السيسي «يعاتب» شيخ الأزهر... ويزور ترامب قريباً

• الطيب يرغب في الاستقالة
• رد إعلامي إيطالي على فيديو «ريجيني»
• لا تهاون أمنياً في 25 يناير

نشر في 25-01-2017
آخر تحديث 25-01-2017 | 00:02
السيسي وعبدالغفار قبل بدء الاحتفال بعيد الشرطة شرق القاهرة أمس (الجريدة)
السيسي وعبدالغفار قبل بدء الاحتفال بعيد الشرطة شرق القاهرة أمس (الجريدة)
جدّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عتابه المكتوم لشيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب، خلال حضور احتفال الشرطة بعيدها السنوي، أمس، دون أن يظهر أسباب ذلك العتاب، فيما علمت «الجريدة» أن الشيخ الطيب كان مُصراً خلال الفترة الماضية على تقديم استقالته من منصبه، وهو ما يرفضه السيسي، الذي دعا مراراً إلى تجديد الخطاب الديني.
استغل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حضوره احتفال الشرطة بعيدها السنوي، أمس، ليجدّد عتابه لشيخ الجامع الأزهر، المرجعية السنية الأولى في العالم، الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، وسط حضور كبار رجال الدولة.

السيسي الذي كان يتحدث في كلمة أثناء الحفل أقيم بأكاديمية الشرطة، عن ضرورة تحجيم الطلاق وإقرار تشريع يلزم المطلق باللجوء إلى المأذون الشرعي وعدم الاعتراف به شفاهياً لأثره السيئ على الأسرة والأطفال في مصر، لكنه التفت إلى الطيب قائلاً: «أليس كذلك... تعبتني يا فضيلة الإمام»، ما فجر حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل «فيسبوك» و«تويتر»، إذ إن العتاب ليس الأول من نوعه، فقد شكا السيسي في لقاءات سابقة تأخر الأزهر في تجديد الخطاب الديني، وأنه يتطلع إلى دور أكبر لمؤسسة الأزهر في مواجهة التطور الفكري.

«الجريدة» علمت من مصدر مُطلع، أن الشيخ الطيب كان مصراً خلال الفترة الماضية على تقديم استقالته من منصبه، إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رفضها، وأوضح المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أن جهات في الدولة تسعى إلى إقناع الشيخ بالعدول عن تلك الاستقالة، وتابع المصدر: «شيخ الأزهر يشكو من الهجوم الإعلامي على المؤسسة، كما يرفض تدخل أي جهات في عملها، بالتزامن مع طلب جهات من الدولة إقصاء قيادات من الصف الأول في الأزهر».

المفكر الإسلامي ناجح إبراهيم، قال لـ «الجريدة»: «الطيب رجل زاهد

لا يتقاضى أجراً عن منصبه ويرفض أخذ هدايا الملوك والأمراء، ولا يمكن توقع صدامه مع أي من مؤسسات الدولة»، فيما رفض الباحث مصطفى أمين، اعتبار حديث السيسي للشيخ الطيب شكوى، حيث تأتي في سياق رغبة الرئيس في اتخاذ خطوات سريعة بقضية تجديد الخطاب الديني.

1000 طن متفجرات

إلى ذلك، حرص الرئيس ـ خلال كلمته في الاحتفال السنوي بعيد الشرطة، على تقديم الشكر إلى قوات الجيش والشرطة، وقال خلال الكلمة: «قوات الجيش والشرطة فضّلوا يخدوا الرصاصة في صدرهم بدلاً من الشعب»، موضحاً أنه تم ضبط «ألف طن من المتفجرات» في سيناء منذ انطلاق العمليات الأمنية، وأنه تم تدمير 10 أمثالها، وأن ثمن طن المتفجرات يتجاوز 400 ألف دولار أميركي، إلى جانب ضبط مهرب واحد ومعه 30 مليون جنيه مصري، مما يكشف حجم الموارد المالية التي تتلقاها الجماعات الإرهابية.

وتابع السيسي: «مصر تعيش حرباً مثل التي خاضتها خلال الفترة من 1967 حتى 1973، والعالم أجمع يعلم أننا نحارب بمفردنا بشجاعة وشرف»، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سأله عن الاقتصاد المصري، فرد قائلاً: «نقاتل وحدنا منذ أكثر من 40 شهراً، والمصريون صامدون». ودعا المصريين إلى زيارة المصابين من الشرطة في المستشفيات.

استنفار يناير

على صعيد آخر، اكتمل أمس، انتشار قوات الشرطة والجيش لتأمين الشارع، بالتزامن مع حلول ذكرى ثورة يناير السادسة، اليوم الأربعاء، وسط تحفظ لإعلان عدد القوات المكلفة المهمة، في حين شدد وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، على عدم التهاون مع أي محاولات تسعى لتعكير صفو أمن المواطنين وأنها ستواجه بمنتهى الشدة والحزم.

وشدد وزير الداخلية في آخر توجيهات له عشية ذكرى الثورة على ضرورة اليقظة والجاهزية والاستعداد للتعامل مع كل الاحتمالات والتهديدات، واتخاذ جميع الإجراءات التأمينية لحماية المنشآت المهمة والحيوية، والتواجد الفعال بمختلف المستويات.

ميدانياً، وفي حين أصيب مُجند من القوات المسلحة بطلق ناري خلال قيامه بتنظيف سلاحه أثناء وقوفه في محل خدمته في منطقة المزرعة جنوب مدينة العريش، زاد التوتر بين القاهرة وروما على خلفية اتهام مسؤولين إيطاليين للجانب المصري باستخدام مقاطع فيديو أذاعها التلفزيون المصري، وتم التقاطها العام الماضي بصورة مسيئة للباحث جوليو ريجيني.

وقالت وسائل الإعلام الإيطالية، إن واقعة تصوير الباحث، من قبل عنصر ـ يُعتقد في تبعيته للأمن ـ يعني أن الجهات الأمنية كانت تتابعه خصوصاً أن الكاميرا كانت دقيقة، ومعلقة في قميص نقيب الباعة الجائلين محمد عبدالله، بينما يكشف الفيديو الكامل براءة ريجيني.

يذكر أنه عُثر على جثة ريجيني في القاهرة نهاية يناير العام الماضي، وعليها آثار تعذيب، وتتهم إيطاليا مسؤولين أمنيين في مصر بالضلوع في مقتله.

زيارة مرتقبة

على صعيد آخر، وفيما يبدو مؤشراً قوياً على عودة العلاقات المصرية الأميركية، هاتف السيسي نظيره الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، وبحثا محاربة الإرهاب والتطرف، وبحسب بيان رئاسة الجمهورية، فإن الساكن الجديد للبيت الأبيض، أشاد بجهود مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكداً التزام بلاده بتقديم الدعم اللازم لمصر، ومعرباً عن تطلعه لزيارة السيسي المرتقبة لواشنطن.

إلى ذلك، علمت «الجريدة» من مصدر مطلع أن تحضيرات فعلية تجرى تمهيداً لزيارة السيسي إلى واشنطن، مرجحاً أن تتم في شهر مارس المقبل، مؤكداً أن حالة من الارتياح تسود الإدارة المصرية، نتيجة التناغم مع الإدارة الأميركية الجديدة، ما يُدلل على تدشين صفحة جديدة في العلاقة بين القاهرة وواشنطن.

ضبطنا 1000 طن متفجرات خلال الفترة الأخيرة في سيناء ... الرئيس المصري
back to top