في معرض القاهرة الدولي للكتاب... محطات في مسيرة نهضة الكويت وجذور الثقافة المغربية وإصدارات متنوعة

نشر في 02-02-2017
آخر تحديث 02-02-2017 | 00:00
يشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تحمل دورته الـ48 شعار الشباب والمستقبل ويستضيف المغرب ضيف شرف هذا العام، حالة من السيولة الثقافية تنتشر بين إرجائه. يتنقل الرواد بين قاعات الندوات والأمسيات الأدبية والحلقات النقاشية وبين قاعات عرض الكتب. ورغم الشكوى العامة من ارتفاع الأسعار فإن حركة البيع لم تتأثر كثيراً، وحملت الكتب عناوين متنوعة شملت مجالات الثقافة والعلوم الإنسانية والفكر والمعرفة كافة.
تشارك دولة الكويت بجناح كبير في معرض القاهرة الدولي للكتاب راهناً يضمّ مجموعة إصدارات متنوعة تغطي جوانب عدة تتعلق بمسيرة دولة الكويت ونهضتها، كذلك تتناول تعريفاً بالمحطات المهمة في هذه المسيرة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وأكدت رئيسة قسم مؤسسات جامعة الدول العربية قطاع الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام الكويتية، ريم الحوطي، أن مشاركة الكويت تأتي في إطار السعي إلى تعزيز التعاون بين مصر والكويت، والذي يشهد ازدهاراً كبيراً في سائر المجالات، مشيرة إلى أن الجناح يلقى إقبالاً مشهوداً من رواد المعرض، كذلك يحظى باهتمام وسائل الإعلام فضلاً عن الاهتمام الرسمي الذي تمثل في زيارات كبار المسؤولين في وزارة الثقافة للجناح.

أضافت الحوطي أن المعروضات الكويتية تشمل أكثر من 50 عنواناً في مختلف المجالات، وتمثل ذخيرة مهمة للمهتمين من دارسين وباحثين وإعلاميين.

شخصيات لها تاريخ

إحدى أبرز الندوات التي نظمها المعرض «شخصيات لها تاريخ...» تناولت الشاعر الراحل فاروق شوشة، بمشاركة كل من الشاعر الكبير إبراهيم أبو سنة، والدكتور محمود فهمي حجازي، عضو في مجمع اللغة العربية، والدكتور أحمد درويش، أستاذ اللغة العربية.

وقال أبو سنة إن ذكرياته مع الشاعر فاروق شوشة كثيرة وامتدت سنوات طويلة، وألقى عدداً من قصائده من ديوان «نخلة الماء»، فيما ذكر حجازي إنه تعاون مع الشاعر الراحل في أعمال عدة أكثر من 30 عاماً، مضيفاً أن شوشة كان أحد أنجح الإعلاميين في الأداء اللغوي، وتعامل مع العربية مثلما يتعامل المثقف الأوروبي مع لغته الوطنية، من خلال معالجتها بطريقة سليمة.

وأكّد الدكتور أحمد درويش بدوره أن الجوانب المضيئة في حياة فاروق شوشة سواء في عطائه الفكري أو إنتاجه الأدبي كثيرة وممتدة وتمثل كنزاً وزخراً للأجيال المقبلة لا بد من الاستفادة منها، مشيراً إلى أن الراحل قدّم نماذج عملية دقيقة لمفهوم التكوين والإرادة والوصولية والنظرة الدائمة الأعمق إلى مستقبل الإنسان، لافتاً إلى أنه كان مسلحاً بالثقافة الشخصية وبإصرار امتد منذ سنواته الأولى في الكلية ليصبح نموذجاً مشرفاً.

ضيف الشرف

في ندوة استضافته، أعرب الشاعر المغربي محمد بنيس عن سعادته باستضافة المغرب في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، وقال إن المملكة بعد الاستقلال لم تكن لديها فرصة للتثقيف وتعلّم أصول اللغة العربية سوى من مصر ولبنان، موضحاً أن كل الذين تعلموا وأصبح لديهم ثراء لغوي يحبون مصر، مشيراً إلى أن للمغاربة تاريخاً من الحضور في المجتمع المصري، بداية من القرن الحادي عشر، وكثير من المتصوفين المغاربة عاشوا في هذا البلد.

وأكد بنيس أن المغرب خلال العشرين سنة الماضية أصبحت تنتج ثقافة حديثة ومتنوعة تصل إلى القارئ العربي عموماً.

