العالم بحاجة للرئيس ترامب

نشر في 31-01-2017
آخر تحديث 31-01-2017 | 00:09
في اعتقادي أن أول نقطة نجاح حققها مؤتمر «أستانا» لبحث الأزمة السورية هو إبعاد الأطراف العربية منها، وكذلك قرارات الرئيس «ترامب» بشأن الأزمة السورية سيتم اتخاذها بعيدا عن التشاور مع أي من الدول العربية، وفي اعتقادي أن العالم مقبل على فترة من الهدوء والاستقرار والرخاء الاقتصادي.
 يوسف عبدالله العنيزي في يوم الجمعة الموافق 20 /1/ 2017 شهدت العاصمة واشنطن حفل تنصيب فخامة الرئيس دونالد ترامب ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية الصديقة، لكم سعدت بمتابعة مراسم التنصيب الرائعة والتي نفتقدها في عالمنا العربي، استلام وتسليم للسلطة، وليست أي سلطة بل هي الأقوى في العالم عسكريا وإعلاميا واجتماعيا وتكنولوجيا والأهم اقتصاديا.

لم نر دبابات تجوب الشوارع أو قوات متمترسة في الأماكن العامة، أو احتلالا لمبنى الإذاعة والتلفزيون لتذيع "البيان رقم واحد"، ولم يُسق الرئيس السابق إلى السجن أو الإقامة الجبرية، أو يتم إخراجه من حفرة أو أنابيب المجاري، بل إنه يشارك في حفل التنصيب للرئيس الجديد، يا له من نظام رائع.

وفي اليوم التالي حضر الرئيس القداس الذي أقيم في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن، والذي حضره ممثلون عن جميع الأديان التي تشكل المجتمع الأميركي، حيث استمع الحضور إلى بعض الآيات من القرآن الكريم، "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، هذا هو التسامح الذي غاب من حياتنا.

قرأت بعض الفقرات من خطاب تنصيب الرئيس، ولا أدري لماذا شعرت أننا على حافة حقبة من عودة الزعامات التاريخية بعد فترة قاد العالم فيها سياسيون من مختلف الاتجاهات، وعلى الرغم من المظاهرات التي عمت كثيراً من الولايات ضد الرئيس ترامب فإنني أعتقد أن تعاون الرئيس ترامب مع الرئيس فلاديمير بوتين سيشكل تحالفا قويا سيعيد للدول هيبتها بعد أن اختطفتها الأعداد الهائلة من المنظمات والجماعات والأحزاب، وأصبح العالم يعيش تحت وطأة الخوف والرعب من تلك الأعمال الإرهابية التي تمارسها تلك المنظمات.

ولعل ما يحدث في سورية مثال على ذلك، وخصوصاً بعد أن انسحب العرب منها، وتركناها لقمة سائغة تنهشها عشرات المنظمات بمختلف التوجهات، وكادت سورية تضيع لولا أن هب الرئيس "بوتين" ليعيد للدولة السورية هيبتها ووحدتها، وبالتأكيد هناك من يقول إن الرئيس الروسي جاء إلى سورية ليحمي مصالح بلاده، وهذه نقطة في مصلحته، في حين نحن تخلينا عن مصالحنا، بل تخلينا عن إخوتنا واتخذنا قرارات عاطفية بعيدة عن الواقع.

وفي اعتقادي أن أول نقطة نجاح حققها مؤتمر "أستانا" لبحث الأزمة السورية هو إبعاد الأطراف العربية منها، وكذلك قرارات الرئيس "ترامب" بشأن الأزمة السورية سيتم اتخاذها بعيدا عن التشاور مع أي من الدول العربية، وفي اعتقادي أن العالم مقبل على فترة من الهدوء والاستقرار والرخاء الاقتصادي.

نتمنى لفخامة الرئيس "دونالد ترامب" التوفيق والنجاح وأن تبقى العلاقات الكويتية-الأميركية في أوج قوتها وعنفوانها، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top