذه بهم رحمة أو رأفة"! ملابسات الواقعة تحمل الكثير من المفاجآت، فقد كانت عقارب الساعة وقت اندلاع الجريمة تشير إلى الرابعة فجرا، أسرة محمد تنعم بنوم هادئ كالعادة، بينما ظل هو مستيقظا طوال الليل، وفي داخله تتصارع أفكار لم يفصح عنها، فجأة فتح دولاب ملابسه وأخرج سلاحه الآلي "غير المرخص" الذي كان يخبئه بعيدا عن متناول أيدي أطفاله، فقد اشترى هذا السلاح ليحمي نفسه ويحميهم من أي شرور أو لصوص يترصدون بيته الريفي، إلا أنه قرر أن يلعب دور الشرير الذي ينهي حياتهم في لحظة مرة لم يستطع تفسيرها حتى الآن. في دقائق معدودة كان قد نفذ حكم إعدام أسرته، بدأ بقتل زوجته (دعاء خليفة - ٢٦ عاماً) بخمس رصاصات، ثم توجه نحو أبنائه الخمسة (صبري - 6 أعوام) و(قدري - 4 أعوام) و(لطفي - 7 أعوام)، و(أمل - 3 أعوام) و(ملك - عامان) ليقتلهم جميعا بـ٢٠ رصاصة، وحين تستيقظ شقيقته التي تقيم معهم وتهرع إلى مكان إطلاق الرصاص يباغتها بطلقات ترديها قتيلة هي الأخرى، ليجلس بعدها باكيا وسط بركة من الدماء.

شهود عيان من الجيران قالوا لـ "الجريدة" إنهم هرعوا صوب صوت إطلاق الرصاص، ظنا منهم أن جارهم تعرض لعملية سطو، لكنهم فوجئوا به يبكي في حالة هستيرية، ويتمتم بعبارات غريبة، ولم يستطع أحد منهم الاقتراب منه حتى جاء رجال الشرطة الذين هدأوا من روعه، وانتزعوا السلاح من يده بهدوء وألقوا القبض عليه.

المتهم له شقيقة أخرى تدعى نورا (ربة منزل) قالت: "مش عارفة عمل كده إزاي... ربنا يرحمهم... أنا مصدومة ومش مصدقة إن أخي اللي قتل زوجته وأولاده وأخته"، وتابعت باكية: "قبل الواقعة بيوم كان خائفا عليهم، وقال لي إنه خايف أن يؤذيهم أحد... ربما اعتقد أنه بقتله لهم سيريحهم من الدنيا".

وأكدت شقيقته أنه كان يعاني حالة اكتئاب خلال الفترة الأخيرة تصيبه بلوثة عقلية، وقالت: "لجأنا إلى المشايخ لعلاجه، لكنه لم يكن يستجيب، وشقيقته التي قتلها كانت تسكن معه لتساعد زوجته على تهدئته عندما يثور".

back to top