أبرز الإصدارات

تنوّعت الإصدارات الجديدة التي تعرضها مختلف الأجنحة في المعرض، هنا نظرة إلى بعض الكتب ومضمونها:

«نزهات أخرى في غابة السرد»

صدر عن «الدار المصرية اللبنانية» بقلم الكاتب والناقد الدكتور سعيد الوكيل، أستاذ النقد الأدبي في كلية الآداب بجامعة عين شمس ووكيل الكلية.

يتناول الكتاب مجموعة كبيرة من الكُتّاب تمتد تاريخياً بدءاً من نجيب محفوظ ومروراً بكل من يحيى مختار وإبراهيم الكوني وصنع الله إبراهيم والبساطي، وانتهاءً بواحد من جيل المبدعين في العقود الأخيرة وهو خليل صويلح. ويغطي الكتاب مساحة جغرافية متنوعة أيضاً، لأنه يتناول بعض الإبداع في مصر وسورية وليبيا.

«الفراشة.. سامية جمال»

بقلم الكاتبة والناقدة السينمائية ناهد صلاح. يتناول الكتاب سيرة الفنانة سامية جمال ويكشف عن جذورها العائلية والاجتماعية منذ مولدها في قرية صغيرة ببني سويف، ثم نشأتها في حواري شارع الأزهر والسيدة زينب، وهروبها من منزل عائلتها وعملها في كازينو بديعة مصابني. ويشير الإصدار إلى تأثير هذه التحولات كافة في مشوار الفنانة وصعودها حتى أصبحت من رائدات الرقص.

«الدنجوان»

صدر عن «مركز الأهرام» بقلم المؤلف أحمد السماحي، ويتناول قصة حياة الفنان الراحل رشدي أباظة، راصداً بدقة مشوار حياته وأهم أعماله الفنية، وأدق التفاصيل الخاصة بالنجم الراحل.

مركز الترجمة المصري

يشارك مركز الترجمة المصري في المعرض هذا العام، بسلسلة من أحدث إصداراته في شتى المجالات من بينها:

• «طه حسين.. الأوراق المجهولة» وهي مجموعة نصوص لعميد الأدب العربي، كتبها بالفرنسية ولم تُنشر سابقاً، وترجمها د. عبد الرشيد محمودي، وتستعرض قضايا شتى في الفلسفة والإسلاميات والترجمة.

• النسخة العربية من «الحكايات الشعبية لشعوب آسيا» ترجمة عبد الرحمن الخميسي، ويضم الكتاب مختارات من الحكايات الشعبية لدى بعض شعوب آسيا وشعوب بحر البلطيق. يشمل الكتاب حكايات شعبية غير معروفة لدى كثير من القراء، لا سيما الكردية منها والغجرية ومن بلاد الشيشان وغيرها، وتتفرد هذه الشعوب بخصائصها التراثية ونماذج أبطالها التي تجسدها الحكايات الشعبية المتنوعة، وتشترك في السمات الإبداعية العامة والقواعد الأخلاقية للسرد المجازي، وبأصالتها وتعبيرها الصادق عن حياة شعوبها وأحلامها ورحلتها التاريخية الطويلة.

• «اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون» من تأليف هيوارد كارتر وآرثر ميس، وترجمة ثروت عبد العظيم خليل، ومراجعة وتقديم عبد الحليم نور الدين. يتناول الكتاب قصة أحد أهم الاكتشافات الأثرية في مصر والعالم، وهو اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، ومعظم فصوله أشبه بمذكرات دقيقة ليوميات عمل كارتر ومساعديه في المقبرة، ووصف للأحداث التي أحاطت بهذا الاكتشاف المثير. وحرص هيوارد كارتر على أن يسجل في كتابه تجاربه العلمية وخبراته في الحفائر الأثرية إلى جانب تجاربه وعلاقاته مع المحيطين به من مصريين أو أجانب خلال تلك الفترة من تاريخ مصر الحديث، ويصف واقعاً حقيقياً مضى منذ سنوات، وليس استنتاجات مؤرخين.

• «الأبيض المتوسط... تاريخ بحر ليس كمثله بحر» من تأليف جون جوليوس نورويش، وترجمة طلعت الشايب. ويضمّ الكتاب نهراً من الحكايات عن اليونان القديمة، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، والعصور الوسطى، والفتوحات العربية، وصراعات الأباطرة والملوك والباباوات والقراصنة، والحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش الإسبانية، فضلاً عن حروب نابليون، والإمبراطورية العثمانية، وحروب البلقان.

إطلاق النسخة العربية من كتاب «اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون»

«الأوراق المجهولة» نصوص بالفرنسية لطه حسين تنشر أول مرة
back to top